بعد غياب أكثر من 15 عاماً يعود المطرب علي الحجار إلى الشاشة الصغيرة من خلال المسلسل التاريخي "السائرون نياماً"، الذي يجسّد فيه شخصية "حمدان" المطرب الكفيف الذي يقدّم الأغنية السياسية، ويحثّ الشعب على الثورة ضد الفساد. حيث أكّد "الحجار" أن مشاركته في المسلسل جاءت من خلال المخرج الكبير محمد فاضل -الذي سبق وتعاون معه في مسلسل "أبو العلا البشري"- حيث عرض عليه دور "حمدان" المطرب الذي فقدَ بصره وهو في سن العشرين، وسخّر صوته وأغنياته لتحميس الناس وتشجيعهم على الثورة ضد الظلم والفساد، وليس من أجل الشهرة والبحث عن المادة. وأشار علي الحجار إلى أن مسلسل "السائرون نياما" من نوعية المسلسلات التي تحمل الطابع التاريخي، قائلا: "ليست المرة الأولى التي أقدّم فيها عملاً تاريخياً؛ فقد سبق وقدّمت دور عبده الحامولي في "بوابة الحلواني"، بالإضافة إلى أن طبيعة الدور نفسها تمتاز بوجود مساحة تمثيل جيدة مغلفة بالغناء، كل هذا جعلني أقبل الدور، والمتابع للعمل جيداً سيجد أن مساحة الغناء متوازنة مع التمثيل، ولم يطغَ أي منهما على الآخر". وأتبع: "أعطاني المسلسل فرصة لغناء نحو 52 أغنية، منها 50 أغنية داخل الأحداث، بالإضافة لتتري المقدمة والنهاية". وقد أوضح "الحجار" أن استعداده لشخصية الكفيف وأداءه جاء من خلال الملحّن الشهير عمار الشريعي، قائلا: "مصدر إلهامي الأول هو عمار الشريعي الذي تربطني به علاقة صداقة منذ أكثر من 25 سنة، ولحسن حظي فإنه نموذج للفنان الكفيف صاحب العين المفتوحة، وأذنه هي عينه، وهناك مواقف تعرّضت لها وأنا بصحبته ساعدتني كثيراً في إتقان تصرفات حمدان". وأكمل قائلا: "الفرق بيني وبينهما أنهما متخصصان في لون الغناء السياسي فقط، وكرّسا حياتهما له، حتى أن الشيخ إمام والشاعر أحمد فؤاد نجم دخلا السجن بسبب هذه الأغاني؛ لأن هذا اللون كان محظورًا في ذلك الوقت، لكن الآن الوضع اختلف، وأصبح مسموحاً بتقديم الأغنية السياسية؛ فحجم الحرية زاد عن أيام زمان، وأنا لديّ تجربة سابقة في هذا اللون؛ حيث قدّمت شريطاً سياسياً بعنوان "لمّ الشمل" تناول قضايا المجتمع العربي، وصدر أيام حرب الخليج، وتمّ وقفه، لكن بعد سنة عاد للأسواق، وليس معنى هذا أنني أعتبر نفسي مطرباً سياسياً؛ فهو لون من الممكن أن أقدّمه، لكن لن أتخصص فيه؛ فأنا غير مؤهّل لأكون مطرباً سياسياً". أما عن إجراءات التصوير للمشاهد الخارجية بسوريا، فقد اعتبر علي الحجار التصوير بها تجربة ثرية جداً، قائلا: "الجهة السورية المسئولة عن الإنتاج وفّرت لنا كل التسهيلات، سواء في التنقل بين المحافظات أو الملابس أو التصريحات في الأماكن الأثرية في مقابل 10% من الميزانية، وهذا شيء يُحسب للسوريين؛ فهم يحاولون إظهار تراثهم وأماكنهم السياحية في الأعمال الفنية، ويعتبرون أن الثقافة جزء من السياسة، والفن عنوان لسياسة الوطن، أما في مصر فالأمر مختلف، وأبطأ شيء إذا أردنا التصوير في مكان تاريخي، فلا بد أن نستخرج 5 تصاريح من 5 جهات، علاوة على ارتفاع أسعار التصوير في هذه الأماكن". كما أعرب "الحجار" عن سعادته بتقديم ملحمة صعيدية بمسلسل "شيخ العرب همام"، قائلا: "أنا سعيد جداً بهذا المسلسل، وهو ثاني عمل أقدّمه مع النجم يحيى الفخراني بعد مسلسل "الليل وآخره"، بالإضافة لسعادتي بالتعاون مع صديقي عمار الشريعي شريك النجاح، والخال عبد الرحمن الأبنودي الذي يمسّ قلبي بكلامه، ويشعرني أنني أمثّل مع أبطال المسلسل". وبسؤاله عن رأيه في الحصول على جائزة ميوزيك أوورد ردّ "الحجار" قائلا: "في العام الماضي لم أكن أعلم أن هذه الجائزة يتم شراؤها، وعلمت ذلك عندما أثار المشكلة المطرب حسين الجسمي الذي رُشّح للجائزة، وقالت له الجهة المختصة بمنحها الجائزة أنّ عليه أن يقوم بدفع مبلغ نصف مليون دولار، وبعدها سمعت أن المطربة إليسا حصلت على نفس الجائزة بعد أن اشترتها شركة الإنتاج الخاصة بإنتاج ألبوماتها". وأتبع: "وبالنسبة لي لم أجرّب أن أرشح نفسي للحصول على هذه الجائزة؛ فعام 1981 باع ألبوم "اعذريني" 4 ملايين نسخة، وكان أيامها شرط الحصول على الأسطوانة البلاتينية هو بيع مليون نسخة، وبالرغم من ذلك لم أسعَ للحصول عليها، وأعتقد أن فائدة مثل هذه الجوائز تكمن في حضور نجوم الغناء في العالم لحفل تسليم هذه الجائزة". أما عن اعتماده كقارئ للقرآن فردّ "علي" قائلا: "هذا الموضوع يحتاج إلى وقت وتفرغ، والحكاية بدأت عندما طلبتني الدكتورة "زينب زمزم" لتسجيل آيات من القرآن الكريم بصوتي ضمن مسلسل "قصص الأنبياء" الذي كان يقدّمه التليفزيون المصري للأطفال، وعندما سجّلت أول خمس حلقات كان لا بد أن يعتمدني الأزهر، ويعتمد قراءتي، وبعد اعتمادي سجّلت جزءاً من المصحف، وكلما توفّر وقت أقوم بتسجيل بعض من أجزاء القرآن الكريم حتى أكمله وأتركه ذِكرى لأولادي، لكن لن أتاجر به". ومن ناحية أخرى يرى "الحجار" بأن فقدان الأغنية الدينية لرونقها يرجع إلى أن المطربين يقدّمون الأغنية الدينية لمجرد التواجد على الساحة أو بمعنى أصح وعلى حد قوله "يركبون الموجة". وفي نهاية الحوار أكد "علي" أنه قد انتهى من تجهيز خمس أغنيات لألبومه الجديد، والذي أوضح أنه قد تعاون فيه مع عدد من الملحّنين والمؤلفين المتميزين مثل: أحمد الحجار، ومروان خوري، ومن الشعراء: وائل هلال، وإبراهيم عبد الفتاح. عن "روزاليوسف"