السلام عليكم ورحمة الله.. جزاكم الله خيرا فيما تفعلونه في حل مشكلاتنا، وأرجو من الله أن تساعدوني في حل أزمتي التي لا أجد غيركم يساعدني في حلها. أنا فتاة في 27 من عمري، اتخطبت منذ حوالي خمسة شهور لشاب يكبرني ب8 أعوام، هو الحمد لله شاب محترم وملتزم وعلى قدر عالٍ من الأخلاق ويحبني، كان يحبني إلى درجة لا يمكنني تصورها، المهم إني كنت خايفة من هذا الحب وقلقانة؛ فماذا فعلت حتى أهرب من هذا الشعور.. دخلت إلى الشات ويا ليتني لم أدخل؛ تعرفت على شباب كثير، ولكني كنت أدخل لعلي أجد حلا لما أعانيه، ولكني تعرفت على شاب يصغرني ب6سنوات، تعلقت به، وكنت أحب أن أجلس وأتحدث معه لساعات ثم عشقته، نعم.. لا أدرى لماذا؟ وكانت علاقتي بخطيبي كما هي، خطيبي يقول لي إنه يحبني وعلى استعداد أن يفعل أي شيء لكي يسعدني، وأنا لا أعرف ماذا أقول له غير الصمت، لم أحس به يوما ما؛ ربما لأن الشات أثر عليّ وعلى علاقتي به، المهم إني اتعرفت أيضا في الشات على فتاة، وهذه الفتاة أراد الله أن تفضحني أمام خطيبي؛ لأني كنت أصارحها بما أحس به تجاهه؛ بأنه مش شيك، ومش مالي عيني، وخايفة أتجوزه وأنا أراه أمامي كالذليل. عندما يصارحني بحبه وأنا على حالتي في الخوف والقلق وعدم الثبات، وأن أهلي موافقون عليه، وشاء الله أن نتخاصم في هذه الفترة أو هي نفس الفترة التي كشفت صديقتي لخطيبي أنني خائنة في نظره، وإني أعرف شابا من ورائه، وإنه مش مالي عيني، وكلام كثير من هذا القبيل... وشاء الله أن يعرف ويا ليته ما عرف، ولكن الحمد لله على كل حال، المهم إني اتكلمت معاه بعد أسبوعين، وكانت طريقة حديثة مختلفة؛ لأنه عرف إنه في نظري إنسان بيئة، ومقرف، ومش مالي عيني، سمعت هذا الكلام كالصاعقة التي صدمتني، وعرفت إن صديقتي هي التي أتت بالأرشيف، وأرته ما كان يدور بيننا من أحاديث.. آه كم تمنيت في هذه اللحظة أني لم أرتبط به، ويا ليته لم يعرفني؛ لأني خُنت ثقته، وأصبح هناك شرخ كبير في علاقتنا، وإنه خائف من أن ينظر إليّ بعد أن كان يهيم بالنظر إلي، ولكن الحمد لله على كل حال، أنا الآن في حالة يرثى لها؛ خائفة ومكسوفة مما حدث مني في حقه، أنا خائنة ليس أكثر، بعد ما انقطعت علاقتي بهذا الشاب الذي كان يتسلى بي، وفي موقف لا أحسد عليه؛ خطيبي الآن في حالة صمت، وحزن، وألم، وقد سألته هل تريد أن تتركني؟ قال: القرار بإيدك أنت ولست أنا، وحتى إن تزوجنا لن أتزوجك إلا جدعنة أو شهامة، أنا أريده ولكن لا أستحقه ولا أستحق شهامته ولا رجولته، وضميري يؤنبني؛ كيف سأبدأ حياتي مع شخص لا يثق فيّ؟ كيف سأنظر إليه؟ كيف سأتحدث إليه؟ بأي وجه سأواجهه؟ أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل.. هل أتركه.. أم أتزوجه؟؟ فأنا في حالة يرثى لها، وقلبي ينزف ألما وحسرة. المعذبة عجيب فعلا أمر الحب؛ الذي يجبر المحب على فعل أشياء قد يراها البعض خارج نطاق العقل وبعيدة عن أمور المنطق. عجيب أمرك يا من وصلتِ لسن يراه الكثيرون في مجتمعنا الشرقي على أعتاب العنوسة، وتجدين شابا به من الخُلق ويحمل لكِ من الحب ما كان يجب أن يطمئنك، فإذا بك تهربين منه، وتختارين لهذا الهروب طريقة شاذة وغريبة هي التعارف على النت، فبدلا من رفض مهذب لخطيبك إذا لم ترتاحي له -رغم مزاياه- اخترتِ الخيانة، صحيح أن رفضك الصريح له كان سيعرضك للوم من أسرتك وامتعاضهم وإلحاحهم؛ لكنه كان على الأقل سيكون طريقا مستقيما، ومن حقك رغم أي لوم سيقع عليكِ لكنك آثرتِ الطريق الملتوي، لتجدي حلا غير متوق لرفضك لخطيبك، وعدم اقتناعك بارتباط محرم بالشباب، وبسرد أسرارك بكل تفاصيلها لإنسانة غريبة عنك، فمنحتِها بياناتك كاملة، وليس فقط هذا بل بيانات خطيبك أيضا فأي عقل هذا؟! وموقف خطيبك أيضا غير مألوف؛ في زمن ومجتمع أصبحت فيهما الفتاة يُنظر لها ككائن لا قيمة له بل "العشرة منها بقرش"، لكنه لم يهِنْك، ولم يتركك بعدما عرف بموقفك المشين منه، ومن خطوبته لك. وموقفه الحقيقة وضعني في حيرة لما يجب أن أنصحك به، فأنت رغم كل الندم، ورغم مبلغ الآلام في رسالتك؛ فإن كل ما ذكرتِه عن موقفك من أنك "تريدينه"، ولم تقولي تحبينه، أو أنك لن تجدي من يحبك مثله، أو من يقدرك ويغفر لك مثله، وهذا يا صديقتي مصدر حيرتي؛ فأنا لا أعرف حتى الآن ماذا تريدين منه بالضبط؟ وما مشاعرك الحقيقية تجاهه بعد كل ما حدث منك ومنه؟ لذلك سأقول لك إنه إذا كان التعبير قد خانك، وأنك أدركت الآن بالفعل قيمة خطيبك وأنك تحبينه وترغبين فيه فعلا شريكا لحياتك، ومتقبلة لعيوبه التي بالتأكيد لن يخلو منها أي إنسان؛ فاطلبي منه الصفح، والغفران، ولا تخجلي، واثبتي له في كل لحظة أنك نادمة فعلا على موقفك السابق منه، وكبري به أمام أهلك وأمام أهله، وأشيدي به دائما، وعبري بوضوح عن مشاعرك الإيجابية، وقولي عنه أمامه وأمام الجميع إنه هدية الله تعالى لك. فكما صدمتِه لا بد أن تضمدي جراحه، وتؤكّدي على ندمك البالغ، ورغبتك عن التكفير عن ذنبك في حدود الشرع طبعا، وفي حدود الاهتمام العفيف بين المخطوبين؛ حتى يصفو وتصفو نفسه، ويأخذ قراره باستكمال مشروع زواجكما دون أي ضغينة في صدره تجاهك. أما إذا كان ما لمسته في رسالتك من ندم وحزن مصدرهما الوحيد هو فضيحتك أمامه وصورتك التي اهتزت في عينيه، وأنك لم تصبحي ملكته المتوجة فلن أندهش؛ لأن القلوب بيد الرحمن يقلّبها كيف يشاء، فإذا لم تحبيه فأرجوكِ أن تتركيه، قائلة له إنك نادمة على ما اقترفت وعلى عدم إحساسك به وبنبله، وأنك تنتظرين عقاب الله تعالى لك، وأنك لا تستطيعين النظر في وجهه بعد أن صدمتِه. لكني أرجوكِ قبل هذه الخطوة أن تحددي بالضبط أهدافك من الزواج والذي قال الله عنه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فإذا كنت تجدين هذه المودة والرحمة وتلاقين السكن في خطيبك فابذلي أقصى ما في وسعك؛ لتحتفظي به، وتعتذري له، وتصونيه في حضوره وفي غيابه لو اقتنعت تماما أنه شريكك المثالي، واستغفري الله كثيرا على ذنبك، وحتى لو لا قدر الله لم يتم زواجك فلا تعودي للشات، ولا مرتاديه، وحكّمي عقلك قبل عواطفك، وكوني منطقية في طلباتك، ولا تستهيني بإنسان ولا تخونيه حتى لا يسلط الله تعالى عليكِ مَن يهينك ويخونك، وفقكِ الله ورعاكِ وهداكِ للطريق المستقيم.