واصلت قوات الأمن في شمال سيناء عملياتها، أمس (الأحد)، في المناطق المتاخمة لمنفذ العوجة البري، سعياً وراء من سمتهم "مطلوبين أمنيا"، وعززت الشرطة وجودها في المناطق المكشوفة من خط الغاز الدولي الواصل من العريش حتى طابا جنوباً، وهو الخط الذي يوصل الغاز الطبيعي المصري إلى الأردن وإسرائيل، وذلك خشية استهدافه من قبل مسلحين ممن هددوا "بنسفه في حال استمرار مداهمات الشرطة للمنازل في وسط سيناء". وكثفت القوات من توغلها ومحاصرتها لقرى وتجمعات صغيرة طوال نهار أمس (الأحد)، لتنسحب تدريجياً إلى مواقع بعيدة عن مناطق التوتر، مثلما حدث أمس الأول. ورغم تعهدات قطعتها أجهزة أمنية بعدم السماح لقوات الشرطة بمداهمة المنازل، فإن فجر أمس (الأحد) شهد اقتحام عدد من المنازل في وادي العمر، ما أدى لوقوع اشتباكات بين مسلحين والشرطة، أسفرت عن عرقلة العمل في منفذ "العوجة" تماماً، بعد أن رد المسلحون بقطع الطريق واستهدفوا شاحنات كانت في طريقها إلى المعبر، المؤدي إلى إسرائيل. على الجانب الآخر، نفى "موسى الدلح" أحد قيادات منطقة وادي العمر، وأبرز المطلوبين أمنياً، ما تردد عن "مطلب يتبناه الأهالي في قرى "وادي العمر" ومحيطها عن تدويل قضية سيناء، وأكد "الدلح" أن هذه "شائعات مغرضة هدفها تأليب قيادات الدولة ضد الأهالي في سيناء لتبرير استخدام القوة المفرطة في وسط سيناء". وقال "الدلح": "وطنية أبناء القبائل ليست محلاً للمزايدة ولن يتنازلوا عن هويتهم تحت أي ظروف"، وشدد على أن "احتجاز سيدات كرهائن من قبل قوات الشرطة ينهي أي اتفاقات ويجعل المواجهة مفتوحة، بعدما احتجزت مباحث أمن الدولة بالجيزة سيدات وكبار سن ممن يمتّون بصلات للمطلوبين أمنيا". وشكّلت وزارة الداخلية غرفتين للعمليات داخل مديرية أمن شمال سيناء ومقر مباحث أمن الدولة بالعريش، يديرهما اللواء سالم المراعي، مساعد وزير الداخلية للمباحث الجنائية، وقيادات أمنية كبيرة، بعدما تلقت تحذيرات حول استهداف مصالح حيوية في المحافظة. ونفى مسئولون بمصنع أسمنت بالمنطقة تعرضه لإطلاق نار أمس الأول. من ناحية أخرى ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مصر أوقفت العمل في معبر العوجة التجاري مع إسرائيل بعد قيام عدد من بدو سيناء المسلحين بمهاجمة المعبر احتجاجا على حملة مداهمات أمنية أسفرت عن اعتقال عدد من النساء البدويات. عن الشروق