حسناً فعل شيخ الأزهر في حادثة النقاب الأخيرة، راح أصحاب الأجندات الخاصة داخل مصر وخارجها يطلقون حملة شرسة على الأزهر وشيخ الأزهر، وكانت قناة (أزهري) هي القناة الدينية الوحيدة التي تصدت لهذه الادّعاءات بأسلوب مصري أصيل، وكان على رأس هذه الحملة هجوم الشيخ (عبد الرحمن كوكي) من خلال قناة الجزيرة، والذي تعرض للاعتقال بعدها ومصادرة كتبه وممتلكاته، وهذا من فضل الله تعالى؛ فالأزهر هو كعبة العلماء، وإن كان الإسلام قد خرج من شبه الجزيرة العربية؛ لكنه لم يستقر في العالم إلا بسبب الأزهر.
مصافحة شيخ الأزهر لبيريز أنا معه في السلام على بيريز، فإذا تقدم أي شخص للسلام عليك فسوف تبادله السلام حتى وإن كان عزرائيل، وبالطبع لن يتهرب منه؛ فلن تنهدم الدنيا بهذا السلام. هل السلام يعبر عن الرضا؟ فنحن لا نرد الإساءة بالإساءة، وتصرف شيخ الأزهر تصرف شرعي 100%؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم أدخل أحبار وقساوسة النصارى داخل المسجد النبوي وصلّوا دون أن يعترض عليه أحد عليه الصلاة والسلام، والله عز وجل يقول: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}، {وَلا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةَ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، وشيخ الأزهر ليس منصباً دينياً فحسب؛ وإنما منصب وطني لا بد وأن يتسم بالحكمة؛ فالعالم يتربص بنا وينتظر موقفاً كهذا كي يتهمنا بالبلطجة، ونحنفي حاجة إلى أن نقول للعالم أننا "بتوع سلام".
أما مسألة النقاب فأنا لا أجد مشكلة في أن عنّف شيخ الأزهر الفتاة وهو في سن جدها؛ فعندما كنا في الأزهر لم نكن نقتنع بتعليم الفتى دون أن يتم "عبطه" وياما "عُبطنا" في الكتاتيب حتى نصبح مشايخ، ومن لا يعجبه فليصرف نظره عن المشيخة، ثم من منا لم يشخط في بناته ويناغشهن؟
أريد أن أقول: إن النقاب فريضة على من يسفخ الرمل في وجهه، فبشرة سكان الصحراء يخافون عليها من الرمل، وهذا فرض عليه النقاب حماية لبشرتهم، وبالتالي لا بد من مبرر حتى يتم فرض النقاب، وهي ليست سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فالله عز وجل قال للرسول: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ}، {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}؛ وبالتالي فالحديث موجه هنا لنساء المؤمنين اللاتي لهن وضع خاص. أما اليوم فقد أصبح الجميع يفتون بما فيهم سائقو التاكسيات والمطربون والمرشدون السياحيون. الحمد لله الذي هداني للإسلام قبل أن أرى المسلمين هناك فجوة بين المفروض والواقع؛ فالمفروض أن الأمة تمر بفترة رقي ثم اندثار، ونحن في هذه المرحلة، ولا تستمر هذه المرحلة سوى 100 أو 200 سنة، ولا تنسى أننا أمة "طازة" كل عمرنا 1400 سنة؛ وذلك في تاريخ الحضارات زمن وجيز، وبالتالي فالأمة إلى الآن لم تظهر على العالم بالشكل المناسب؛ فالإسلام في بداياته وليس في نهاياته، والذي يحدث هو حراك طبيعي؛ نظرا لعدم وجود الأجندة السياسية التي تفصل نفسها عن الدين كما حدث في ماليزيا؛ وبالتالي انتظم فيها الدين والسياسية معا، ولذا أتمنى أن يحدث ذلك في مصر وأن تتعامل مع باقي الدول من منطلق المصلحة؛ فكفانا ترديدا لشعارات مصر زعيمة الأمة العربية؛ بينما أبناؤها جوعى.
فالدول النفطية مثل الإمارات والسعودية والكويت وقطر، هل دفعوا لنا شيئا، فهم يعطوننا معونات أقل من تلك التي يعطونها لروسيا؛ فالوليد بن طلال دفع لنا 800 ألف جنيه في حادثة قطار العياط؛ رغم أنه دفع 10 مليون دولار في تفجيرات سبتمبر؛ فالحال لدينا -كما يقول محمد أسد في كتابه "الطريق إلى مكة"- الحمد لله الذي هداني للإسلام قبل أن أرى المسلمين، وغاندي يقول لولا المسلمين لاعتنقت الإسلام.
وبالتالي إذا أردت أن تحب الإسلام فلتنسَ المسلمين وما فيهم من عيوب، ولتبدأ بنفسك وبإصلاح ذاتك؛ فالحسن البصري قال من ألف سنة: لا يؤمن أحدكم حتى يعتقد أن القرآن قد نزل عليه وحده.. والله تعالى قال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وبالتالي فحالة المسلمين إنما هي نتاج طبيعي لحالات متعددة منها ردة الفعل الطبيعية لانغماس الخلفاء في اللهو والخمور والعبث وخلافه؛ فوالدة الخليفة الأندلسي قالت له: ابكِ كالنساء على مُلك لم تحفظه كالرجال.
السبب الثاني أننا ضحايا حقبة استعمارية رهيبة أخرتنا على كل المستويات وهو من زرع فينا هذه الفتن.
مذهب العامي هو مذهب من يفتيه جيل الشباب هذه الأيام مظلوم على هذا الجيل من الشباب إذا أراد هداية أن يأخذ هدفا ثابتا؛ فالناس 3 أنواع ليس لهم رابع، ابحث عن نفسك بينهم. 1- مجتهد: وهو الذي يستطيع استنباط الأحكام الشرعية مثل ابن تيمية وابن حنبل وغيرهم. 2- متّبع: وهو مثلي، يميّز الحديث الصحيح من الخطأ وعلاقات الآيات القرآنية ببعض. 3- مقلّد: (مذهب العامي هو مذهب من يفتيه) وهو نفسه مذهب المقلد غير المتخصص؛ فتأخذ شيخاً هدفاً ثابتاً وتقلده أيا ما يفعل، بصرف النظر عن الأدلة القرآنية والسنية؛ حتى لو أخطأ، وإذا وجدت اختلافاً؛ فلتتبع من تطمئن إليه، وليس عليك ذنب، وتستطيع التمييز بينهما بالنظر؛ فمثلا الأطباء يختلفون معا في بعض الأحيان، وفي هذه الحالة تستعين بمن تستريح له.. وفي النهاية أقول: إن المقلد يختار دون أن يسأل أو يُسأل عن الذنب؛ فحتى عندما أسأل عن البنوك فأقول رأيين ويتبع المقلد أيهما يرتاح إليه..
وبالتالي فالتذبذب بين الشيوخ هو ما يخلق هذه الأزمة؛ لأنه نادرا ما يجتمع شيخان على رأي واحد، وبالتالي فلتأخذ شيخاً واحداً، وتتبع رأيه؛ فكما كنت أفعل أنا في الماضي؛ كنت أتبع الشيخ القرضاوي في كل ما يقول حتى تمكنت من تكوين رأي منفصل خاص بي في كل مسألة.
هناك مقولة تقول: إن لكل عالم هفوة، وأن كلام الرسول هو المتبع فحسب؛ بينما باقي الآراء إنما هي آراء اجتهادية فأنا مثلا أحب الشيخ الشعراوي ولكن بعض آرائه لا تقنعني، وبالتالي بحثت فيها لدى مشايخ آخرين، وبالتالي ففكرة اتباع شيخ بعينه ربما يكون جانبها الصواب.
وحتى لو حصل ووقعت في الهفوة فلا إثم عليك؛ فلو كنت متبعا لا داعي للحيرة؛ فالله يقول {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}.
وفي الحقيقة: إن أي شيء سوى الله فيه قولان، ولذلك فتعدد الآراء الفقهية مقصود؛ فالصحابة اختلفوا أيام النبي؛ فقال: أصاب هؤلاء وأصاب هؤلاء.
إضغط لمشاهدة الفيديو: الجندي في لقطة تذكارية مع فريق بص وطل كلمة أخيرة.. أنتم (موجها حديثه لأسرة "بص وطل") في موقع هام يقرؤه ملايين الناس؛ فالمولى عز وجل يقول: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، وبالتالي فكل واحد فيكم ترك شيئا، هو ما سيحييك بعد موتك. وإياك أن تترك شيئا عارا عليك، وكم من الفاسدين الذين تابوا إلى الله؛ ولكن أعمالهم السيئة ما زال لها تأثير على الناس. وهكذا حال فنانات العري اللاتي فارقن الحياة وكل شيء تفعله ستلقى به الله يوم القيامة؛ فالرسول صلّى الله عليه وسلم يقول: "ما من أحد مات إلا ندم، قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: يندم المسيء على إساءته، ويندم المحسن أنه لم يستزد من الإحسان"؛ فليس لديك وقت تضيعه فالعمر ساعة والنفس طماعة، عوّدها على الطاعة واجعل حياتك لله بالقناعة. واعلم أن الدنيا لا تساوي أن تكون فيها من العصاة. اعتبر نفسك صاحب رسالة وكأن القرآن نزل عليك أنت وحدك، وأنك أنت المسئول عن القرآن والسنة والدين، وأن يهدي بك الله؛ فأن يهدي الله بك رجل واحدا خير لك من الدنيا وما فيها. واحذروا العِرض وأعني مصر؛ فهذه البلد عِرضنا، وتستحق أن نحبها، مصر طيبة أوي وحنونة أوي وشامخة أوي، ولا تربط أبدا بين أزماتك في مصر وحبك لمصر، ومعاملة بعض الناس لك وكراهيتك للشعب. وأريد أن أقول أيضا إننا ننتمي إلى نبي أخلاقي؛ فالله عز وجل قال له: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} والرسول يقول: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق" واعمل ما تحصد أجره يوم القيامة بين يدي الله تبارك وتعالى؛ ساعتها لن تندم: "أطعموا الطعام، أفشوا السلام، صلوا الأرحام، صلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام". أقول هذا وعليكم كثرة الصلاة والسلام. واقرأ أيضا الشيخ خالد الجندي يفتح ملفات القدس والنقاب والفضائيات في حوار جريء استخدام الدين في السياسية أخرج لنا أمير مؤمنين جديد!!!! عن الدعاة الجدد وقنوات العويل!