هو فنانٌ ذو طبيعة خاصة.. لُقّب ب"ملك الإحساس"؛ نظراً لأن صوته يحمل حساً مرهفاً يأخذ قلبك وعقلك معاً.. حقق نجاحاً كبيراً في العامين الماضيين، وحقق ألبومه "توعدني ليه" أعلى المبيعات، وتبعه بألبوم "في حضرة المحبوب" الذي حقق أيضاً أعلى المبيعات... إنه المطرب "وائل جسار". * كيف جاءتك فكرة ألبوم "في حضرة المحبوب".. وهل كنت تتوقّع له كل هذا النجاح؟ بداية الفكرة لم تأتِ عن طريقي بل جاءت من خلال "شادي" ابن الشاعر الغنائي نبيل خلف الذي اقترح على والده أن يكتب أغنية عن الرسول فوافق "خلف"، وبدلاً من أن يكتب أغنية كتب ألبوماً دينياً، وعرضه عليّ، وفي البداية كنت متخوّفاً جداً من التجربة ومن رد فعل الصحافة، ولكن عندما سمعت الكلام وخاصة أغنية "أول ساعة في الآخرة" تحمّست للموضوع ولم أتردد ولو 1%؛ فالكلمات رائعة ومأخوذة من قصص واقعية ومؤثّرة، ومن أحاديث شريفة تم تلخيصها بشكل بسيط على طريقة "خير الكلام ما قلّ ودلّ".
أما عن النجاح فأنا أجتهد في العمل الذي أقدّمه، والنجاح والفشل بيد الله، ولكن في هذا الألبوم تحديداً كنت أشعر إنه هيعلّم مع الجمهور؛ لأني أعتقد أن الجمهور متشوّق إلى هذه النوعية من الأغاني التي تعدّ من وجهة نظري ليست أغنيات دينية تقليدية بل أغنيات تحكي مواقف خاصة عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعلومات ربما البعض يعرفها لأول مرة.
* أغاني الألبوم لها طبيعة خاصة.. فهل قُمت بمراجعتها حتى لا يتم الخلط في معانيها؟ في الحقيقة كنت حريصاً جداً على مراجعة الأغاني مع الدكتور نبيل خلف حتى لا يتم تفسير الكلمات بشكل خاطئ، لذلك جلسنا أكثر من مرة حتى نتفق على الكلمات وكيفية الأداء، وحذفنا بعض الجُمل حتى يكون المعنى واضحاً للجميع بدون أي ازدواجية، لكن الحذف لم يكن كثيراً؛ لأنه مكتوب بعناية شديدة.
* ألا ترى أنكَ وضعت نفسكَ في مأزق بعد هذا الألبوم من حيث اختياراتك للأغاني والفيديو كليب؟ هذا الألبوم أعتبره خارج المنافسة؛ لأن الأغاني الدينية لها طابع خاص يُميّزها عن الأغاني الرومانسية أو غيرها؛ لذلك لا يجوز المقارنة بينها وبين أي عمل آخر. كما أن كل ما قدّمته على الساحة الغنائية ليس به شيء يخدش الحياء، وكليباتي أيضاً ليس بها عري أو ابتذال، فأنا لم ولن أقدّم شيئاً غير محترم سواء قبل أو بعد طرح الألبوم الديني.
* يُقال إنك كنت صاحب فكرة أن يضم الألبوم أغنيات للمسيحيين أيضاً.. فهل كنت تقصد بهذه الفكرة أن تُؤكّد أنه لا يوجد فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين؟ الموضوع ليس له أي علاقة بالفتن الطائفية، وأنا من وجهة نظري أن ما يحدث من مشاكل بين الأقباط والمسلمين حوادث فردية ليس له علاقة بالفتنة الطائفية.
ولكن أنا كنت أقصد أن أُقدّم أغنيات للإخوة المسيحيين؛ حيث رأيت أنه ليس من العدالة أن أغني للمسلمين فقط، فقلت لماذا لا أُقدّم غنوة أو أكثر للإخوة المسيحيين أيضاً. وعموماً أنا على يقين أن الدين لله والغناء للجميع وهذا ليس خطأ.
* عرفت مِن بعض المقرّبين لك أنك متردد في اختياراتك للأغاني، لدرجة أنك ترفض معظم ما يعرض عليك ثم تعود وتقبله.. فهل هذا صحيح؟ أنا شخص متسرّع جداً في قراراتي؛ ففي كثير من الأحيان عندما أسمع أغنية لأول مرة لا أشعر بها، وعندما أجلس مع نفسي وأسمعها مرة أخرى أعرف أنني كنت متسرّعاً وأن الكلمات جميلة.
* هل أنت مع فكرة أن شاعراً واحداً يقوم بتأليف ألبوم كامل مثلما حدث في ألبوم "في حضرة المحبوب"؟ أعتقد أنه من الأفضل بالنسبة للأغاني الدينية أن يكون المؤلف واحد حتى يظهر الألبوم بشكل متكامل، وفي صورة قِصّة مسلسلة كما في "حضرة المحبوب"، ولكن ليس معنى ذلك أنني ضد التنويع، فأنا معه؛ لأن كل شخص له فكره وإحساسه الخاص به، وهذا بالتأكيد يعود بالنفع على المطرب من حيث التميّز والتنوّع على الساحة الغنائية.
* ألبومك الأخير "توعدني ليه" لاقى نجاحاً كبيراً.. فماذا أضاف لك؟ هذا الألبوم بشهادة النقاد لم يأتِ مثله منذ عشر سنوات، وكذلك الجمهور أشاد به أيضاً، وهذا أعتبره حصاداً لمجهودي؛ حيث أخذت وقتاً طويلاً في التحضير له واختيار كلمات أغانيه، وتعبت جداً في البروفات حتى وصل لشكله النهائي.
أُحضّر لألبوم أطفال السنة القادمة إن شاء الله * ما هي أقرب أغنية لقلبك في هذا الألبوم؟ بصراحة كل الذي قدّمته؛ لكن على رأسهم: "بتوحشيني"، "غريبة الناس"، و"توعدني ليه".
* ما السر في تألّقك في السنوات الأخيرة؟ الحقيقة الفضل كله يرجع لشركة "أرابيكا ميوزك" التي أدين بالفضل لمؤسسيها الذين وفّروا لي كل سُبل الإنتاج المتاحة، وبالفعل قدّمت معهم أحلى الأغنيات والتي حققت لي شهرة واسعة.
* ما آخر أخبار ألبومك القادم؟ أقوم حالياً بالتحضير لألبوم جديد سيكون في نفس مستوى السابق إن شاء الله، وسيتم طرحه بالأسواق في شهر يونيو القادم، وسيكون متنوّعاً وجديداً من جميع الوجوه؛ حيث سيضم أغنيات باللهجات الخليجية واللبنانية والمصرية، كما أتعاون فيه مع ملحنين وكتّاب أغنيات جُدد، وبالفعل سجّلت بعض أغنياته؛ منها: "للأسف بنحب بعض"، "مليون بحبك"، "هل فاكرني".
* هل هناك مشاريع مستقبلية أخرى؟ أُحضّر لألبوم أطفال السنة القادمة إن شاء الله، وسيكون بشكل مختلف عما تم تقديمه من قبل.
* ومن الذي أوحى لك بهذه الفكرة؟ ابنتي هي السبب في تشجيعي على خوض هذه التجربة، وأنا عموماً أحب الأطفال، ولا أملّ من الجلوس معهم حتى لو كانت فترة طويلة، وهذا بالضبط ما أفعله مع ابنتي التي يبلغ عمرها أربع سنوات.
* ما هو أصعب موقف مررت به؟ أصعب المواقف التي مررت بها كانت تتلخص في المادة؛ فأنا من أسرة متوسّطة، تعبت كثيراً إلى أن وصلت إلى هذا الشكل والمستوى، وفي النهاية التوفيق يأتي من عند الله.
* لُقّبت ب"مطرب الإحساس" فماذا يعني لك هذا اللقب؟ الألقاب لا تصنع فنان؛ فالمطرب الجيّد هو الذي يؤدي دوره على أكمل وجه، ويسعى إلى تقديم أفضل ما لديه فتكون أغنياته جواز مروره إلى قلب الجمهور.
* ألا تُفكّر في الوصول إلى العالمية؟ أنا أغني فقط للجمهور العربي الذي أعشقه، ولا تعنيني العالمية في شيء.
* ما رأيك في أغاني المناسبات والأحداث؛ مثل: عيد الأم، والحرب على غزة؟ أنا مع هذه الأغاني، وأرفض الرأي القائل بأن هذا الأمر متاجرة بالحدث؛ فالغناء سلاح يمكن استخدامه لتوصيل صوتنا إلى العالم، وتوضيح موقفنا الرافض للاحتلال وقتل الأبرياء.
* لماذا رفضت العمل مع إلهام شاهين؟ اعتذرت ولم أرفض.. فهي كانت تريدني أن أشترك معها في بطولة عمل سنيمائي، فقلت لها أنني لا أُفكّر حالياً في التمثيل، وأخاف أن يراني الجمهور على أنني ممثل ضعيف، فتقبّلَتْ وجهة نظري وأغلقنا هذا الموضوع.
* وهل ترفض فكرة التمثيل تماماً؟ لا.. لكني أرى أنه ليس الوقت المناسب لهذه الخطوة، فكل تفكيري حالياً منصب على الغناء فقط.
* ما أكثر شيء يضايقك؟ الكذب.
* وما الذي يُسعدك؟ النجاح.
* ما أغرب تعليق تم توجيهه إليك؟ أغرب وأفضل تعليق في نفس الوقت كان من ابنتي؛ حيث قالت لي وأنا جالس معها ذات مرة: "صوتك حلو قوي يا بابا".