أنا عندي مشكلة كبيرة جداً، ومش عارفة أعمل إيه.. أنا في آخر سنة في الكلية.. السنة اللي فاتت اتعرفت على زميل ليّ في الكلية كنت باستلطفه أوي.. هو شكله مش حلو خالص؛ بس أنا كنت بحب اتكلم معاه. هو كان أكبر مني بسنة؛ يعني هو دلوقتي اتخرج وبيشتغل، وبعدين طلب مني إني أرتبط بيه.. في الأول كنت مترددة، وبعدين وافقت، ودلوقتي إحنا مخطوبين من شهر تقريباً واتفقنا إن الجواز بعد سنتين.
طول الوقت بيكون فيه مشاكل.. ودلوقتي أنا مش حاسة إني بحبه زي الأول، وبصراحة أنا عايزة أفسخ الخطوبة وأنا مش قلت له على اللي جوايا ده لا أنا باعامله عادي؛ بس هو لسه بيحبني جداً.
وبصراحة أكتر هو فيه سبب تاني مخلّيني عايزة أنهي الموضوع ده غير كترة المشاكل دي؛ وهو إني ساعات بأقرف منه؛ يعني في طريقة أكله أو طريقه كلامه مع الناس.. هو إنسان طيب جداً وحنيّن؛ بس الحاجات دي هي اللي بتضايقني منه.
ومش تقولوا إن الحاجات دي هايفة، لا أنا مش شايفاها كده، لما أحس إن ده الإنسان اللي هاكمّل معاه بخاف أوي.. وعندي في البيت مش بيحبوه أوي؛ بس هم بيتعاملوا معاه كويس جداً عشان أنا عايزة أنهي الموضوع من غير ما هو يتجرح.
أعمل إيه؟ أتكلم مع بابا وماما ولا أكلمه هو الأول؟ محتاجة الرد بسرعه أوي.
Calm girl
صديقتي العزيزة... من فترة طويلة جداً لم أسمع عن شاب يرتبط بفتاة في الجامعة "ارتباطاً ودياً"، ثم ما إن يتخرج ويعمل يذهب على الفور لخطبتها رسمياً.. عادة يدوم الارتباط الودّي لسنوات طويلة يملؤها الحب والخروج والفسح والأمل في ارتداء فستان الخطوبة ولبس الدبلة في يدك اليمنى؛ ولكن للأسف تنتهي الأحلام بصفعة من الواقع المرير الذي يقودنا إلى أحد طريقين: إما أن يترك هذا الشاب فتاته التي أمضى معها هذه السنوات من أجل فتاة أخرى لم تخرج معه ولم ترضَ بعلاقة حب ودّية، أو تنتهى باستيقاظ الفتاة على مفاجآة السنوات الطويلة والكثيرة التي أهدرتها مع شاب لا يفكر إطلاقاً في أن يأخذ أية خطوات أبعد من المكان الذي اعتاد هو وهي أن يتقابلا فيه خلسة.
ولكن.. معك حدث شيء نبيل وشريف، يجعلني شخصياً -وأنا لا أعرف هذا الشاب- أن أنحني له احتراماً وتقديراً.. إنه الشاب الذي راعى حُرمتك واحترمك وقدّرك وقرر أنه عند أول فرصة ممكنة سينقلك من مهانة "الارتباط الودّي" إلى تكريم "الارتباط الرسمي والشرعي"، ومع الأسف يصحب هذا الانتقال مشاكل وعقبات.
تتمثل المشاكل في كون العلاقة أصبحت رسمية وبالتالي أصبح هناك مسئولية وتفكير جدي؛ لذا من الطبيعي جداً أن يصحب هذا الارتباط المشاكل، ولكن هذه المشاكل عادة ما تقوّي هذه العلاقة وتثقلها؛ لأنه من خلالها يتعرف الطرفان على حقيقة ومعدن بعضهما؛ ولكن بشرط أن يتفهّم الطرفان مسئولية هذه العلاقة وأن يكونا على قدر المسئولية.
أما العقبات التي صاحبَتْك في علاقتك وخطوبتك لهذا الشاب هي بعض عاداته التي تقولين إنها تصيبك بالقرف الذي من الصعب أن تحتمليه.. لن أجادلك في فكرة أنها أمور تافهة من عدمه؛ فما أستطيع أن أتحمله أنا من الممكن ألا يستطيع غيري تحمّله والعكس صحيح.. إذن هي مسألة قدرات بحتة؛ ولكن السؤال هنا: ما أدراكِ إن كان هذا الشاب يري فيكِ أيضاً ما يصيبه بالقرف؛ ولكنه يتغاضى عنه لأنه يحبك جداً كما تقولين في رسالتك؟
وإذا حدث وصرّح لك بما يُقرفه منك، ماذا سيكون رد فعلك؟ وبماذا ستشعرين حينها؟ هل ستحتقرينه لأنه تغاضى عن كل صفاتك الشخصية الحميدة وتوقف عند أمر -من وجهة نظرك وقتها- أنه ثانوي، أم أنك ستتفهّمين موقفه وتُدركين حينها أن هذه المور ليست بالتافهة، وأن ما أتحمله أنا قد لا يتحمله غيري.
عزيزتي.. نصيحتي لك أن تستخيري الله في أمرك؛ فهو أقدر من يختار لك، واعلمي أن رسولنا وحبيبنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه- قد علّمنا في حديثة الشريف كيف نختار شريك الحياة قائلاً: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه" صدق رسولنا الكريم.