عبّر مجلس الوزراء أمس (الخميس)، عن تطلعه لبدء الشعب الليبي صفحة جديدة في بناء وطنه وطي صفحة الماضي. وأكد المجلس في اجتماعه أمس حرص مصر على مساندة الأشقاء في ليبيا في جهود إعادة إعمار البلاد، وتقديم كل مساندة للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا لإدارة المرحلة القادمة، وإقامة النظام الديمقراطي الحر، الذي يلبي طموحات الشعب الليبي ويحقق أهداف ثورته ويتفق مع تضحياته العظيمة، وحتى تعود ليبيا لتتبوأ مكانتها على الساحتين الإقليمية والدولية. أما الدكتور نبيل العربي -الأمين العام لجامعة الدول العربية- فقد أعرب أمس (الخميس) عن تمنياته بأن تطوى صفحة الاستبداد ومآسي الماضي في ليبيا إلى غير رجعة. ودعا العربي الشعب الليبي إلى "تجاوز جراح الماضي والتطلع نحو المستقبل بعيدا عن ضغائن ومشاعر الانتقام، ودرء كل ما يعطل استعادة الوحدة الوطنية والسلم الأهلي بين أبناء الشعب الليبي". وأشاد العربي بتضحيات الشعب الليبي وشجاعته وبما قدّمه من شهداء، وتحمله من الآلام للعبور نحو الحرية والديمقراطية والكرامة الوطنية. في السياق نفسه أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني -الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- أن مقتل "الديكتاتور الليبي" معمر القذافي يمثل انتصارا جديدا لإرادة الشعوب العربية الحرة على كل الطغاة، وأن النظم "الديكتاتورية" مهما بلغت من جبروت إذا صارعت شعوبها فسوف تُهزم في النهاية. وحسب بيان وُزّع على وسائل الإعلام أمس (الخميس) قدّم الكتاتني التهنئة باسم حزب الحرية والعدالة إلى الشعب الليبي وثواره الأبطال بهذا الانتصار الكبير، داعيا إياهم إلى التفرغ لبناء ليبيا الحرة والديمقراطية، وبناء مؤسسات الدولة الحديثة، والتعاون والتنسيق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية مع جيرانها العرب وفي مقدمتها مصر، والدفاع عن ليبيا، وحرية قرارها السياسي والاقتصادي. وشدد الكتاتني على أن موت القذافي يرسل رسالة أخيرة إلى جميع الطغاة، مفادها أن إسرافهم في "سفك دماء شعوبهم لن يمرّ دون عقاب". كما وجّه التحية إلى نضال الشعبين السوري واليمني، من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية، مشيرا إلى أن مقتل القذافي يعدّ بارقة أمل بانتصار جميع الثورات العربية. وكان عبد الحكيم بلحاج -رئيس المجلس العسكري في طرابلس- قد قال في وقت سابق إن العقيد الليبي معمر القذافي "قُتِل فعلا". ووصلت جثة القذافي إلى مركز إفريقيا التجاري المعروف ب"سوق التوانسة" جنوب مدينة مصراتة شرق العاصمة الليبية طرابلس؛ لتأكيد مقتله.