احتفالا بطرحه في اليوم العالمي للإيدز، أقامت شركة نيو سينشري مؤتمراً صحفياً بالتعاون مع منظمة الأممالمتحدة، لفيلم "أسماء" المستوحى من مجموعة قصص حقيقية، تصور امرأة مصرية تقرر النهوض من أجل الحصول على حقوقها. وحضر المؤتمر من صناع الفيلم الفنانين: هند صبري، وماجد الكدواني، وهاني عادل، وسيد رجب، والمؤلف والمخرج عمرو سلامة، والسينارست والمنتج محمد حفظي، ومراسلي القنوات والصحف العالمية، وأخصائيي مكافحة مرض الإيدز وحقوق الإنسان، والمعنيين بمساعدة مرضى الإيدز فى التعايش مع المجتمع الذي يظلمهم وينظر لهم نظرة مجحفة.
وتدور أحداث الفيلم حول أسماء، وهي سيدة في العقد الرابع من عمرها، وتعاني من الإصابة بمرض نقص المناعة البشرية "الإيدز"، وانتقلت بعد وفاة زوجها إلى القاهرة في صحبة أبيها وابنتها المراهقة، لتعاني "أسماء" من مشاعر العزلة الاجتماعية، والخوف من اكتشاف أمر مرضها الذي تخفيه عن كل من حولها حتى ابنتها، وكانت أسماء تعاني من عدوى حميدة للمرض، ونتيجة لمرضها لم يوافق أي طبيب على إجراء عملية المرارة لها؛ خوفا من انتقال المرض إليه، وكان عليها أن تجد حلاً لمشكلتها قبل أن تتدهور حالتها وتتطور إلى مرحلة مميتة، فإذا بأحد البرامج التليفزيونية الشهيرة يعرض عليها فرصة الوصول إلى حلّ إذا وافقت على الظهور بوجهها دون إخفاء هويتها، كفرصة أخيرة لتأمين حقها في الحصول على العلاج، وخلال ساعات قليلة كان على "اسماء" أن تختار ما بين فضح سرها أو أن تواصل معاناتها في صمت.
وبعد عرض الفيلم بكى بعض احاضرين، وعلق مراسلو الوكالات والصحف العالمية أن السينما المصرية تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأن فيلم "أسماء" يعدّ امتداداً لهذا التطور في المضمون والشكل والأداء التمثيلي والإخراجي.
وفي كلمة أرسلتها الفنانة بشرى (المنتج المنفذ للفيلم) من خلال شركتها نيو سينشري للحاضرين لتغيبها عن حضور المؤتمر لظروف الحمل والسفر، قالت: "أؤكد أن شركة نيو سينشري دائما ما تعمل جاهدة على اختيار أكثر السيناريوهات تميزاً، سعياً منها لإنتاج أفلام ذات جودة عالية، تمنح شباب المخرجين وكتاب السيناريو الفرصة للابتكار والاستمتاع بفرص الإنتاج المتميزة من خلال أفلامها، ويعتبر "أسماء" من أهم الأفلام للشركة في عام 2011 بعد الإنتاج الناجح لفيلم "678" الذي تم إنتاجه عام 2010".
بينما قالت هند صبري في المؤتمر أنها محظوظة ببطولة فيلم مثل "أسماء"؛ لأنه يطرح قضية مهمة ويعاني عدد كبير من المواطنين منها في الشرق الأوسط، وما زالت المجتمعات العربية في حاجة لإعادة التأهيل للتعامل معها، وأنه من العار أن هناك أطباء يعاملون مرضى الإيدز بقسوة وكأنهم جميعا مذنبون، حتى إنهم يرفضون أحياناً أن يعالجوهم رغم أن بعضهم انتقل إليه المرض من المستشفيات أو بسبب حوادث ونقل دم، وليس شرطاً أن يكون كل مصاب بالإيدز إنساناً فاسدا، وحتى لو أخطأ فليس لنا أن نحاكمه، ولا يعني ذلك أن نتركه يموت دون علاج.
بينما أكد الفنان ماجد الكدواني أن أجمل ما في الفيلم أنه دعوة للناس بكسر حاجز الصمت والخوف، ليس فقط أمام مرض الإيدز، وإنما أمام أي سبب آخر يحرمهم من حقهم في الحياة.
ومن جانبه أكد المؤلف والسينارست عمرو سلامة أن الفيلم استغرق منه مجهوداً شاقا في الكتابة حتى إنه كتبه في حوالي 5 سنوات، بعد أن قام بعمل فيلم وثائقي لمرضى الإيدز ليكتشف عالما آخر وكواليس غريبة لا يعرفها المجتمع، وأن الفيلم الوثائقى مطروح على شبكة الإنترنت، قبل أن يقرر عمل فيلم سينمائي عن تلك القضية المهمة، متأثراً بشخصية سيدة اقتبس من قصتها قصة فيلم "أسماء" لكنها ماتت قبل أن يرى الفيلم النور.
في حين أكد السينارست والمنتج محمد حفظي أن الفيلم مغامرة بكل المقاييس نظرا لظروف السوق، لكن الفكرة ومعاناة النماذج التي يستعرضها الفيلم فرضت نفسها، وحتمت تقديم معاناتهم في فيلم سينمائي بغضّ النظر عن المكسب والخسارة المادية.