وسط جو مليء بالتوتّر والقلق بسبب الأحداث المؤسفة التي تمرّ بها مصر حاليا؛ اختتمت فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، وذلك في قاعة "سيد درويش" بدار الأوبرا المصرية بالإسكندرية. وقد شهد حفل الختام العديد من المواقف الصعبة والحرجة؛ حيث اضطرّ أسامة الفولي -محافظ الإسكندرية- ترك حفل الختام؛ بسبب التظاهرات التي اندلعت في شوارع الإسكندرية، كما أن المخرج خالد يوسف قام بتوزيع تي شيرتات مطبوع عليها صورة المصوّر فادي مصطفى، وعليها كلمة: "لا للحكم العسكري"، وقد ارتداها بعض نجوم فيلم "كف القمر": خالد صالح، وحسن الرداد، ورمسيس مرزوق، وصبري فواز، كما ارتداها أيضا المخرج عمرو عابدين، والمخرج مجدي أحمد علي. بدأ حفل الختام بعزف السلام الجمهوري، بعدها صعد نادر عدلي -رئيس المهرجان- إلى خشبة المسرح ليُلقي كلمته التي أصدر من خلالها بيانَيْن؛ أولهما مطالبته بتشكيل لجنة من علماء النفس والاجتماع لتصحيح شكل الرقابة في مصر، موضّحا مدى معاناة السينمائيين من الرقابة منذ أن تمّ تشكيلها من مائة عام، كما طلب في بيانه الثاني بالحرية والإفراج عن الطالب فادي مصطفى السعيد، موضّحا أنهم كسينمائيين يستنكرون ما حدث، ويُطالبون المجلس العسكري بإطلاق سراحه. تطوّرت الأحداث بعد كلمته مباشرة، حينما صعد على المسرح المخرج أحمد فوزي صالح مخرج فيلم "جلد حي" ليتسلَّم جائزته، وألقى كلمة أثارت الحضور؛ حيث أخبر الجميع بأن هناك تظاهرات اندلعت أمام ماسبيرو راح ضحيتها العشرات وذلك على أيدي رجال الجيش، وظلّ يهتف: "يسقط يسقط حكم العسكر". ورفض الحضور هذا الأسلوب، وطالبوه بالنزول واعترضوا على إثارته للفتنة، وبعدها صعد المخرج خالد يوسف على المسرح هو وأسرة فيلمه "كف القمر" وعدد من الشباب، وقال يوسف: "كنت أتمنّى أن تكون جائزتي هي الإفراج عن المصوّر الشاب فادي مصطفى، ولكني سأظلّ أُطالب بذلك حتى يتم الإفراج عنه". ووجّه خالد يوسف رسالة صريحة إلى وزير الإعلام متسائلا: "ماذا لو أن مصوّري التليفزيون قاموا بإضراب عام من أجل فادي مصطفى؛ هل ستترك الشاشة مضلمة؟!!". وتسبّبت الكلمات التي ألقاها خالد يوسف في جعل غالبية الحضور يُفسِّرون كلامه على أنه دعوة للإضراب. كما هتف الفنان خالد الصاوي عند صعوده على المسرح: "يسقط يسقط حكم العسكر"، لكن الموسيقى كانت أعلى من صوتهم، بالإضافة إلى أن الجميع كانوا مستاءين مما يحدث، ولم يتجاوب كثيرون مع خالد الصاوي أو خالد يوسف، وطالبوهما بالهدوء حتى تمرّ الأحداث بسلام. جوائز المهرجان حصل الفيلم البوسني "سيرك كولمبيا" على جائزة أحسن فيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي. كما حصل الفيلم الإيطالي "حياتنا" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما حصل عل جائزة أحسن إخراج المخرج التركي سليم دميردلن عن فيلم "ياسنا الكبير". وذهبت جائزة أحسن سيناريو لإيطاليا؛ حيث حصل عليها كل من: دانييل لوتشيني، وساندرو بيتراجيه، ويتثقفون ريالي عن فيلم "حياتنا"، وحصل على جائزة أفضل سيناريو عمل أوّل وثانٍ للمخرج المغربي محمد مفتكر عن فيلم "بيجاسوس". وذهبت جائزة أحسن ممثّل مناصفةً بين ليكر أكسوم ومفاتيح آل -بطلَيْ الفيلم التركي "ياسنا الكبير"- في حين حصلت على جائزة أحسن ممثلة الفنانة البوسنية جيلينا استدر حانين، عن دورها في فيلم "سيرك كولمبيا". وحصل من مصر على الجوائز الإعلامية المهداة من وزارة الإعلام، فيلمَا "كف القمر" للمخرج خالد يوسف وقيمتها مائة ألف جنيه، وفيلم "حاوي" لإبراهيم البطوط وقيمتها خمسون ألف جنيه. وجاءت نتيجة تحكيم الأفلام القصيرة "أفلام الثورة"، بإعطاء شهادة تقدير لفيلم "أنا والأجندة" لنيفين شلبي، وحَظِي فيلم "ثورة شباب" لعماد ماهر على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وقيمتها ثلاثة آلاف جنيه، بينما حصل على جائزة أفضل فيلم قصير "برد يناير" لرومانيا سعد وقيمتها 5 آلاف جنيه. أما جوائز الأفلام التسجيلية؛ فقد حصل فيلم "جلد حي" لأحمد فوزي صالح على شهادة تقدير، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقيمتها ثلاثة آلاف جنيه لفيلم "حرق أوبرا القاهرة" للمخرج كمال عبد العزيز، وجائزة أفضل فيلم وقيمتها خمسة آلاف جنيه لفيلم "داخل خارج الغرفة" من إخراج دينا حمزة. أما جوائز أفلام التحريك؛ فذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة وقيمتها 3 آلاف جنيه لفيلم "الساقية" للمخرج مهند حسن رزق، وجائزة "أفضل فيلم" لفيلم "بره وجوه" للمخرج محمود المصري وقيمتها خمسة آلاف جنيه. وجاءت جوائز الأفلام الروائية القصيرة على النحو التالي؛ حيث حصل فيلم "السندرة" للمخرج محمد شوقي على شهادة تقدير، وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "حواس" للمخرج محمد رمضان وقيمتها ثلاثة آلاف جنيه، وحصل على جائزة "أفضل فيلم" فيلم "صلصال" للمخرج أحمد النجار، وقيمتها خمسة آلاف جنيه.