بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه،،، في موقعكم "بص وطل" ترد إلينا أسئلتكم الكريمة؛ ومنها: كيف يعامل المسلم المسيحي؟ وهل يجوز تهنئته بعيده أم يعد هذا احتفالا بكفره؟ يجوز للمسلم أن يهنئ المسيحي بعيده الذي يفرح فيه، والمسيحي عيده يختلف من طائفة لأخرى، وهو مرتبط بمولد المسيح عليه السلام، والمسيح هو نبي من أنبيائنا فهو نبينا وحبيبنا، والله سبحانه وتعالى وصفه بأنه كلمته ألقاها إلى مريم، ووصف أمه بأنها صِدّيقة، {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}، ورفض ما كان عليه اليهود الذين اتهموا السيدة الشريفة الكريمة سيدة نساء العالمين بما اتهموها، لعنة الله عليهم. المسلمون في غاية الوضوح بأنهم يعظّمون المسيح ويعظّمون أمه، ولذلك إذا وجدنا قوما يفرحون بمولد ذلك النبي العظيم الذي لم يستهلّ صارخا؛ لأنه لم ينغِصْه الشيطان كما ورد في الأثر، ولأنه في يوم القيامة لا يجد ذنبا قد فعله يعتذر به للناس وهو يحوّلهم إلى شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولأنه من أولي العزم من الرسل، ولأنه هو السابق على نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو الذي رُفِع بجسده العنصري إلى السماء، يقول الإمام أحمد: "ومن عقائدنا أنه رُفِع بجسده العنصري إلى السماء"، ولقيه النبي صلى الله عليه وسلم في السماء الثانية في ليلة الإسراء كما في البخاري. إذن نحن أمام شخصية عظيمة يُحتفل بها، ولا بأس بأن نعيّد عليهم؛ {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}. والبرّ هنا فيه نوع التهنئة ونوع التعزية ونوع الكرم ونوع التعايش ونوع الضيافة ونوع الرحمة باتفاق المسلمين، ولذلك ينبغي على المسلم أن يهنئ أخاه المسيحي في هذا العيد؛ تعظيما للسيد المسيح، وإظهارا لموقف المسلمين من هذا النبي العظيم، وتعايشا مع أصحاب الوطن وشركاء الوطن، وتعايشا وبرا بالجيران؛ "وما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (أي يجعله من الورثة). وكان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات مات ودرعه مرهونة عند يهودي، وكان اليهود لا يزالون يوجدون في المدينة، أولئك الذين لم يحاربوا الإسلام، لم يخونوا الخيانة العظمى، لم تصدر ضدهم أحكام قضائية مثلما حدث مع غيرهم من القبائل في بني قينقاع وبني النضير... وهكذا. إذن نعم لا بد أن يعامل المسلم المسيحي بالرفق؛ فإن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وبالكرم لأن إكرام والجار وإكرام الضيف وإكرام الأخ وإكرام من نعيش معهم إنما هو واجب شرعي، ويجوز له أن يهنئه في عيده هذا. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: