أقام الداعية الإسلامي عمرو خالد أول لقاءاته الجماهيرية المباشرة بمصر منذ 8 سنوات، بمركز شباب "السيوف" بالإسكندرية، مساء أمس (السبت)، وقد نظّم اللقاء "مؤسسة الإسكندرية للتنمية" التي يرأسها الوزير محمد عبد السلام المحجوب -مرشح الحزب الوطني بدائرة الرمل بالإسكندرية- وهو الأمر الذي أثار الكثير من الأقاويل واللغط بعد الإعلان عن الندوة في وقت سابق. فقد أثارت الجهة المنظمة للندوة حفيظة الكثير من المنتمين إلى المعارضة وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين، الذين تساءلوا عن الهدف من وراء الندوة، وعن إقامتها في توقيت الانتخابات، وهو الأمر الذي يوحي بأن عمرو خالد يدعم مرشح الحزب الوطني.. إلا أن "المحجوب" تغيّب عن اللقاء، وهو الأمر الذي فسّره المسئولون عن حملته الانتخابية بأنه ابتعد بنفسه عن شبهة إقحام الدين في السياسة. وفي الندوة عبّر عمرو خالد عن سعادته بعودته إلى مدينة الإسكندرية؛ لإلقاء محاضراته من خلال أولى ندوات "مؤسسة الإسكندرية للتنمية" بعد غياب استمر نحو ثماني سنوات، مؤكدا امتنانه للقائمين على المؤسسة لدعوته للحضور إلى الإسكندرية. وأوضح "عمرو" أنه قد صمّم على الحضور إلى الندوة، على الرغم من الأذى الكبير الذي لحق به منذ الإعلان عن مشاركته، قائلا: "أنا مش مع حد ولا ضد حد.. وكل هدفي التنمية". ثم أعرب الداعية عمرو خالد عن سعادته البالغة بلقائه أهل الحي الذي نشأ فيه بعد انقطاع دام لأكثر من 8 أعوام، قائلا: "أنا ابن منطقة النزهة"، وأضاف "خالد" مخاطبا الجماهير: "جئت لأتواصل معكم لا لشيء آخر، ولا أخفي عليكم أن سلام اليد باليد له مذاق خاص"، وتابع: "بدايتي كانت على دكّة صغيرة كنت أحاضر عليها". وأكد "خالد"، وفقاً للشروق: "مجيئكم غالٍ جدّا عندي، وأنا مش إعلامي، وعمري ما كنت إعلامي، أنا صاحب رسالة، عشان كده لما طلبت مني مؤسسة تنموية لبّيت النداء بعد سنوات حرمان من لقاء العين بالعين؛ مما أجد فيه سعادة، بعيدا عن شاشات الفضائيات". وتحدّث "خالد" عن كيفية الترقي إلى الله، وحدّد خمس وسائل لتحقيق ذلك، وهي الرحمة، والأخلاق، وحسن الظن بالله، وضرورة القيام بعمل مؤثر في المجتمع المحيط بكل منا، والتسامح. ثم اختتم عمرو خالد الندوة بالدعاء، موصيا الحضور بالدعاء له شخصيا بأن ييسر له الله لقاء الجماهير بمصر من جديد، وأضاف قائلا: "مش عارف هاشوفكم تاني إمتى". وقد شهدت الدقائق الأخيرة من اللقاء هتافات مفاجئة من عدد محدود من الحضور ضد عمرو خالد قائلين: "الغاية لا تبرر الوسيلة يا عمرو"، وعندما احتدّ عليهم عدد من الحضور، قائلين لهم أنتم منتمون لجماعة الإخوان وتريدون إفساد اللقاء، فردّ أحدهم قائلا: "أيوه أنا من الإخوان، ولا أقبل سلوك عمرو خالد الذي يحاول العودة لمصر عبر بوابة الحزب الوطني" على حدّ زعمهم. وفي السياق ذاته فقد وزّع أحد مؤيدي وزير التنمية المحلية منشورات دعائية للوزير، فيما تعالت أصوات العشرات بالهتافات المؤيدة للمحجوب، لتردّ على أصحابها أصوات أخرى أقلّ عدداً، مرددة شعار الإخوان المسلمين "الإسلام هو الحل".