وسط حضور جماهيري مكثف عُقدت أولى ندوات مكتبة "أ" فرع الإسكندرية، الخميس الماضي، بحضور الدكتور يوسف زيدان، لمناقشة وتوقيع روايته الجديدة "النبطي"، التي صدرت منها طبعة رابعة في ديسمبر الماضي. بدأ د. يوسف زيدان اللقاء بحديثه عن أول حفل توقيع له في إحدى المكتبات بالإسكندرية، ثم انتقل في حديثه إلى مكتبة الإسكندرية، التي يرى أنها قامت بإنقاذ المدينة، وأحدثت فيها انتعاشة ثقافية، بعدما كسرت الثورة أجنحة الإسكندرية. كما تحدّث عن حالة القهر السياسي والإرهاب الفكري، الذي عاشته مصر في الستينيات، والذي كان يقتات على نظام الأربعينيات والخمسينيات السياسي، ولم يضخّ لنا أي دماء جديدة. ثم علّق على وضع المثقفين في الستينيات قائلاً: "في حالات القهر السياسي لا أمل في شيء، ولا نهضة للمجتمع في حالة إهانة أي فرد فيه". تنوّعت مداخلات الحضور عن نشاط المكتبة باعتباره نشاطاً نخبوياً، كما أنها تُعدّ مشروعاً سياحياً أكثر منه مكتبة عامة، وعلّق زيدان على ذلك بأن المكتبة لم يعد بها نخبوية، ومن قبل وجود مكتبة الإسكندرية لم يكن هناك أي متنفس للمثقفين في الإسكندرية، كما أن برنامج المكتبة يضمّ عدداً ضخماً من الأحداث والاحتفالات والمعارض على مدار العام، وتلك الأحداث تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً، معظمه من الشباب. زيدان: استغرق كتابة "النبطي" عاماً ونصف العام وانتقل الحديث إلى مجمل أعمال زيدان؛ خاصة "عزازيل" العمل الأكثر جدلاً، وتناول سلطة الدين التي تفرض حالة دائمة من الصراع في المجتمع، والناتج النهائي للصراع دائماً ما يكون مرتبطاً بحركتنا نحن؛ لأن دور المثقفين في المجتمع مثل دور زرقاء اليمامة في القبيلة، ما دام يقوم المثقف دائماً بعمل خطاب عقلاني يشجع به الناس على التفكير. وأشار إلى أن مأساة استخدام الدين، غالباً تكون في تطويعه لمذهب سياسي، مثل التحدّث باسم الأديان ودلّل على ذلك بأمثلة من جميع الأديان السماوية؛ لعدم ارتباط ذلك بمذهب واحد. بعدها تلقّى زيدان مداخلات من الحضور تعليقاً على رواية "النبطي"؛ لاختلاف سردها عن باقي أعماله؛ حيث إنها تحوي على 3 حيوات منفصلة، وهي تطرح فكرة إعادة الحيوات، التي تعمق فيها زيدان في أدق الأمور الأنثوية؛ لأنها تجري على لسان أنثى. وكشف زيدان أن الرواية استغرقت منه عاماً ونصف العام، ونُشرت بعد 12 بروفة من الكتابة، وأكّد أن تحويلها إلى فيلم مجرد إشاعة. كما رفض الحديث عن عمله القادم باعتبار أن الوقت مبكر جداً على ذلك، واختتم الندوة بتوقيع روايته للحضور.