روى محمود عطا شقيق "عصام عطا" الذي لَقِي مصرعه بسجن طره على أيدي أحد ضبّاط السجن، قصة دخول شقيقه السجن، وما حدث له حتى وافته المنية. في البداية قال محمود عطا إن شقيقه قُبض عليه يوم 25 فبراير الماضي؛ بتهمة سرقة شقة في حي من أحياء المقطم، وأُودع بسجن المرج، وصدر حكم عسكري عليه خلال 24 ساعة بالسجن لمدة عامين، ونُقل بعدها إلى سجن شديد الحراسة بطره، مشيرا: "هذا السجن مخصّص لمرتكبي الجرائم الخطيرة، لكن المحاكمات العسكرية هي التي قضت بذلك". وحكى محمود عطا تفاصيل الحادثة من خلال لقائه لبرنامج "إعادة نظر" على قناة "النهار" أمس (الجمعة): "القصة بدأت عندما طالب عصام من والدته شريحة تليفون لكي يطمئن عليها، وعندما ذهبت الوالدة لزيارته أعطته الشريحة، ووضعها في فمه، لكن كان هناك مسجون على خلاف معه، أرشد ظابط عليه يُدعَى "نور حسن" بأن والداته أعطته لفافة مخدرات وبلعها؛ فقام الضابط أمام الوالدة بالقبض عليه، ووضعه داخل إحدى الغرف، وضربوه وهو يصرخ "الحقيني يامّا"، وكانت أمي تصرخ، وقام الضابط بوضع رابسو داخل مياه وشرّبها له؛ لكي يتقيّأ لفافة الحشيش". واستطرد عطا حديثه بأن شقيقه قد اتصل به مساء يوم التعذيب ليبلغه بأن يتوجّه للنيابة الإدارية ليُقدّم بلاغا ضد الضابط الذي قام بتعذيبه صارخا له: "الحقيني ياما كلّمي أي حد من النيابة الإدارية.. الضابط بيشرّبني ميه برابسو"، لكنه رفض معللا: "صرخت في وجهه.. إذا أبلغنا النيابة الإدارية سيُلفّق لنا قضية مخدرات وندخل معك السجن". وأردف محمود أنه عَلِم بوفاة شقيقه أول أمس من خلال زملائه بالسجن، وقالوا له اذهب إلى قصر العيني، وستجد أخاك هناك، قائلا: "ذهبت ووجدته غرقان في دمه من جميع مناطق جسمه"، ونعى عطا شقيقه قائلا: "مصر النهارده ودّعت خالد سعيد الثاني". بينما قال محمد نجيب -مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون- إنه عقب زيارة والدته تعرّض لحالة إغماء وإفرازات رغوية من الفم والأنف، وطبيب السجن أكّد له أن المسجون عصام عطا تعرّض لحالة تسمم، وتمّ الذهاب به لقسم التسمم بمستشفى المنيل الجامعي، لكنه مات أثناء إسعافه، مؤكّدا: "هذا الكلام على عهدة الإخطار الذي أُبلغت به، ومُؤكَّد بالمستندات ومن مدير الإدارة العامة بالسجن والمفتشين"؛ جاء هذا خلال مداخلة هاتفية له عَبْر نفس البرنامج. على الجانب الآخر؛ ردّ عليه محمود عطا قائلا: "كيف تتأكّد من هذا الكلام وأنت جالس في غرفة بها تكييف، ولا تعلم ماذا يحدث للمساجين؟!!"؛ فهاجم محمد نجيب ردّ عطا عليه صارخا: "أرفض أن يُهينني أحد عَبْر البرنامج، وتقرير الطب الشرعي والنيابة العامة هو الذي سيُؤكّد صحة أقوالي". وعَبْر نفس الحلقة، روت د. عايدة سيف الدولة -مدير مركز النديم المعنِي بقضايا التعذيب- أنها ذهبت للمشرحة، واطّلعت على جثمان عصام عطا بعد مشادات كلامية مع إدارة المشرحة، ورفضهم دخولها هي ووالدته لرؤية ابنها، واصفةً المشهد: "الذي رأيته ليس له علاقة بالطب الشرعي ولا بالإنسانية؛ حيث وجدت جثة مشرّحة، والمخ موضوع في برطمان غير مخصص له، والأحشاء الدقيقة وضعت داخل بطنه، واللفافة التي يتحدّثون عنها وجدتها بيضاء لا يوجد بها سوى نقطتين دم". وأوضحت حديثها قائلة: "اللفافة البيضاء التي قالوا إنها سبب وفاته لا توجد عليها أي آثار أنها كانت في معدته؛ فلا يوجد عليها أي عصارة صفراء أو هضمية، وهذا يدلّ أنها ملفّقة له، كما لُفّقت لخالد سعيد". واستطردت: "نحن لا نعلم المياه التي أدخلوها بجسمه كان بها رابسو أو أي مادة أخرى؛ فالذين قاموا بالتشريح ليسوا من كبار الطب الشرعي". وأكّدت: "هذه القضية بها العديد من الملابسات، وتواطؤ من المشرحة مع السجن"، معلنةً عَبْر ختام حديثها: "دم عصام عطا لن يضيع، ونحن أمامنا نفس مسار خالد سعيد". جدير بالذكر أن مصدرا أمنيا صرّح بأن عصام علي عطا لفظ أنفاسه الأخيرة جرّاء تسمم دوائي حاد؛ حيث ذَكَر المصدر أنه بتاريخ 27 أكتوبر الجاري أُصيب نزيل سجن طره المدعو عصام علي عطا شلبي (23 سنة)؛ إذ كان في حالة إعياء شديدة وفقدان للوعي، وإفرازات رغوية من الفم والأنف، وبتوقيع الكشف الطبي عليه بمعرفة طبيب السجن تبيّن إصابته باشتباه تسمّم دوائي حاد. وأضاف المصدر أنه تم نقل المذكور على الفور إلى مستشفى المنيل الجامعي "قسم السموم"؛ حيث تُوفِّي أثناء إسعافه، وقد أفاد تقرير المستشفى أن الوفاة ترجع إلى وجود قيء دموي حاد أدّى إلى هبوط في الدورة الدموية، وتوقّف في عضلة القلب نتيجة تسمم غير معروف. وكان مئات الأشخاص قد شاركوا مساء أمس في صلاة الجنازة التي أُقيمت في مسجد عمر مكرم على روح الشاب عصام عطا، ودعا المشاركون في صلاة الجنازة إلى إجراء تحقيق فوري وعاجل في ملابسات الوفاة، خصوصا في الادّعاء بأن وفاته كانت ناتجة عن التعذيب، فيما دعا إمام الصلاة إلى تطهير جهاز الشرطة من الفاسدين.