في مفاجأة من العيار الثقيل، وفي اعتراف إسرائيلي قلما يذكر، بدلالة واضحة على تفوق المقاومة اللبنانية والفلسطينية في السنوات الماضية على الجيش الإسرائيلي، بآلاته العسكرية وعتاده، وتجهيزاته الحربية الكبيرة، كتب المحلل السياسي لصحيفة معاريف الإسرائيلية "أمير بوخفوط" الثلاثاء الماضي الموافق التاسع والعشرين من شهر سبتمبر: إن حزب الله اللبناني تفوق ببراعة شديدة على الجيش الإسرائيلي في الحرب الصهيونية الأخيرة على لبنان صيف 2006، ونشر بعض الإفادات التي تعرضت لها إسرائيل أثناء الحرب، من حيث الشئون الأمنية والمخابراتية والإستراتيجية. قال بوخفوط إن جدلا كبيرا ما زال يسود الساحتين السياسية والعسكرية الإسرائيليتين حول الحرب اللبنانية الثانية، رغم مرور ما يزيد على ثلاث سنوات كاملة على انتهاء الحرب، سواء كانت الحرب انتصارا بالنقاط كما ذكر بعض الكتاب والمحللين السياسيين، أم إن الحرب لم تنته بالضربة القاضية كما صرح دان حالوتس رئيس هيئة الأركان السابق، أم إن أداء الجيش الإسرائيلي كان أقل من المتوقع، وكان أسوأ من حزب الله نفسه، كما أوضح المعلقون العسكريون الإسرائيليون أنفسهم، حيث ذَكَر المحلل السياسي للصحيفة أن مقالا للدكتور روبي سندمان رئيس شعبة التطبيقات في سلاح البحرية الإسرائيلي نُشر في مجلة "معراخوت" العسكرية الإسرائيلية، أكد من خلاله أن هناك تفوقا لحزب الله على الجيش الإسرائيلي في العديد من النقاط الجوهرية، وذلك بعد قيامه بعمل استطلاع رأي على 24 ضابطا إسرائيليا، من رتبة مقدم فما فوق، وظهر من خلال هذا التقرير أو الاستبيان أن إسرائيل تتفوق في مجالات الوسائل القتالية والتنظيمية، لكنها تعاني من نقص أو حسم في الإستراتيجية، ونظريات القتال والسعي نفسه إلى الحسم والقيادة معا، مع الأخذ في الاعتبار أن موازين القوى وتغييرات كفة وقيادة المعركة تنشأ خلال سير الحرب نفسها! وذكر المحلل السياسي للصحيفة أنه كانت هناك منظومات تضليل لحزب الله ناجعة، وأثبتت كفاءتها عن الجيش الإسرائيلي أثناء الحرب، كما أن سلاح الجو الإسرائيلي لا يمكنه العمل بدون قوات برية للإجهاز على حزب الله اللبناني، ودعم الكاتب الإسرائيلي "بوخفوط" مقاله المهم برسم كاريكاتوري لعوامل الحسم لحزب الله اللبناني، أو للمقارنة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، سواء من الناحية الإستراتيجية أو المخابراتية أو ما شابه. وفيما يلي نقاط الطرفين: 1- الاستخبارات: الجيش الإسرائيلي 6 وحزب الله 7. 2- الإستراتيجية: الجيش الإسرائيلي 5 وحزب الله 9. 3- القيادة: الجيش الإسرائيلي 6 وحزب الله 8. 4- الحسم في المعركة والسعي إليه: الجيش الإسرائيلي 4 وحزب الله 8. 5- التحكم: الجيش الإسرائيلي 8 وحزب الله 6. 6- القوة البشرية: الجيش الإسرائيلي 9 وحزب الله 5. 7- الإمداد والتموين: الجيش الإسرائيلي 8 وحزب الله 5. 8- الوسائل القتالية: الجيش الإسرائيلي 9 وحزب الله 5. 9- التنظيم والتأهيل للحرب: الجيش الإسرائيلي 7 وحزب الله 8. 10- التكنولوجيا: الجيش الإسرائيلي 9 وحزب الله 5.
وأشار الكاتب الإسرائيلي بوخفوط في مقاله المهم، وباعترافه الخطير إلى أن الدكتور سندمان الذي أشرف على الاستطلاع قد نال جائزة شخصية من رئيس الأركان الحالي الجنرال جابي أشكنازي، تقديرا واعترافا بمجهوده في محاولة إعادة تصحيح الجيش الإسرائيلي ليواكب تطورات العصر، والأزمات التي يزعم أنه سيتعرض لها في المستقبل!