ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية الأحد الماضي أن سلاح المخابرات الإسرائيلي سيقوم بعقد دورة تدريبية مهمة للجنود الإسرائيليين؛ للتدريب على كيفية استقاء المعلومات من المواطنين الفلسطينيين أثناء المعارك العسكرية كتجربة مستفادة من عملية الرصاص المصبوب. فقد كتب "أمير بوخفوط" المعلِّق العسكري للصحيفة الإسرائيلية في خبر نُشر يوم الأحد أن تجربة العملية العسكرية على قطاع غزة (الرصاص المصبوب) نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009، أفادت الإسرائيليين كثيرًا، وخاصة سلاح المخابرات الإسرائيلي الذي سيقوم بعقد دورة تدريبية للجنود الإسرائيليين حول كيفية استقاء المعلومات مع المواطنين الفلسطينيين أثناء الحروب معهم، عبر تعليمهم اللغة العربية، وأن مدرسة المخابرات التابعة للجهاز ستقوم بعقد تلك الدورات على مراحل زمنية مختلفة؛ للاستفادة منها بشكل موسع لكافة جنود الجيش الإسرائيلي، وأنه من المحتمل أن تفتح تلك الدورات بعد شهر ونصف بحسب الصحيفة العبرية، مؤكدة أن الدورة التدريبية العسكرية ستقوم بتدريس اللغة العربية بهدف تعرضهم لاحتمال كسب معلومات مهمة من المواطنين العرب والفلسطينيين أثناء الحروب معهم.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن الدورة التدريبية الجديدة يشترك فيها جهاز المخابرات العسكرية "أمان" بشكل خاص، والمنظومة العسكرية الإسرائيلية بشكل عام، بهدف إتقان اللغة العربية للتقرب بشكل كبير من المواطنين الفلسطينيين والعرب أثناء الحروب، وكيفية استقاء المعلومات المهمة منهم، كاستفادة مباشرة من عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة، وعدم التعرض إلى شكاوى مباشرة من مواطنين فلسطينيين وعرب تتهم الجنود الإسرائيليين بارتكابهم أعمالاً إرهابية واختراق بيوتهم ومنازلهم لاستقاء معلومات مفيدة منهم، وفتح تحقيقات مباشرة مع المواطنين على أن يجيد الضباط والجنود الإسرائيليون اللغة العربية.
كما أوضحت الصحيفة العبرية أن الوحدة الخاصة بالسبي والاختطاف وهي الوحدة رقم 504 التابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلي ستشارك في تلك الدورة بهدف التعرف -بالاقتراب من المعتقلين والسجناء والمدنيين- على معلومات مهمة تفيد الجيش الإسرائيلي في محاربته "للإرهابيين"، مع احتمال إنقاذ حياة مواطنين فلسطينيين أثناء الحروب! بالإضافة إلى كشفهم عن الأنفاق والأسلحة المخبأة والقذائف والقنابل أيضا، وأماكن اختباء المفقودين من الجيش الإسرائيلي مثل مكان اختطاف الجندي جلعاد شاليط.
فهل استفدنا نحن من تلك العملية الغاشمة على الأهالي الفلسطينيين في القطاع، والتي سقط فيها أكثر من 1600 شهيد و5000 جريح ومصاب؟ وهل استفدنا من تقرير جولدستون الخاص بالتحقيق في جرائم الحرب على غزة الذي أكد على ضرورة تقديم إسرائيل للمحاكمة الدولية؛ لارتكابها جرائم حرب؟!