أدار الندوة: د. أمل أبو الفضل أعدها للنشر: فريق "بص وطل"
ملامحه خليط بين ابن البلد المصري، وذلك الشاب الشيك العصري، هو دائما "منصور" في معارك عائلة "الحفني".. ولا يمانع أن يتجرع البهدلة والعذاب من أجل حبيبته في "شورت فانلة وكاب".. بداية من همام في أمستردام، وقد استطاع أن يسترد لصناعة الأكشن في مصر قدراً من الاحترام، وبالنسبة له بضاعته أبداً لا تردّ ولا تستبدل؛ لأنها ماركة مسجلة باسمه من خلال الشكل، والأداء، ولياقته البدنية الواضحة في جسمه، هو ذلك الشاب الذي استطاع في عشر سنوات فقط أن يمتطي جواد فارس السينما المصرية.. هو أحمد محمد صلاح الدين السقا.. "سقّا" عطاشى الفن السينمائي الجميل. أثور نيابة عن الجمهور أنا لا أضع صورة مثالية للشخصيات التي أقوم بلعبها، وليس من مهمتي أن أبحث عن شخصية مثالية أقوم بتأديتها، بل أكون مثاليا أحيانا، فيقلدني الجمهور ويستمتع بالدور الذي ألعبه أحيانا، وأؤدي أدوارا كأغير مثالية أحيانا فيحذر منها الجمهور، وأحياناً أخرى ألعب الشخصية من أجل المتعة بصرف النظر عن أي شيء آخر، فنحن كممثلين موكلون عن الجمهور في أن نحقق لهم كل المشاعر الإنسانية المتباينة من غضب وفرح وسعادة وحزن وتمرد وحب وكره، ونحقق لهم كل الأحلام التي يصعب تحقيقها، وننفّس عنهم في وقت قد يصيبهم فيه الإحباط، وكل ذلك يتم من خلال هذه "التذكَرة" التي يقطعها المشاهد والتي هي عقد بين المنتج والنجم والمُشاهد على تحقيق المتعة، والتي بدورها لا تحقّق سوى من خلال تحقيق هذه المشاعر المتباينة، وبالتالي يحدث لديهم حالة إنعاش وحالة شجن، وبطاريته مشحونة من جديد، ولا يجوز أن نخدع هذا المشاهد.
لهذه الأسباب كانت "الفنون جنون" إن الفن هو الانتقاء من الواقع وإعادة تنقيحه بشكل يضفي عليه بعداً جمالياً، فالفرق بين الفنان وبين الإنسان العادي هو أن عيني الأول ترى ما لا يراه الإنسان العادي من خلال مرآته هو، فالخرابة يمكن أن تكون مجرد مكان مقزز بالنسبة للإنسان العادي، ولكنها قد تكون مكانا رائعا بالنسبة للفنان في لحظة معينة أو في توقيت بعينه بحيث يرى فيها أشياء مختلفة، وهذا ينطبق على التمثيل وعلى الشعر والزجل، هذا باستثناء العبث مثل السيرياليزم على مستوى الفن التشكيلي أو التجريبية على مستوى المسرح أو السينما، وبما أن كل فكر يمكن طرحه من وجهة نظر مختلفة حسب اختلاف الفنان الذي يعرضها، فيحدث أن يقتنع البعض ويرفض البعض ويجادل البعض وينشأ الخلاف.. ومن هنا جاءت تسمية الفنون بالجنون.
إضغط لمشاهدة الفيديو: *********************** نحن من صنع "إبراهيم الأبيض"
الواقع سيئ لا بد من تنقيحه على الشاشة يكون أمام الفن عدة بدائل للتعامل مع الواقع السيئ سينمائياً؛ إما أن ينقله كله حتى يأخذ من يشاهده حكمة يتعظ منها، أو لا ينقله إطلاقاً، ويخفيه عن أعين الجمهور، أو ينقله بعد تنقيحه وعرضه بذكاء مصحوب ببصيص من الأمل، وأنا مع هذا الاتجاه، فكون الواقع سيئا لا يبرر إطلاقاً أن أصدم المشاهد، فيخرج من الفيلم مشحونا بالحزن وما قد يستتبعه من آثار سلبية على بعض الفئات البسيطة التي ربما تؤثر فيها هذه الصدمة سلباً، ولا أن أقوم في المقابل بتجميله جدا بشكل منافٍ للحقيقة.
فنحن كفنانين نعتبر البطارية التي تقوم بشحن المشاهدين، إما تشحنهم بالواقع الصادم أو بالواقع المخفّف بجزء من الأمل ودراما الحوار.
نحن من صنع "إبراهيم الأبيض" ولكن في بعض الأحيان يكون عرض الواقع هو في حد ذاته هدف درامي، تسليط الضوء على ظاهرة بعينها في حد ذاتها هدف درامي، وهذا ما حدث في فيلم إبراهيم الأبيض الذي هو حالة فردية سينمائية ليس لها أمل في أي شيء كي أطرحه بل أعرضه فقط.
"عشوائيون" لفظ محرّم.. و"إبراهيم الأبيض" مارس دوره الاجتماعي تجاه العشوائيات هناك حالة من العنف بدأت تسود في مصر ليست لها علاقة بالفقر أو الحالة الاقتصادية أو السياسية، بل مردّها إلى أننا عزلنا العشوائيات، وجعلنا منها دولة داخل الدولة، وصنّفناهم بعيدا عن مجتمعنا، فنحن من أطلقنا عليهم عشوائيين، وعاملناهم على أنهم نكرة، ولم نحترم آدميتهم، ولم نحترم وجهة نظرهم، ولم نحاول أن نأخذ بأيديهم لنعلمهم كما فعلنا في إبراهيم الأبيض، حيث اخترنا 22 شابا من نفس المنطقة التي تم تصوير الفيلم فيها، ومنهم 18 الآن من عمل في السينما أو أماكن أخرى، وبالتالي كل هؤلاء كانوا على شفا أن ينحرفوا، ويصبحوا مسجلين خطر، فهذا هو ما لا نقوم به كمجتمع، وبالتالي قسمنا البلد نصفين لدرجة أننا أصبحنا نطلق كلمة "عشوائية" على الناس أنفسهم، وهو أمر غير مقبول ومحرّم.
إضغط لمشاهدة الفيديو: *********************** ما تبقاش فرع خليك جدر
دوري في "الديلر" وحش.. ولو ما قلتش كده أكون بلا ضمير لقد اختلفت مع المخرج أحمد صالح إنسانياً قبل أن أختلف معه فنياً؛ لأن الرجل ده صاحبي وكلنا مع بعض، عيش وملح، لكن لما أدخل ألاقي مجهودي مش موجود يبقى لازم أتضايق.
وبالمناسبة أحمد صالح مش مخرج وحش، لكن عصبي، وبالتالي لما توصل إنه يتضايق مني ويردّ لي ده على الشاشة يبقى هو شخص مش متحمل للمسئولية، ومش هو ده المجهود اللي أنا طالع عيني فيه بقالي ثلاث سنين، وأنا كنت هاعتبر نفسي رجل بلا ضمير، لو ما قلتش للناس ده، حتى لو فيه ناس مبسوطة من الفيلم لازم يعرفوا إن مش هو ده أحسن حاجة، يعني لما يختفي مشهد وفاة أبي، ولما يتم بتر مشهدي مع "نضال" فده شيء يضايق.
السقا يؤكد: العجل ما وقعش فيه جزء من الناس ما عجبهاش الفيلم وعندهم حق، وفيه جزء مصدق إن الفيلم مش حلو علشان يقطّع فيه وعندهم حق برضه، وأنا أحترم النقد جداً، لكن تجرّح فيّ أزعل جدا لدرجة إن فيه بعض المقالات دخلت فى الإهانة وتجريح الأخلاق.. وأنا باقول لهم "لا العجل ما وقعش".
أحلم بتجسيد شخصية خالد بن الوليد أنا ممثل وبإمكاني أن أؤدي أي سيناريو ييجي لي سواء رومانسي أو أكشن، فأنا ممثل وبحب آخد عنصر المغامرة، وبالنسبة لي أكتر مشهد قريب من قلبي ممكن يكون مشهد أبويا (جمال إسماعيل) في الجامع في فيلم مافيا، ومشهدي مع منى زكي عند الأسانسير في فيلم تيمور وشفيقة، أما عن الشخصيات التاريخية التي أود تمثيلها فهي خالد بن الوليد وطارق بن زياد.
من السقا "للسقاوية": ما تبقاش فرع خليك جدر نصيحة مني لكل جمهوري: لما تكبر اكبر لتحت، ما تبقاش فرع خليك جدر، بمعنى: اعمل اللي بتحبه واللي إنت مؤمن بيه، مش مهم تكون نمرة واحد، المهم المركز اللي تاخده تكون تستحقه، لازم تبقى واضح مع نفسك، وما تكدبش على نفسك، ودرس عمري هو حادثة عيني، أنا كنت اتعميت وفتّحت، وده درس عمري، والحمد لله. إضغط لمشاهدة الفيديو: اقرأ أيضاً من "السقا" للناقدة "ماجدة خير الله": أنا متربّي وأخلاق.. ومش لاعب سيرك أحمد السقا: والدي قال لي "طول ما تقدر تاخد حقك سيبه!"