احتفل منظّمو مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي بذكرى مرور 25 عاما على رحيل المخرج المبدع شادي عبد السلام الذي يُعدّ علامة بارزة من علامات السينما المصرية. وحسب ما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط؛ فإن عددا كبيرا من السينمائيين والنقاد بالمهرجان قاموا اليوم (السبت) بزيارة مُتحفه بمكتبة الإسكندرية، والذي يُؤرّخ لأعماله وتاريخه السينمائي. وقال المخرج الدكتور محمد كامل القليوبي، رئيس لجنة تحكيم مهرجان الأفلام الديجيتال: "شادي عبد السلام حيٌ، ولم يمُت؛ فهو باقٍ في ذاكرتنا بأعماله". وأضاف القليوبي: "عبد السلام قيمة فنية ستظلّ باقية بالرغم من مرور السنوات، كما أن الاحتفال بذكرى مرور 25 عاما على رحيله يُعدّ مناسبة فنية كبرى". وُلِد المخرج شادي عبد السلام في مدينة الإسكندرية في 15 مارس 1930، وتخرّج في كلية فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948، ودرس لاحقا فنون المسرح في لندن. بدأ شادي عبد السلام حياته الفنية مُصمما للديكور، وعَمِل مساعدا للمهندس الفني رمسيس واصف، ثم عَمِل مساعدا للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب، كما شارك شادي في الفيلم البولندي "الفرعون" من إخراج كافليرو فيتش، وهي نقطة البداية الحقيقية في مشواره. قدّم للسينما المصرية عددا من الأفلام القصيرة المهمة؛ منها فيلمه الرائع "الفلاح الفصيح" عام 1970، المأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية، كما قدّم عام 1974 رائعته "المومياء.. يوم أن تحصى السنين" الذي يُعتبر من أهم الأفلام العربية التي قُدّمت في تاريخ السينما، وهو يُعالج قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري لمصر؛ حيث إن شادي كان يرى أن الحضارة المصرية القديمة هي عبارة عن تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحقّ أن تدرس وتستلهم؛ لتكون مصدرا لنهضة وتَقدُّم مصر. وقد تُوفّي الفنان العبقري شادي عبد السلام في أكتوبر من عام 1986، قبل أن يتمّ أحلامه للسينما والفن، والتي بدأها برائعته "المومياء" الفيلم الذي نال إعجاب العالم كله.