في كل مرة سنقرأ قصيدة أو جزءاً من قصيدة أو حتى بيتاً واحداً فقط لأحد الشعراء المعروفين أو غير المعروفين اسماً، وإن بقيت أشعارهم هذه أبداً، نفعل ذلك بحثاً عن "شوية هوا" نتنفسهم عبر كلمات معطرة يبقى رحيقها طويلاً طويلاً.. عبد الرحمن الأبنودي من أشهر شعراء العامية في مصر، وقد أوجد لنفسه مكاناً كبيرا في وجدان الجماهير العربية، وتغنى بشعره كبار المطربين في مصر والعالم العربي، ويعتبر الأبنودي نفسه الحارس على التراث القروي المصري، وتعد قصيدة "عبد العاطي" من أشهر قصائده التي تحدث فيها عن حرب أكتوبر ويربط بين دم الشهيد وواقع المصريين.. فإلى هذا الجزء من القصيدة،،، مين ده يا عبد العاطي أبو جتة جامدة وكرش اللي بيحدف بالمتين مليار ويعز ع الناس قرش هل شفته يوم الضرب؟ هل كان معاك في الحرب؟ أتاري دمّ الشهدا ليه أتمان تمن الشهيد ما بيقبضوش والديه بينهبه المقاطيع! انهب وصيع! ويلّا بيع.. كل اللي شلناه للزمان ويكون شعار بلدك "بدال ما تبني بيع" هنا نكتشف إن الخراب هو الربيع بيع المصانع والصحاري واشتري آخر حدود الأرض والشواطئ وهكذا مصر اللي كانت ملكنا واللي حميتها بصدرك عننا اتسحّبت واحنا ف عز النوم اتسحّبت في السر وف كام يوم هربت كده علنا يا عبد العاطي مش دي البلاد اللي حاربت عشانها ولا هم دول يا صاحبي حكامها ولا مصر دي اللي رفعت أعلامها ورميت بروحك في خضم الحرب ونيرانها فين احنا دلوقتي يا عبد العاطي مين اللي وطى العالي ياصاحبي؟ وعلّى الواطي مين اشترى بتمنك الصحرا والشاطي وطاطي فاكرنا وراه حنطاطي وصالح القاتل وعادانا وادانا ضهره وسابنا ببلاهة نعدّ قتلانا وهرب بمصر وخبى عنوانها؟