السلام عليكم ورحمة الله.. أشكركم كثيرا على هذا الموقع الرائع الذي يتيح لنا فرصة البحث عن حلول للمشكلات. أنا عمري 23 عامًا، مخطوبة منذ 4 أعوام لمحاسب عمره 26 عاما، وتمّ تأجيل الزواج فيها لأكثر من مرة؛ بسبب مشكلات متعددة ليس لي ولا له يد فيها ولا لأهلنا.
والآن نعدّ للزفاف خلال شهر، وبدأت تظهر منه تصرفات تحزنني كثيرا لم تكن تحدث من قَبل؛ فهو يريد أن يوفر ماديا في كل شيء بطريقة بدأت تُغضب أهلي.. وكانت له أخت تمّ فسخ زواجها من قبل.. وقد أقنعني أن نأخذ من عفشها ما يجب عليه شراؤه؛ توفيرا، وقد وافقت على ذلك تخفيفا عليه.
والآن جاء ليفعل ذلك مرة أخرى في بعض الأشياء التي كان سيشتريها.. وأقسم بالله أني لست مادية ولا مبذرة؛ ولكني أخشى أن أوافقه على كل ذلك؛ لأنني أشعر أن الذي يتنازل في بعض الأشياء يُفرض عليه التنازل في كل شيء من الماديات والمعنويات.. وأخشى أن يكون بخيلا أو فيه طبع التوفير الذي يؤدي إلى البخل.
آسفة جدا على الإطالة، وأتمنى أن تساعدوني كي لا أكمل زواجي على أساس خاطئ فيفشل، أو أنهي هذه الخطبة الآن وأظلمه.
Angel eyes
صديقتنا.. بارك الله لك وأتمّ لك زواجك على خير، ورزقك بالحياة السعيدة في زوج طالما تمنيتِه.
بداية أودّ أن أخبرك بقاعدة لو اتبعتها فستُقبلين على حياتك هذه وأنت سعيدة ملء السماء والأرض؛ ألا وهي أن الزواج ليس الغرض منه حشو منزل فخم بكل ما يتباهى الناس به؛ فهدف الزواج أسمى من ذلك، وهو الجمع بين طرفين متحابين أرادا أن يعيشا في ظل بركة الله وعلى سنة رسوله؛ ومن ثمّ فإن كل ما يأتي في هذا السياق -من عفش ومسكن وملابس- أسباب تكفل لهذه الحياة أن تقوم.
وأريد أن أؤكد من ذلك على فكرة أساسيات الزواج التي لا يقوم الزواج إلا بها، وهو ما تعارف عليه الناس: المسكن المجهز للعيش، وغرفة النوم، والمطبخ بما فيه من أساسيات فقط، وغرفة الاستقبال، وتلك هي الأسس التي اتفقت الخبرات على أنه لا يصلح أن تقوم حياة بغير ذلك.
ومعنى هذا أن باقي الأثاث مهما كان جميلًا و يفخر به كل عروسين أمام الناس؛ فهو مجرد كماليات يمكن الاستغناء عنها لحينها، ما دام العروسان غير قادرين على استيعابها في الوقت الحالي.
واعلمي أن كل ما فاتك في هذه المرحلة ستحصلينه عاجلًا أو آجلًا؛ لأن الرجل في اتفاقات ما قبل الزواج يكون مضغوطًا ماديًّا ومعنويًّا للالتزام بمواعيد محددة قَطَعها على نفسه، ولأنه يريد لمّ الشمل بأسرع وقت ممكن.. ولا شك أنه يريد أن يكون بيته أفضل البيوت كما أنك تتمنين ذلك؛ وثقي أنه لن يبخل بشيء بعدها في بيته؛ بل إنه ربما كدّ وتعب أضعاف ما يفعل ليجعلك سعيدة في بيتك الذي هو بيته، وليرى بيته في أفضل صورة؛ فلا تتعجلي الأمور.. هذا بصفة عامة حتى لا تغالي أنت وأهلك في طلباتكم.
أما مسألة البخل فهي لا تأتي بين يوم وليلة؛ فالبخل صفة متأصلة في الإنسان لا يتركها بسبب عارض ولا تنطبع فيه لأجل عارض كذلك، وأعتقد أن أربع سنوات من الخطوبة كفيلة بأن تعرفي شخصيته حق المعرفة؛ فإذا لم تعهدي فيه ذلك أنت ولا أهلك طوال الفترة السابقة؛ فثقي أن هذه الصفة لا تنشأ بين يوم وليلة.
لكن يمكن القول إنه أراد مساعدة أهله بشراء بعض ما يراه مناسبًا من عفش أخته، أضيفي إلى ذلك أنه يمكن أن تأخذه عجلة الشباب ليخطو خطوات سريعة نحو الاستقرار بتوفير الحد الأدنى مما يراه أساسيًّا.
وفي هذا فليس عليك أن تتحملي الحرج في رفض ما يقدمه أو يشتريه؛ بل افعلي ذلك بحنكة وأخرجي نفسك من الاتفاقات الرسمية وتفصيلاتها؛ فهو عندما حضر ليتفق، جلس مع ولي أمرك، وهو فقط الذي من حقه أن يقبل منه أو يرفض؛ فتملصي من الحرج الذي يضعك فيه، ودعي والدك أو والدتك يتفقان في هذا الشأن ويقبلان أو يرفضان بالنيابة عنك، وقولي له إنك تريدين أن يكون عرسكما اليوم قبل غدٍ؛ لكن موضوع الاتفاقات لا تستطيعين الخوض فيه؛ لأن والداك حذراك من ذلك، وما عليك إلا أن تستعدي لتكوني عروسًا فقط.
وحتى إن لم تنطلِ هذه الحيلة عليه؛ ستكونين قد خرجت من الأمر كله، ولا يلبث غضبه أن يتلاشى، ولن يعيد فتح هذه الموضوعات معك.
وفقك الله، ويسر لك حالك، وأتمّ عليك زواجك بالبركة واليسر.