"طيور الجنة".. اسم فرض نفسه بقوة في عالم الفضائيات المخصصة للأطفال في العالمين العربي والإسلامي، فرغم عمر القناة الأردنية الذي لم يتعدَّ العامين، فإنها كرّست كلّ جهدها لزرع الأفكار الطيبة وغرس القيم والأخلاق وحسن تربية ورعاية النشء. "طيور الجنة" اسم بات يرادف ويلازم الوالدين، الأب والأم بالنسبة للطفل الصغير؛ حتى أن تلك القناة أصبحت من أولويات القنوات الفضائية في كل بيت عربي، فمن يريد من الأسر تربية طفله على المُثل والقيم والأخلاق الحميدة، فعليه أن يفتح قناة "طيور الجنة" لأطفاله، ومن تريد من الأمهات إلهاء أطفالها لقضاء حاجات البيت، فعليها بفتح تلك القناة باستمرار، ومن يريد أن يكسب ثواباً ويعلّم غيره من الأصدقاء والصديقات بوجود قناة فضائية للأطفال فعليه بإخبارهم بوجود قناة باتت تُنافس الجزيرة في اهتمامات الأسرة العربية، بل في كثير من الأحيان يجبر الأطفال أباءهم على عدم تغيير القناة عن "طيور الجنة"!
ومن هنا، ومن الطبيعي -وعلى عكس العالمين العربي والإسلامي- تحرص وسائل الإعلام الإسرائيلية على متابعة ما يجري في العالمين العربي والإسلامي عبر قنواتهم الفضائية، سواء السياسية أو الرياضية أو تلك المخصصة للأطفال، ولا ننسى أن اللوبي الصهيوني نجح في إغلاق بث قناة "الأقصى" الفضائية التابعة لحركة حماس بقطاع غزة من على القمر الفرنسي "نور سات"، ومن ثَمّ باتت "طيور الجنة" على رأس حربة القنوات الفضائية للأطفال التي تتصدر عناوين الصحف الإسرائيلية. فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الثلاثاء الماضي 22 من الشهر الجاري أن القناة الأردنية "طيور الجنة" المخصصة للأطفال، التي يمتلكها رجل الأعمال الأردني من أصل فلسطيني "خالد مقداد"، والتي خرجت للنور قبل عامين فقط، تقدّم برامج وقضايا وموضوعات دينية بحتة للأطفال فحسب، من أخطرها -بحسب الصحيفة الإسرائيلية- القضايا التي تناقش القضية الفلسطينية، وخاصة كليب الطفلة "ديما بشار" حول رغبة الأطفال في أن يكونوا ويصبحوا شهداء للقضية الفلسطينية، حيث تقول كلمات الأغنية: "من غير فلسطين شو يعني طفولة.. الشهيد حبيب الله"، وغيرها من الكليبات التي تنادي بتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. فيما نقل الصحفي الإسرائيلي المتخصص في الشئون العربية "روعي نحمياس" عن "مقداد" في حوار أجرته معه صحيفة الشروق الجزائرية؛ أنه كرّس أمواله وجهده لإخراج تلك القناة التي بات يحبها ملايين الأطفال في العالم، وأن قناته أصبحت مرادفة وملازمة للمعلمين والمدرسين في تربية وإخراج النشء على القيم والمثل العليا والمبادئ الناجحة. الغريب أن القناة أرفقت بتقريرها كليب الطفلة "بشار"، وكأنها تنادي اللوبي الصهيوني بضرورة إغلاق تلك القناة، وتحرضه على تكرار ما قام به مع قناتي "الأقصى" و"المنار" من قبل، لكنها لا تعلم أن القناة باتت معروفة لدى الأجيال الجديدة أكثر من "الجزيرة" نفسها! اضغط هنا لزيارة الموقع الرسمي للقناة