في بداية يوم 8 فبراير اليوم ال15 من الثورة المصرية استيقظت على خبر الإفراج عن الناشط السياسي وائل غنيم؛ بعد أن رضخت السلطات المصرية لإرادة الشباب. وقد رحبت جموع المتظاهرين المحتشدة في ميدان التحرير بوائل غنيم؛ الناشط الذي اختفى على أيدي قوات الأمن المصرية قبل 12 يوما، وأُطلق سراحه يوم الثلاثاء، يعود لغنيم الفضل في تأسيس صفحة على موقع فيس بوك؛ لعبت دورا مهما في تنظيم الاحتجاجات التي اندلعت في مصر، قال غنيم في كلمة وجهها إلى الجموع: "لن نتنازل عن مطلبنا في زوال النظام، ولن نستسلم"، وفي إشارة إلى المحتجين الذين قتلوا على أيدي الأجهزة الأمنية؛ قال غنيم: "لست بطلا.. إن الأبطال هم الذين استشهدوا "، وفي إطار هذه الأحداث العظيمة التي تمر بها مصر ومع بداية مولد الحرية قامت تظاهرة وصلت إلى حوالي ثلاثة مليون متظاهر في ميدان التحرير؛ حيث قام الشباب بالتظاهر والاعتصام أمام مجلسي الشعب والشورى، ووزارة الداخلية، والبرلمان. ولكن هذا اليوم لم يختلف كثيرا عن باقي الأحداث التي شاهدتها منذ بداية الثورة؛ ولكن القاهرة تشهد هذا اليوم تظاهرة ضخمة بميدان التحرير منذ بدء الاحتجاجات. وبدأ حشود الشعب المصري تتجمع، وكان هذا اليوم من أكثر الأيام لاحتشاد الثوار؛ حيث حاصر عشرات الآلاف من المتظاهرين مجلس الشعب ومقر رئاسة الوزراء القريبين من ميدان التحرير، والغريب أن المتظاهرين أطلقوا على هذا اليوم يوم حب مصر؛ لأن التظاهرات كانت في معظم المحافظات. في حين أن رئيس المخابرات السابق عمر سليمان قال إن "مصر مش جاهزة إنها تكون دولة ديمقراطية!!"، وده طبعا من وجهة نظره لوحده؛ لأنه شايف أن ثورتنا دي فوضى أصلا، وطبعا بعد ما بقى نائب رئيس الجمهورية كان لازم يقول كده، وفي ذلك الحين صرّح البيت الأبيض بأن تعليقات نائب الرئيس المصري عمر سليمان أن مصر ليست جاهزة للديمقراطية هي تعليقات "ليست مفيدة". وفي ذلك الحين طلب جون بايدن من عمر سليمان رفع حالة الطوارئ فورا، وطبعا من ضمن التصريحات والأخبار الغريبة اللي كنا بنشوفها ونسمعها إن مجلس إدارة المصرف العربي الدولي (البنك الذي يحتوي على أرصدة الوزراء والمسئولين السابقين الممنوعين من السفر) أصدر تعليمات للموظفين بتنفيذ أي تحويلات مالية للخارج دون سقف أعلى للمبلغ الذي يتم تحويله، ودون الإشارة لاسم الشخص الذي يقوم بالتحويل؛ حيث سيرمز له برموز حرفية وليس بالاسم الكامل، والجدير بالذكر أن رئيس مجلس إدارة البنك هو الدكتور عاطف عبيد -رئيس الوزراء المصري الأسبق- وفي الوقت نفسه تقدم المحامي ممدوح إسماعيل ببلاغ للنائب العام؛ يطلب فيه وقف أي تعاملات وتحويلات من المصرف العربي. وبالنسبة لباقي المحافظات فمدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد تشهد انفلاتا أمنيا بعد انسحاب معظم القيادات الأمنية؛ ولكن سرعان ما انتشرت قوات الجيش المصري في أحياء المدينة، ونجحت في السيطرة على الموقف. وفي الإسكندرية احتشد آلاف المصريين قرب مسجد القائد إبراهيم مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك، وشهدت الإسكندرية تظاهرات على مدى أربعة أيام كانت جميعها سلمية؛ ولكن تخللها ضرب نار من بعض مراكز الشرطة، أما في طنطا بمحافظة الغربية تجمع الآلاف المتظاهرين رافضين استمرار الرئيس مبارك في الحكم، وانطلقوا في مسيرات للمطالبة برحيله فورا، كما قرر عدد منهم المبيت أمام ديوان عام المحافظة حتى رحيل مبارك، أما في بورسعيد فقد تمّ حرق مبنى المحافظة. وبدأ كثير من الجهات في الاعتصام؛ حيث اعتصم المئات من موظفي الشركة المصرية للاتصالات يتظاهرون أمام سنترال رمسيس، وأيضا بعض العاملين بالتليفزيون المصري وروزاليوسف وبعض الشركات. وتستمر التظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير وأيضا في جميع المحافظات؛ ولكني على أمل أن تتحسن الأوضاع وتستقر الأمور في بلدنا؛ ولكنني في تلك اللحظات بدأت أشعر بالخوف من أجواء الفوضى، ولكني على أمل أن تتحسن الظروف، وأن يرحل مبارك عن البلاد.