في ظلّ الظروف التي تمرّ بها مصر، وفي ظل الضبابية التي تقف فيها البلاد، يقف منتخب مصر الأوليمبي هو الآخر في مرحلة فارقة في مصيره في جيل أضاء الدوري المصري مؤخرا، وكست مهارة لاعبيه أرجاء عدة ملاعب مصرية. المنتخب الأوليمبي يدخل اليوم (الأحد) في محطة مهمة وجديدة على طريق الوصول إلى أوليمبياد لندن 2012؛ حين يقصّ شريطة الافتتاح بمواجهة المنتخب الجابوني، والذي نجح في الوصول إلى المرحلة الأخيرة للتصفيات، بعد تخطّيه للمنتخب المالي في باماكو بهدف نظيف. منتخب مصر الذي يحمل آمال الوصول إلى بطولة غابت عن سماء مصر ما يقارب العشرين عاما منذ أوليمبياد برشلونة 92، كما يحمل منتخبنا فرصة لوضع نقطة النور في عام الظلام؛ حيث حمل الكثير من الفشل والحزن للكرة المصرية بين خروج مخزٍ للمنتخب المصري من تصفيات كأس الأمم الإفريقية دون فوز واحد لكبار الكرة، وخروج الأندية المشاركة في البطولات الإفريقية خالية الوفاض.. والحزن على رحيل منتخب الشباب من كولومبيا بعد ظلم تحكيمي فادح، وما بين كل هذا من مشكلات في المدرجات وخسائر في قيم التشجيع وأساليب القيادة الكروية. هاني رمزي -مدرب المنتخب الأوليمبي- ربما ابتسم له الحظ كثيرا حين وضع أمامه أكثر من ثلاثة أجيال متباينة ليختار منها كيفما يشاء، لتأتي اختياراته بين جيل 89 "الأوليمبي" والجيل 91 وأيضا جيل 93. فالجيل الأول هو ذلك الجيل الذي مثّل مصر في بطولة كأس العالم عام 2009، والتي استضافتها مصر، ونجح بعض لاعبيه في تقديم مستوى جيّد، وقررت الجبلاية تصعيد رمزي من المدرب العام إلى المدير الفني، بعد تصعيد المنتخب "تلقائيا" ليصبح المنتخب الأوليمبي أو منتخب دون ال23 عاما. أما جيل 91 والذي نجح في إمتاع العالم في بطولة كأس العالم للشباب بكولومبيا الصيف الماضي؛ فكان رمزي محظوظا في هذا الجيل حين قدّم المنتخب الشاب صورة مبدعة عن الكرة المصرية، وخرج بركلة جزاء "ظالمة" أمام الأرجنتين بهزيمة هدفين لهدف. ومع الجيل الجديد الذي يستعدّ للمشاركة في كأس العالم بعد أقل من عامين بقيادة ربيع ياسين يبقى له هو الآخر فرصة مع المنتخب الأوليمبي. ولذلك نجح هاني رمزي في إحداث توليفة مصرية بين الأجيال الثلاثة، وأعلن رمزي القائمة التي سيخوض بها غمار المنافسان، وجاءت على النحو التالي: في حراسة المرمى: أحمد الشناوي - على لطفي - محمد بسام في خط الدفاع: عمر جابر - أحمد حجازي - معاذ الحناوي - سعد سمير - إسلام رمضان - علي فتحي - أحمد صبحي. في خط الوسط: محمد النني - حسام حسن - صالح جمعة - عمرو السولية - شهاب الدين أحمد - محمد صلاح - أحمد حمودي - أحمد شكري - أحمد مجدي - هشام محمد - محمد صبحي. في خط الهجوم: مروان محسن - أحمد شرويدة - أحمد حسن (كوكا). وقد حصل رمزي على فرصة كبيرة لتحضير لاعبيه حين لعب بالمنتخب الأوليمبي مباراتين في تصفيات كأس الأمم الإفريقية للكبار أمام سيراليون خارج الديار، وأمام النيجر على ملعب القاهرة، وحينها نجح في الفوز على منتخب النيجر بثلاثية نظيفة، والعجيب أن النيجر تأهلت عن المجموعة لكأس الأمم الإفريقية 2012. وقال رمزي قبيل مباراة الافتتاح في تصريحات إعلامية: "دائما ما تكون هذه المباراة صعبة؛ خاصة مع تواجد بعض الإصابات في صفوف الفريق؛ مثل سعد سمير -مدافع الفريق- المصاب بشدّ في العضلة الأمامية". وأشار هاني إلى أن عمرو السولية لم يتمكّن حتى الآن من المشاركة في المباريات الودية، بالإضافة إلى أحمد حمودي الذي يعاني من الإصابة، إلا أن المنتخب يضمّ 24 لاعبا، وسيتمّ الاستقرار على 21 فقط وفقا للوائح البطولة، والمنتخب ككل مستعد فنيا وبدنيا ومعنويا. وشدّد بأنه على دراية تامة بمنتخب الجابون من خلال متابعته لأكثر من مباراة ودية للمنافس، مؤكدا أنه منتخب قوي يملك لاعبين مميزين، وكانت له نتائج طيبة في الفترة الأخيرة؛ وأهمها إخراج المنتخب المالي من التصفيات. وتلعب مصر بجوار الجابون وساحل العاج وجنوب إفريقيا في المجوعة الثانية، بينما تلعب المغرب مع نيجيريا والسنغال والجزائر في المجموعة الأولى، ويتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني من كل مجموعة للدور قبل النهائي الذي يقام بنظام المقص، ويصعد الفريقان اللذان يصلان إلى النهائي إلى الأولمبياد مباشرة مع الفائز من مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، بينما تتبقى لصاحب المركز الرابع فرصة أخيرة عن طريق مباراة فاصلة مع فريق من قارة آسيا. المباراة تقام في السابعة والنصف مساء اليوم بتوقيت القاهرة، ويحتضن استاد مراكش أو كما يطلق عليه المغاربة Stade de Marrakech مباريات الفراعنة، وهو الملعب الذي تكتسي أرضيته بالعشب الطبيعي، ويسع ل45 ألف متفرج، وتم افتتاحه رسميا عام 2011، وبالتحديد في الخامس من يناير الماضي. ويقع الاستاد في مدينة مراكش ثالث أكبر المدن المغربية، والتي تقع في جنوب وسط المغرب ويقطنها مليون نسمة، وكلمة "مراكش" تعني بالعربية "بلاد الله"، وتمتاز المدينة الحمراء -كما يطلق عليها- التي بناها الإمام يوسف بن تاشفين بالطبيعة الخلابة والمناخ المعتدل.