أ ش أ غادر المشير محمد حسين طنطاوي -رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- العاصمة الليبية (طرابلس) بعد زيارة استغرقت عدة ساعات. وكان المشير طنطاوي قد التقى المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي، والدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الوزراء الليبي؛ لبحث سُبل دعم مصر لليبيا في عدد من المجالات. وقد تركّزت المباحثات الليبية-المصرية على دعم العلاقات المتميّزة بين البلدين، وبحث ملف مشاركة مصر في إعادة إعمار ليبيا وأوضاع العمالة المصرية، ومستقبل الاستثمارات الليبية في مصر. وأسفرت المباحثات بين الجانبين المصري والليبي عن تقديم مصر دعمها لليبيا في قطاعات الاتصالات والكهرباء والتربية والتعليم والصحة والإسكان. وعقب وصوله إلى القاهرة، صرّح الدكتور حسين خالد -وزير التعليم العالي وأحد المشاركين في الوفد المصري الذي زار ليبيا- بأن مصر وليبيا قد وقّعتا على 51 اتفاقية بين الكليات المصرية ونظيراتها الليبية في مجال البحث العلمي والتعليم العالي. وأضاف الوزير أنه تمّ الاتفاق مع الجانب الليبي خلال المحادثات اليوم على استيعاب عدد إضافي من الطلاب الليبيين الدارسين في مجال الدرسات العليا بالتخصصات المناظرة بالجامعات المصرية، والاتفاق كذلك على سدّ العجز في أعضاء هيئة التدريس بليبيا في التخصصات المطلوبة للجامعات ومراكز الأبحاث الليبية كافة. كما تمّ الاتفاق على زيادة برامج التدريب في مجال الطب البشري وطب الأسنان، وبصفة خاصة لسنة الامتياز بالمستشفيات الجامعية بالجامعات المصرية، وتفعيل برامج المنح الدراسية المتبادلة بين البلدين في الدراسة الجامعية والدراسات العليا، ووضع خطة مستقبلية تنفيذية لزيادة هذه الأعداد المتبادلة، وتنفيذ برامج زيارات علمية للعلماء من كلا البلدين؛ لزيارة المراكز البحثية التخصصية المتميزة تمهيدا لتنفيذ مشروعات علمية مستقبلية مشتركة ذات أولوية قومية في البلدين. وأوضح الوزير أنه سيتمّ أيضا وضع خطة فعّالة للإشراف المشترك للباحثين بين البلدين، وتبادل الخبرة في مجال ميكنة الإدارة للمؤسسات البحثية والتعليمية، وتفعيل الاتفاقيات العلمية السابقة بين وزارتي التعليم العالي في البلدين، وضع استراتيجية مستقبلية مشتركة لتطوير التعليم العلمي في البلدين. وذَكَر بيان صحفي عن نتائج اجتماعات الوفد الوزاري المصري مع نظيره الليبي أنه تمّ الاتفاق بين الجانبين على تفعيل اتفاقية تبادل الطاقة بين البلدين، ودعم الشركات الليبية-المصرية المشتركة للمساهمة في إصلاح وصيانة خطوط الكهرباء بليبيا. وأضاف البيان أنه تمّ التأكيد على ضرورة استكمال التعاون في شركة سرت المصرية-الليبية، والتعاون في مجالات تدريب الكوادر الليبية في مصر، والاستفادة من الخبرات المصرية في مجال الغاز الطبيعي من الاستخراج إلى التصنيع والتصدير. وتابع البيان أنه تمّ الاتفاق أيضا على التعاون في مجالات إنشاء وإدارة المناطق التكنولوجية، والتعاون في مجال تشريعات الاتصالات وحماية وأمن المعلومات، وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر الليبية، والترابط البيني بين البلدين. وأشار البيان إلى أنه تمت دعوة الشركات المصرية للمساهمة في مجال البناء والتعمير، وإنشاء الطرق والخدمات الأساسية، كما تمّ الاتفاق على تكوين فريق تدريبي مصري-ليبي للتنسيق بخصوص عملية تدريب العمالة الليبية في مراكز التدريب المصرية المعتمدة من البلدين، وتم أيضا الاتفاق على تفعيل مذكرة الربط الإلكتروني بين الوزارتين لضبط عملية دخول العمالة المصرية إلى السوق الليبي، كما تم الاتفاق على ضرورة عقد اتفاق لحفظ الحقوق التأمينية للعمالة المصرية بليبيا. وذَكَر البيان أنه تم الاتفاق بين الجانبين المصري والليبي على تفعيل التعاون في مجالات التدريب في الطب البشري وطب الأسنان، وتفعيل برامج المنح الدراسية والزيارات العلمية والإشراف المشترك وميكنة المؤسسات البحثية والتعليمية، وتفعيل الاتفاقيات والاتفاقات ومذكرات التفاهم العلمية الموقّعة بين البلدين. وأضاف البيان أنه تمّ الاتفاق على تدريب مجموعة من المعلّمين الليبيين في الأكاديمية المهنية للمعلمين المصرية، وتدريب معلمين وموجّهين تربوين ومديري مدارس ليبيين لمدد محددة في التنمية المهنية بمصر. كما تمّ الاتفاق على استقدام أطباء مصريين إلى ليبيا خاصة في مجالات طب الأسرة، والأورام، والتعاون في مجالات التدريب، وبرامج العلاج في المستشفيات المصرية، وعلاج المرضى الليبيين في مصر.