قام الشاعر العراقي سنان أنطون بترجمة "في حضرة الغياب" للشاعر الفلسطيني محمود درويش من العربية إلى الإنجليزية، وقد صدرت عن مؤسسة "كتب آركيبالاجو" بمدينة نيويوركالأمريكية. وقد أكد أنطون أن ترجمته لهذا الكتاب كانت تحديا كبيرا له؛ حيث يندرج هذا العمل المترجم ضمن ثلاثية نثرية، تضم بالإضافة إلى "في حضرة الغياب" (2006)، كتابَي "ذاكرة للنسيان" (1987)، و"يوميات الحزن العادي" (1973)، ونزع فيها صاحب "لماذا تركت الحصان وحيدا" إلى توثيق سيرته الشخصية والشعرية التي قدّمها أيضا عبر ديوانه الملحمي جدارية؛ وفقا لما ذكره موقع الجزيرة.
وذكر أنطون في مقدمة ترجمته: "لقد كان درويش في هذا العمل في قمة عبقريته وإبداعه، مع إدراكه إلى أن موته قد أصبح وشيكا، فاستجمع كل خبراته وطاقاته لينجز هذا النص المتوهج الذي يتحدى التجنيس الأدبي".
وأضاف: "كان الشاعر قد مرّ بتجربة الموت مرتين، وكتب عن تلك التجربتين في قصيدته جدارية، والآن حان الوقت ليقوم بتوديع نفسه قبل أن يودعه الآخرون، وليكتب رثائيته الشخصية".
وأشار إلى أن هذا النص "ليس مجموعة شعرية ولا عملا نثريا عاديا؛ بل هو عمل يأخذ القارئ مباشرة إلى فضاء درويشي تلتقي فيه الأضداد وتفترق، أضداد الحضور والغياب، والشعر والنثر، والوطن والمنفى".
ويرى الشاعر العراقي في الكتاب أكثر من عمل في السيرة الذاتية، ويبرر الأداء الشعري لدرويش في كتابته النثرية بكون "درويش في هذا النص، كما هو في الحياة، شاعرا أولا وقبل كل شيء، وقد كرس حياته وحلمه بكتابة الشعر؛ ولذلك فإن الخيط الناظم لنصوص هذا الكتاب يستدعي خبرة وعبقرية شاعر عاش الحياة في الشعر ومن أجل الشعر".
وحمل غلاف الكتاب إشادات لشعراء عرب وأجانب بمكانة درويش في المشهد الشعري العالمي وبالترجمة التي قدمها أنطون، فكتب الشاعر العراقي سعدي يوسف: "إن تقديم أعمال محمود درويش إلى لغة أخرى هي مغامرة خطيرة، وما قام به سنان أنطون عبر هذه الترجمة لهو تعبير رائع عن الاحترام والحب، وقراءة هذه الترجمة تبعث على المتعة والسمو".
أما المترجم سنان أنطون فهو شاعر وروائي عراقي، هاجر إلى الولاياتالمتحدة منذ عام 1991، حصل على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة هارفرد الأمريكية، ويعمل الآن أستاذا للأدب العربي في جامعة نيويورك.