ميليتو يمنح الإنتر ثلاثية تاريخية بثنائية في البايرن

توج فريق إنتر ميلان الإيطالي للمرة الأولى منذ 45 عاما بلقب دوري أبطال أوروبا بعدما تغلب على بايرن ميونيخ 2/صفر اليوم (السبت) في المباراة النهائية للبطولة باستاد "سانتياجو برنابيو" في العاصمة الإسبانية مدريد.
وأكمل إنتر ميلان بذلك ثلاثيته التاريخية حيث أضاف لقب دوري الأبطال إلى لقبي الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا اللذين أحرزهما في وقت سابق من مايو الجاري.
وكان دييجو ميليتو هو بطل مباراة اليوم حيث افتتح التسجيل لإنتر في الشوط الأول ثم أضاف الهدف الثاني له ولفريقه في الشوط الثاني.
وانضم البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لإنتر ميلان بذلك إلى قائمة تضم مدربين إثنين آخرين نجح كل منهما في إحراز لقب دوري الأبطال مع فريقين مختلفين، حيث كان مورينيو قاد بورتو البرتغالي إلى التتويج باللقب الأوروبي عام 2004.
ولم يشهد الشوط الأول من المباراة الكثير من الإثارة وندرت فيه الفرص التهديفية، لكن الشوط الثاني جاء مثيرا وشكل بايرن ميونيخ خطورة كبيرة على مرمى إنتر ميلان إلا أن دييجو ميليتو حسم اللقاء لصالح الفريق الإيطالي بالهدف الثاني.
وتفوق دهاء "التلميذ" جوزيه مورينيو على خبرة "معلمه" لويس فان جال، وأفسد طموحه الهجومي بتكتيك دفاعي متميز، اعتاد على تنفيذه الداهية البرتغالي، وهجمات مرتدة نارية عن طريق ميليتو وشنايدر.
وحقق إنتر اللقب الأوروبي الثالث في تاريخه، ليستعيد المجد الأوروبي بعد غياب دام 45 عاما.
استمرت المباراة على وتيرة واحدة على مدار الشوطين، سيطرة واستحواذ من بايرن واختراقات من الجانبين عن طريق روبن، نجم الشوط الأول، وحميد ألتينتوب، بديل ريبيري الغائب، مع تربص أوليتش لاصطياد الكرات العرضية.
وعلى الجانب الآخر، دفاع حديدي مستميت من الإنتر مع الاعتماد على الهجمات المرتدة بقيادة الثلاثي شنايدر وميليتو وإيتو.
شهدت الدقائق الأولى من الشوط الأول ضغطا من جانب الإنتر الذي رفض الطرق الكلاسيكية بجس نبض الخصم والبدء باللعب الحذر، حيث بدت رغبة مورينيو في تسجيل هدف مبكر يربك حسابات الفريق البافاري.
ففي الدقيقة السابعة اخترق ميليتو الدفاع الألماني ومررها لشنايدر الذي فتح شارعا بإسمه في عمق الدفاع وكاد أن يسجل أول الأهداف لولا سوء تقدير الكرة.
وبعد البداية الهجومية لإنتر، فرض بايرن سيطرته على مجريات المباراة واعتمد على نجمه روبن الذي شكل جبهة خطيرة بفضل عرضياته السحرية في قيادة هجمات الفريق، ولاحت عدد من الفرص التي دائما ما يحبطها دفاع إنتر القوي بقيادة والتر صامويل وتشيفو ولوسيو.
ولم يكشر إنتر عن أنيابه الهجومية عن قصد لاستهلاك طاقة الخصم، واعتمد على التسديدات المباشرة خارج منطقة جزاء بايرن، كان أخطرها في الدقيقة 18 بعد أن سدد شنايدر كرة صاروخية من مسافة بعيدة اصطدمت برأس حميد ألتينتوب وغيرت مسارها إلا أن الحارس يورج بات الذي أخرجها ببراعة.
وشهدت الدقيقة 23 أخطر فرص البايرن عندما مرر أوليتش تمريرة سحرية لروبن أمام المرمى ليسددها بغرابة بعيدا عن الشباك.
ومع استمرار سيطرة الفريق الألماني، وعلى عكس سير المباراة، قاد شنايدر مرتدة سريعة ثم مرر كرة على طبق من ذهب للهداف ميليتو الذي انفرد بالمرمى وسط حراسة اثنين من مدافعي بايرن ليسددها ببراعة في المرمى ويعلن الفرحة الأولى لإنتر في الدقيقة 35.
كان وقع الهدف كالصاعقة على بايرن الذي فقد سيطرته على المباراة بعد الهدف، وأهدر الكاميروني صامويل إيتو هدفا محققا كاد ينهي المباراة مبكرا.
لجأ بايرن للتسديد من خارج منطقة جزاء إنتر في محاولة لإدراك التعادل قبل دقائق من نهاية الشوط الأول.
وفي تكرار لسيناريو الهدف الأول ولكن مع تغيير اللاعبين، يرد ميليتو الجميل لشنايدر من انفراد ثنائي بالمرمى ويعطيه تمريرة "هدية" إلا أن شنايدر يسدد في جسد الحارس بات الذي ينقذ هدفا مؤكدا كان كفيلا بإعلان إنتر بطلا للنهائي في الشوط الأول.
وضاع التعادل في آخر دقيقة في الشوط الأول من تسديدة للقائد فان بومل على بعد خطوات من الحارس جوليو سيزار.
ومع إطلاق صافرة الشوط الثاني كشر بايرن عن أنيابه وأظهر رغبة قتالية في تحقيق التعادل مبكرا والإبقاء على آماله في الفوز بالمباراة، وينقذ سيزار هدفا مؤكدا للصاعد مولر في الدقيقة الأولى، ويشعر إنتر بالارتباك ولكن سرعان ما يستعيد زمام الأمور.
يحاول شنايدر تعويض الهدف الذي أهدره بالتسديد على المرمى في الدقيقة 55 ولكن تعلو العارضة.
يدفع فان جال بكافة أوراقه الهجومية بالدفع بالنجم ميروسلاف كلوزه، لعله يستفيد بخبرته في هذا النهائي المتأزم.
يواصل مولر اهدار فرصة التعادل بعد أن سدد في المرمى الخالي ولكن ينقذها الأرجنتيني كامبياسو من على خط المرمى في الدقيقة 63.
وينقذ سيزار تسديدة ماكرة لروبن كادت أن تعيد الفريق للمباراة في الدقيقة 66.
وعلى غرار الهدف الأول في خضم صحوة وسيطرة الفريق البافاري، يطلق إنتر سهامه المرتدة عن طريق إيتو الذي يمنح هدية الهدف الثاني للمتألق ميليتو الذي راوغ بمهارة رائعة المدافع فان بوتين ليعلن الفرحة الثانية له ولفريقه في الدقيقة 70 ويؤكد انتقال الكأس إلى ميلانو.
استسلم الفريق البافاري بعد الهدف الثاني وروفع الراية البيضاء، ومع إطلاق صافرة الحكم الإنجليزي هوارد ويب تنطلق فرحة عارمة للاعبي الإنتر بتحقيق الإعجاز التاريخي.
عن مصادر متعددة