نشرت مجموعة من العلماء دراسة متخصصة تعتبر محصلة نهائية لعدد من الدراسات التي عنيت بالتأثير السلبي للسهر والحرمان من النوم على البشر، اتضح فيها أن قلة النوم، وكذلك كثرته، قد تتسببان في وفاة مبكرة للإنسان، مشيرين إلى أن ساعات النوم المثالية يجب أن تتراوح بين ست ساعات ونصف وسبع ساعات ونصف يومياً. وشملت الدراسات 1741 رجلاً وامرأة، واتضح خلالها أن الذين ينامون أقل من ست ساعات ترتفع لديهم احتمالات الوفاة المبكرة أربع مرات مقارنة بمن يحصلون على قسط كافٍ من النوم، كما يزداد استهلاكهم للمشروبات الكحولية والطعام، وترتفع إمكانية إصابتهم بالسمنة والاكتئاب. وأشارت الدراسات أيضاً إلى أن السهر له تأثير مدمّر على المراهقين، وهم الفئة المعنيّة أكثر من سواها بهذا الأمر؛ بسبب انشغالهم بالتكنولوجيا على حساب النوم والراحة. وأضاف الأطباء الذين عملوا على الملف أن كل ساعة تنقص من معدلات النوم الطبيعية ترفع منسوب التوتر النفسي لدى المراهقين بواقع 5%. ومع تراكم هذه النسب فإن مخاطر الإصابة بأمراض نفسية -مثل الاكتئاب الحاد- ترتفع لديهم لتصل إلى 15%. أما على مستوى الصحة الجسدية؛ فقد أوضحت الدراسات أن الذين يسهرون يميلون إلى تناول الأطعمة أكثر من سواهم، بنسب تتراوح بين 2 و3%، وتتركز الأطعمة الزائدة في المأكولات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون، وهو ما يفتح الباب أمام الإصابة بالسمنة وسائر الأمراض الناتجة عنها؛ مثل مشاكل الشرايين والقلب والسكري والضغط.