رمضان السنة دي شكل تاني، وعلشان كده دكتور "محمد أبو الغيط" طلب مننا إننا نوجّه دعوة لكل قرّاء "بص وطل" إنهم ينضموا إلى ريجيم رمضاني خاص. والنتيجة هتشوفوها بعد الشهر الكريم، وهي دعوة مفتوحة للكل علشان نتسابق في خسارة الوزن الزائد.. يلّا نبدأ ونسأل... * هل ممكن إن الصيام يساعد في إنقاص الوزن؟ شرع الله الصيام للعبادة والتقرّب إليه، وليشعر المسلم بطعم الحرمان والجوع الذي يشعر به الفقير والمحتاج فيكون أكثر عطفاً ورفقاً بالمحتاجين... ويرتبط الصيام بالإكثار من التعبّد والصلاة والتهجد والقيام.. يعني رمضان عملياً لو طبّقناه صح هو قلة أكل ورياضة أكثر؛ يعني من المفترض إن الشخص المتديّن جدًّا يخرج من رمضان وهو خسران وزنه، ومحقق على الميزان رقم كويس في النزول. ورمضان يعتبر ريجيم "رباني" ونظام رياضي كفيل بإحراق أي سعرات حرارية زائدة؛ يعني بلغة الشباب بنقلل عدد ساعات "الأنتخة"، وطبعاً بنقلل "اللخبطة" في الأكل فمن الطبيعي إننا نخس. وبالحسابات من يُطبّق مبادئ الصيام على حق وبجد (صوم وصلاة) ممكن يخسر من وزنه على الأقل أربعة كيلو بمعدل كيلو كل أسبوع. * لكن على الرغم من الصيام وكثرة الصلاة لكننا بنخرج من رمضان أتخن من الأوّل؟ رمضان الفعلي -أو ما نمارسه في الواقع- مختلف تماماً عن هدف الصيام؛ لأننا تعوّدنا على مجموعة من العادات الرمضانية هي السبب في زيادة وزننا. أولى هذه العادات هي "اللمة" اجتماع الناس والعيلة والأصحاب والجيران، وبالطبع ما فيش مناسبة أحسن من "لمة" الفطار أو السحور، وطبعاً ما ينفعش نجتمع من غير ما ناكل، حتى الناس لما بيتبادلوا الهدايا والمجاملات بتكون حلويات وأكلات. طبعاً أنا مش ضد هذه العادات الحميمية الجميلة، لكن تعالوا نقترح حاجة تانية، ونبدأ ننشرها ونجرّب ونشوف.. إيه رأيكم لو كانت "لمتكم" على صلاة التراويح أو التهجد أو القيام.. أكيد هنحصل على ثواب الجماعة، وفيها تقرّب إلى الله وتقارب بين الناس وكمان رياضة، ومن غير ما ناكل كتير.. وبعد كده نتسحر السحور العادي.. فول وزبادي وجبنة وبيض وعيش وعصير ولبن. وكمان بدل ما تكون الهدايا أطباق حلويات، نخليها كتب وحاجات للبيت أو هدية مفيدة لأصحاب البيت اللي عاملين عزومة، وأكيد هيكونوا مجهزين حلويات.. تخيّلوا العزومة الواحدة بيكون صاحب العزومة مجهز ثلاثة أصناف حلوى على الأقل، وكل ضيف بيجيب معاه صنف أو اثنين حلو هدية. أنا مش ضد إننا نجتمع على الفطار والسحور علشان ناكل مع أهلنا وأصحابنا وجيرانا.. لإن المشكلة مش في العزومة، لكن في نوعية المأكولات الدسمة والأطباق اللي بنختارها علشان نكرم ضيوفنا من وجهة نظرنا. * لماذا يكون التركيز في رمضان على الحلويات؟ ست البيت وهي بتفكّر في العزومة، وخاصة وهي صايمة بتفكّر وعندها انخفاض في مستوى السكر في الدم "بسبب الصيام"؛ فتبدأ تتجه تلقائياً -وبدون وعي- إلى الحلويات والمأكولات التي ترفع نسبة السكر في الدم.. وحتى وهي بتعمل شوبينج وبتشتري طلبات مطبخها في رمضان أوّل حاجة بتشتريها الكنافة والقطايف قبل اللحمة والفراخ والخضار... لإن العقل بيفكّر في السكريات الجاهزة اللي بمجرد ما ناكلها تتحوّل فوراً إلى سكر في الدم.. وندخل في حلقة مفرغة لمدة ثلاثين يوماً. وعلشان نكرم ضيوفنا نعمل لهم أكل مليان دهون وسكريات ومكسرات. وكمان بسبب الشعور الزائد بالجوع بنتناول كميات كبيرة دون أن نشعر "بكم" و"نوعية" الأكل.. والسرعة في الأكل بتخلينا ما نحسش بالشبع؛ فنكمل الأكل بالحلويات، في حين لو أكلنا "لحوم" وانتظرنا شوية هتتحوّل إلى سكر في الدم. وبالطبع الأكل بهذه الطريقة بيخلّي الناس تشعر بالخمول وبيبقى فيه تُقل في الحركة، ورغبة في النوم بعد الإفطار؛ وتكون المحصلة في النهاية أكل ونوم، وأكيد هتفوتنا الصلاة اللي هي أصلاً الهدف الأساسي في رمضان، علشان كده رمضان مش أكل ونوم ومسلسلات، رمضان الحقيقي العكس تماماً. لو قدرنا نرجّع لرمضان طبيعته الإيمانية ونحقق الهدف اللي من أجله شرع الله الصوم، وهو الاعتدال في الأكل والتبرّع بالباقي والمساهمة في موائد الرحمن ليأكل أكبر عدد من الناس.. وبحسابات الريجيم يمكننا اقتطاع عدد من السعرات الحرارية التي تعوّدنا الحصول عليها وتوزيعها على مجموعة من الناس هم في أشد الاحتياج لهذه السعرات. * لكن صعب إننا نغيّر عاداتنا والعزايم في رمضان؟ التغيير أكيد مش في يوم وليلة، ولكن على قدّ ما نقدر ننشر هذه الفكرة؛ وخاصة إن الناس بتطلع من رمضان زايدة على الأقل خمسة كيلو من كثرة الأكل والراحة؛ وخاصة بين الشباب.. مهم نعمل بقول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}، وأكيد هذا المعنى موجود في الإنجيل والتوراة.. فكل الأديان تنهانا عن الإسراف في الأكل؛ لأنه مضر بالصحة.