قبل أسبوعين تقريبا صدر كتاب إسرائيلي كشف عن حقيقة الضربة العسكرية الإسرائيلية لما كان يسمّى بالمفاعل النووي السوري في مدينة دير الزور، ومقتل العميد "محمد سليمان" أحد المقربين للرئيس السوري بشار الأسد على يد قناصة إسرائيليين، وهو أحد المشرفين على البرنامج النووي السوري، وصاحب العلاقات المتميزة مع مسئولين إيرانيين وروس، والآن مع عملية "اغتيال" أخرى في سوريا؛ تفتح من جديد مسلسل الاغتيالات، والأهداف الإسرائيلية من عمليات الاغتيال الانتقائي. فوجئنا مساء السبت الماضي بخبر صغير لكنه يحمل في طياته الكثير من المعاني، حيث أفادت وسائل إعلام روسية أن نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية الروسية توفي أثناء ممارسته السباحة في سوريا، وتبعتها وسائل الإعلام العالمية بالخبر نفسه، وأضافت عليه أنه نتيجة إسفكسيا الغرق، في حين قالت شبكة "ديبكا" الإسرائيلية أمس (الثلاثاء) أنه مات بعد عملية اغتيال انتقائية ناجحة. زعمت الشبكة الإسرائيلية قريبة الصلة بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في تقرير مهم لها ظهر الثلاثاء أن "يوري إيفانوف" (52 عاما) توفي نتيجة استهدافه وإلقائه في البحر المتوسط في سوريا، وأن جثته طافت حتى الشواطئ التركية بعد أن عثر عليها صيادون أتراك قبل عدة أيام، مدّعية أن "إيفانوف" كان في زيارة عسكرية مهمة لميناء اللاذقية السوري، ونزل للاستحمام والسباحة في البحر المتوسط، ولكنه غرق لتصل جثته إلى الشواطئ التركية وتحديدا مدينة "سيفليك" التابعة لمدينة هاتاي القريبة من الحدود السورية التركية، بعد عدة أيام. لم يتمكن الأتراك من معرفة وتحديد الجثة بشكل قاطع؛ لأنها مشوهة، ولم يتم التعرف عليها حتى الآن، ولكنه يُعتقد أنها ترجع للجنرال "يوري إيفانوف"، حيث رجّحت الشبكة الإسرائيلية أن الجنرال "إيفانوف" لم يمُت غرقا كما كتبت وسائل الإعلام الروسية والعالمية، وإنما تم اغتياله على يد قناصة، وألقيت جثته في البحر المتوسط بالقرب من مدينة اللاذقية السورية، التي تحتضن شاليهات وفيلات عائلة الأسد والشخصيات السورية المركزية وعائلات عربية من أصول خليجية، وهو ما يعني وجود كافة الإمكانات التي تقلّل من فرص الغرق بين المصطافين في المدينة. قالت الشبكة إن "إيفانوف" كان في زيارة عسكرية سرية لسوريا، الغرض منها إتمام المراحل النهائية لتواجد موطئ قدم بحري وعسكري روسي ضخم في مينائي اللاذقية وطرطوس السوريين، فمن له مصلحة في مقتل "إيفانوف" في سوريا تحديدا؟ المؤشرات تتجه إلى إسرائيل؛ فأصابع الاتهام في الغالب توجّه إلى المستفيد من عملية "الاغتيال"؛ فإسرائيل لا تريد تواجد قوة عسكرية في الشرق الأوسط إلا للولايات المتحدةالأمريكية، وروسيا من جانبها ترغب في أن تضع لها موطئ قدم في المنطقة لتعادل ميزان القوى في العالم مرة أخرى، فضلا عن أن توتر العلاقات السورية الروسية هو أمل كبير لإسرائيل. فهل تقف إسرائيل وراء اغتيال "إيفانوف" في سوريا؟