كتب: دينا حسن كشف حازم صلاح أبو إسماعيل –المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية- أنه بكى عندما رأى المصريين يذهبون للمشاركة في التصويت للانتخابات البرلمانية ويحركهم الدافع الوطني وليس الخوف من عقوبة عدم المشاركة. ومن خلال حواره الشامل اليوم (الجمعة) لبرنامج "مصر تنتخب" مع الإعلامي مجدي الجلاد، قال أبو إسماعيل إن وصول الإسلاميين سواء كانوا من حزب الحرية والعدالة أو حزب النور لمقاعد البرلمان دليل على أن الخطاب السياسي المستخدم للجمهور كان مقنعا ومحبوبا لأسماعهم، مشيراً: "نجاح الإسلاميين أسقط فزاعة الخوف منهم". أما عن الإسلاميين أنفسهم، فأشار إلى أن نجاحهم أثبت أن رسالتهم كانت واضحة للجميع، وقد أعطاهم ثقة كبيرة تجعلهم قادرين على التفاعل مع المجتمع بها، موضحاً أن الإسلاميين كانوا موجودين في العمل العام دائما، وأحزابهم لم تكن هي السبب الوحيد في نجاحهم. وعن التحليلات المشيرة إلى أن التصويت كان اجتماعيا ولم يكن سياسيا، دافع أبو إسماعيل عن منهجية التصويت الانتخابي بأنه كان تصويتاً اجتماعياً وسياسياً وتقييما شاملا للمرشح البرلماني، مؤكداً أن الإعلام قد لعب دوراً كبيراً في تلميع بعض الشخصيات، وأن هناك من اختارهم من أجل العقيدة الإسلامية. ثم دار الحديث عن عدد من المحاور المهمة لمصر إذا استطاع الإسلاميون الوصول للحكم: الدين والسياسة أوضح الداعية الإسلامي أن هناك فرقا بين الإسلام والداعي له، وأن الجماهير تقع في أخطاء عندما تقدس الإسلاميين وترى أنهم أناس لا يخطئون، مشيراً إلى أن الإسلام مقدس، لكن الحاملين له يُعاملون سواء مثل الجميع. وبسؤاله عن تنزيه الدين عن الحياة السياسية، قال إن رفع الإسلام من الحياة السياسية سيتبعه نزعه من الحياة العامة، مؤكداً أن الدين خُلِق من أجل الحياة، ويجب أن يدخل في جميع شئونها. الأقباط وهنا أوضح المرشح المحتمل للرئاسة أن هناك بعض الأقباط يتخوفون من تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، مؤكداً أن الشريعة هي المجال الأوسع لحماية حقوق الأقباط، وأنها لن تمارس عليهم أي ضغوط، متبعاً: "حالة الهياج الإعلامي ضد المادة الثانية من الدستور هي التي تخيف المسيحيين، وذلك التلويث الإعلامي وراءه أغراض غير شريفة". وبسؤاله عن حجاب المسيحيات، تعجّب من تلك التخوفات قائلاً: "هل الإسلام دين جديد يُسأل فيه عن حق الأقباط، فهناك بعض القرى المصرية ترتدي المسلمة والمسيحية الحجاب سواء، ولا يوجد جدل حول تلك الإشكالية المختلقة". وأكد أن الأقباط سيشاركون في صناعة المستقبل المصري مثل الإسلاميين، وسيتولون مناصب وزارية، قائلاً: "إذا طلب قبطي أن أعطيه حريات مثل الغرب لن أرضي له بذلك المستوى المتدني، بل سأعطيه أكثر". كما قال إن المسلم والمسيحي يعيشان في حالة اندماج أمني عبر عقود، وإن تلك الأزمات الأخيرة قد صنعها الإعلام، وهي ليست حقيقية. السياحة وفي هذا الشأن صرح أبو إسماعيل بأنه قدّم برنامجاً تنموياً للسياحة في مصر، يحقق 8 أضعاف ما يحققه الدخل السياحي الآن، مشيراً إلى أنه اعتمد على البرامج الموازية في الدول الأوروبية، وخلق منتجعات سياحية جديدة تتناسب مع الثقافة المصرية؛ كبناء قرى فرعونية وبدوية للسائحين الأجانب. وبسؤاله عن منع الخمور في الفنادق السياحية حسم الأمر بأنه لن يبيع الخمر أو ينتجه أو يستورده إلى مصر، وعلى السائح الأجنبي إن أراد أن يجلبها من الخارج، موضحاً: "نحن في الأصل دولة إسلامية، ويجب الحفاظ على شرف بلدنا". وعن إمكانية تراجع مستوى السياحة في مصر نتيجة تلك القرارات، قال: "الأجانب في الخارج لديهم خمور أفضل مما في مصر، وسأروّج للسياحة من خلال إدخال شريك أجنبي في مصر يروج لنا في بلده". كما لفت النظر إلى أنه سيكون للأجانب شواطئهم الخاصة بهم، وأن الشريعة الإسلامية تجيز الحفاظ على خصوصيات الطرف الآخر. هدم التماثيل والأضرحة تعجّب المرشح المحتمل للرئاسة من أن تؤخذ آراء رؤساء الجمهوريات فيما يخص العقائد، مشيراً إلى أن المصريين متنوعون في عقائدهم، ولا يصح لأحد أن يحللها أو يحرمها. كما لم يتحفظ على موقف حزب النور عندما قام بغطاء أحد التماثيل "الحوريات" أثناء مؤتمر خاص بهم، قائلاً: "هم رأوا ذلك، ويجب أن يُحترم فكرهم". وأضاف أنه لا يحق لرئيس الجمهورية أن يأخذ قرارا منفردا بهدم التماثيل؛ لأنه يعمل وفق هيئات أثرية ومجلس شعب وخارطة سياسية للبلد. البنوك وهنا صحح أبو إسماعيل المفاهيم الخاطئة عن مفهوم البنوك الإسلامية كعلم اقتصادي من خلال حديثه، بأنها تحقق مكاسب مالية عن البنوك الربوية، قائلاً: "البنوك العادية تعطي فوائد سواء حققت مكاسب أو لم تحقق، أما البنوك الإسلامية فهي تقوم على المشاريع الحقيقية للمجتمع، والذي يرتبط معها الفرد بالخسارة أو بالمكسب". ضارباً المثل ببنك فيصل الإسلامي الذي "عندما حقق مكاسب مالية وابتلع أموال مصر، منع النظام السابق إنشاء فروع أخرى له". وأتم حديثه في هذه النقطة بأن البورصة جائزة في الشريعة الإسلامية، وأنها تنعش الاقتصاديات؛ لأنها تجعل الشركات مساهمة، مؤكداً إلى أن الاقتصاد الإسلامي سينعش النمو الاقتصادي المصري. المرأة قدّم أبو إسماعيل احترامه لدور المرأة في المجتمع، وقدسية مكانها في القرآن والتاريخ، مؤكداً أن المرأة قد خاضت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العديد من البيعات والمعاهدات، وأن وجود المرأة في ميدان التحرير هو استكمال لدورها المجتمعي. كما نوّه في ذات الوقت إلى أنه لا يجوز اختلاط المرأة بين الرجال في العمل العام؛ لأنه يعدّ ذلك بابا من أبواب الشيطان بينهما، ومخالف للأعراف المجتمعية. ثم أردف بأنه لا يجوز إعلان الحب بين الشباب والفتيات في الأماكن العامة؛ حفاظاً على قيم المجتمع، وأنه يجب على الإعلام الحكومي ترجمة تلك القيم ولا يسمح بها في المجتمع. ثم اختتم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل حديثه بأنه ليس مرشحاً لأية جماعة سواء كان الإخوان المسلمين أو السلفيين، وأنه يعبّر عن فكره الخاص تجاه مصر، وأن الجمهور هو الداعم له وليس أي فصيل سياسي.