السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشكرا على موقعكم الطيب.. إليكم مشكلتي وإن كنت سأطيل عليكم.. القصة بدأت بأنني سافرت للخليج منذ ثلاث سنوات وبعد أن ظبطت حالي في الشركة التي أعمل فيها أرسلت لأهلي ليتقدموا لعروسة معينة كنت أحبها جدا ومعجب بها ولكن لم أصارحها حيث إنني من الصعيد ولنا عادات وتقاليد.. المهم أهل العروسة وافقوا ونزلت إجازة بعد سنة، وبدأت المشاكل بعد أسبوع من نزولي الإجازة على الأشياء المادية الشبكة والفرش.. المهم أنا حاولت الوفاق والحمد لله تمّت الخطوبة وعلى نفقتي بالرغم من المعروف أن الخطوبة على العروسة والمصيبة بعد ما كتبت كتابي فوجئت أنها إنسانة مظهرية.. بنت عمي جابت اشمعنى.. بنت خالي جابت.. ولم تتنازل عن قشةّ سواء في الفرش أو الشبكة، وكل ده باقول ما هو في بيتي مش مشكلة. ولكن ما أحرقني من داخلي أني تعرضت للسرقة وأنا في العمل كل شيء سرق وبعدها بيومين قالت أنا عايزة خاتم ولما قلت لها الظروف قالت ماليش دعوة، ده أول طلب أطلبه، المهم جبته وجيت على نفسي وكمان جبت هدية موبايل، وبعدها تكررت المشاكل على الفرش.. المهم نزلت في إجازتي للزواج ويا ريتني ما نزلت، تزوّجت ولم أسعد بزواجي والله كأي عريس، وكان أول يوم يوما غير سعيد حيث إنني لم أوفّق في عملية الجماع، وللحق وقفت جانبي لمدة وذهبت للطبيب، وقال لي: ده نفسي، وبدأت في العلاج وبعدها حدثت بينا مشاكل تاني على أشياء تافهة.. وللعلم أنا عصبي جدا فوق الوصف وهي كذلك، وأثناء المشاكل والمناقشات قالت كلاما جارحا في موضوع الجماع وهو ما أغضبني وجرحني كثيرا. المهم اعتذرت وبالرغم من أنها تعاني من مشكلة قد لا تجعلني أبا أبدا ومع ذلك أنا أحبها هي سواء رزقنا الله أم لا، والمصيبة الأخرى كانت تحكي كل صغيرة وكبيرة لأهلها ودي أسرار البيت وتقول لأختها وأمها وأبوها، المهم جربت معاها موضوع الحنية والذوق والسياسة والمصيبة الأخرى إن أهلها شر أهل يحرضوها عليّ دائما ويطمعوها فيّ دائما ده بياخد من الخليج يجيب لك عربية يجيب لك دهب مش عارف إيه..
المهم جاءت منذ فترة وقالت اللي أنا عايز أعمل عملية منظار عشان موضوع الإنجاب والمشكلة إني باجهز أوراقها عشان أجيبها وده والله بيكلف الكثير جدا من تجهيز سكن وفرشة وووو إلخ.. قلت أنا ممكن أتصرف في جزء والباقي حاولي تستغني عن جزء من الذهب ولما ربنا يسهل أعوضك يا إلهي على اللي حصل.. المهم قلت والله لو هاموت وأتسول عمري ما هاقول على الموضوع ده تاني، واتصرفت أنا.. المهم أنا عايز أعرف أعمل إيه عشان تعاملني كويس وتصدق إني بحبها وتردّ الحب بالحب مش بالمشاكل، وكمان أنا غلطان في طريقة التعامل معاها المفروض أعاملها بشدة وحزم ولا إيه؟ هل أطلقها؟ أعمل إيه؟ أنا عارف إن ده نصيبي وطلع مش كويس بس خلاص واقع مش عارف أعمل إيه آسف للإطالة بس بالله عليكم أجيبوني بسرعة. محمد أتمنى أن تتخلص من عصبيتك الزائدة أولا حتى تحمي نفسك من الخسائر الصحية والنفسية إذا استسلمت لها، ولابد من الحصول على وقت يومي للراحة وللاسترخاء الجسدي والذهني وإراحة عقلك من التفكير والتوقف عن التعامل مع كل ما يضايقك في الحياة وكأنه "كارثة" لا يمكن احتمالها، وإتقان مهارات التعامل مع الغضب، وعدم النظر إلى وجه من تختلف معه حتى لا ينتقل إليك شعوره بالغضب فتتصرف كرد فعل "غريزي" وليس وفقا للعقل الذي يدعو إلى تهدئة النفس ومنع الانفعال الزائد الذي يؤذيك، حماك ربي وأسعدك. مع ضرورة إقلال تناولك للشاي والقهوة والإكثار من تناول الفواكه والخضراوات ومنتجات الألبان، والحرص على الحصول على قدر جيد من الترفيه المشروع بالطبع يوميا.. أما عن زوجتك فقد تألمت بشدة لمعاناتك وتوقفت طويلا عند قولك إن ما يحدث هو نصيبك ولكنه غير جيد، ولكنه واقع.. واسمح لي بكل الود والاحترام أن أؤكد لك أنك لم تطّلع على الغيب لتعرف أن ما يحدث لك هو قدر لا يمكن تغييره، وأن هذا ما يوسوس لك به إبليس اللعين لكي يزين لك الاستمرار في زواج لا يحقق لك السعادة، والراحة النفسية وهما أهم أسباب الاستمرار في الزواج وبدونهما يصبح رحلة لا مبرر لها من التعاسة والمعاناة.. لذا أتمنى أن تقوم بتأجيل قرار الإنجاب من زوجتك حتى تتحسن علاقتك بها.. فلا أرحب بالتعامل مع كل هذه المنغصات وكأنها "قدر" لا يمكن تغييره، وهو ما سيجعل زوجتك تتمادى فيها.. ولا يهم كثيرا ما يقوله أهل زوجتك لها، فالأهم هو ما تفعله هي، وهي ليست صغيرة حتى تفعل ما لا تريده، وتذكر أنها قامت هي وأسرتها بالضغط المادي عليك قبل الخطبة وأثناءها وبعد الزواج.. وكنت أتمنى لو رفضت الاستسلام لهذه الضغوط ولكن يبدو أن حبك الزائد لها جعلك تتغاضى، وتناسيت أن ذلك سيحرضهم على المزيد من الضغوط وهو ما حدث بالفعل.. صدقني.. لا ألومك أبدا، وأحترم مشاعرك ولكني لابد أن التزم معك الأمانة التامة، فزوجتك تعرف أنك تحبها، ولا تريد دليلا إضافيا على ذلك.. وعليك من الآن أن تثبت لها بالفعل قبل القول بأن حبك لها ليس قدرا محتوما لا تستطيع الفرار منه، وأنها يجب أن تحسن معاملتك حتى تفوز بحبك وعطائك العاطفي والمادي أيضا.. لذا أتمنى تغيير كافة أساليبك معها، سواء في الكلام أو الأفعال، وأن تتوقف عن قول جُمل مثل: أنا أحبك، لماذا لا نعيش في سلام؟ ولا تقم بالضغط المادي على نفسك ثانية، وقم بالإنفاق في حدود استطاعتك المادية ولا تتحمل أعباء مادية أو نفسية فوق ما تطيق، وإذا طلبت شيئا لا تستطيعه أخبرها بهدوء -ودون توسل أو اعتذار- أنك لا تستطيع ذلك حاليا، ولا تستطرد في الحديث ولا تدافع عن نفسك أبدا، وإذا قارنت بينك وبين أزواج قريباتها ارفض ذلك، ولا تسمح لها بالجدال ولا تقم بإهانتها أيضا.. وأتمنى أخيرا أن تحب نفسك أكثر مما تحبها، وأن تتذكر أننا مطالبون دينيا بإعطاء أنفسنا حقوقها، ولا تتعامل مع زوجتك أبدا على أنها المصدر الوحيد لسعادتك؛ حتى لا تؤذي نفسك، وتذكر قول الإمام علي -كرم الله وجهه: "إذا احتجت إلى أحد تكن أسيره"، وقوله أيضا: "إذا وضعت أحدا فوق قدره فتوقع أن يضعك دون قدرك".. صدقني أحترم معاناتك كثيرا لذا أتمنى أن تعيد النظر في حبك الزائد لزوجتك وأن تتذكر أن المبالغة في كل شيء تؤذينا، وأن خير الأمور الوسط.. وتابعنا بأخبارك لنطمئن عليك -إن أردت بالطبع- وفّقك ربي وحماك..