أنا مش عارف أقول لكم إيه.. أنا خاطب واحدة، ساعات أحس إني بحبها وبابكي لما بتبعد عني ونتخانق عشان باكون محتاج لها، وساعات أقول مش هي دي اللي كنت باحلم بيها تكون مراتي، وإني هاعيش تعيس، وبابقى نفسي أسيبها؛ بس بتصعب عليّ عشان بتحبني. أنا مش عارف إزاي أنا مش مبسوط معاها وحاسس إني هابقى تعيس في حياتي وإزاي مش باقدر أبعد عنها لما بنزعل على حاجة؟ اللي بيضايقني فيها هو إني كنت باتمنى تكون مراتي عندها ثقافة عامة، وخطيبتي مش كده. تاني حاجة كنت باتمنى تكون خطيبتي ملتزمة في الدين؛ لكن خطيبتي زي معظم البنات دلوقتي، بتصلي وتصوم آه؛ بس بتسمع أغاني ودماغها فاضية خالص.. وكل اللي هاممها الميكب واللبس؛ بس هي لبسها كويس، بصراحة يعني لبس مش ملفت ولا ضيق وكده؛ بس أقصد بتفكر في اللبس وخلاص. هي أهلها مرتاحين؛ بس يعني بلدي شويه؛ بس بصراحة ناس طيبين وكويسين جداً.. أنا مش عارف باتعذب في بعدها، وفي نفس الوقت حاجات كتير مش عاجباني فيها. بالنسبة لجمالها هي جميلة.. أنا خايف أوي إني أعيش تعيس بعد كده، وخايف برضه إني أظلمها وأسيبها وربنا ما يرضاش بالظلم لأنها بتحبي. أنا عايش بره مصر وهاتجوز كمان سنة.. أنا مش عارف ممكن يكون الشيطان بيوسوس لي ويظهر لي عيبها ولا إيه؟ ساعات باقول إن دي غلطتي، وهي ما لهاش ذنب ولازم أتحمل نتيجة اختياري، وأنا لو سيبتها هي ممكن يحصل لها إيه والناس حتبص لي نظرة وحشة جداً، وأنا كويس جداً، وهي دايماً بتقول عليّ إني أحنّ حد عليها وأطيب حد، ومعايا حاسة بالأمان لأني بجد باعاملها بذوق جداً جداً، وناس كتير بتحسدها عليّ عشان أنا باعامل الناس كلها بكل ذوق. يمكن تكون هي مالية حياتي أو اتعودت عليها أو إيه، مش عارف، مش عارف بحبها ولا لا؛ بس أنا باغير عليها لما حد يكلّمها أو يعاكسها. طيب لو كده الشعور اللي أنا حاسس بيه إيه؟ أنا عارف إن كلامي مش مترتّب لأن هو ده نفسه الشعور اللي جوايا مش مترتب، ومش عارف أنا عايز إيه؛ عايزها ولا لا، خايف أسيبها أندم، وهي يحصل لها حاجة بسببي وأعيش عمري كله أتعذب بذنبها، وخايف أكمّل أعيش تعيس. ساعدوني أرجوكم .. يا رب اهديني يا رب. saleh صديقنا: كثير منا يملك القدرة على اتخاذ القرار؛ وأقل منهم من يملك الشجاعة لتنفيذ القرار؛ لكن الحكيم هو من إذا اتخذ قراره عن قناعات وأسس قوية لا يعود ليفكر في قراره هل هو صحيح أم لا، بغير مستحدثات جديدة تدعوه لذلك. صديقي.. إن الإقدام على إدارة حياة هو قرار حقاً جدير بالتفكير والتريث، واتخاذه مسئولية لا يقدّر حجمها إلا عاقل حكيم مثلك؛ لكن هذا الحكيم الذي يخاف من أن يظلم إنساناً أخذ على عاتقه مسئوليته؛ هو إنسان حريّ بأن نثق في قراره. صديقي.. إني أرى فيك شخصاً حكيماً مؤهلاً لحمل مسئولية الأسرة، وأنت شخص تستطيع اتخاذ قرارتك جيداً؛ فاسأل نفسك ما هي الدوافع التي قادتك لخطبة هذه الفتاة؟ ستجد أنها دوافع جديرة بالرؤية والاحترام. أعتقد أنك لم تتقدم لها إلا بعد دراسة جيدة لأحوالها وأحوال أهلها وعدد من الثوابت العامة التي لا يختلف عليها عاقلان، ثم الثوابت الخاصة التي لا يمكن لك أن تتخلى عنها.. وأعتقد أنه بعد ذلك لا مبرر إطلاقاً لأن تترك نفسك للشيطان يتلاعب بك وينغّص عليك سعادتك في هذه المرحلة. عزيزي أريد أن أقول لك إن ما تمر به هو شعور طبيعي مرّ به -وسيمرّ- غيرك من الشباب، وتلك نصيحة أقدّمها لك كرجل لا يزيد عنك كثيراً في العمر، تعرّضت لهذه المشاعر، ورأيت جيلاً كاملاً يتعرض له، إنه الإحساس بالمستقبل الغامض والخوف من هذا الغموض؛ فإحساسك أن هذا هو اختيار العمر يجعلك في أخذ وردّ لعلك تكون قد أغفلت شيئاً أو ضيّعت على نفسك فرصاً أكبر لفتيات أكثر جمالاً أو حسباً أو ديناً أو ذكاء وثقافة... إلخ. عزيزي أقدّم لك مجموعة من الأسس لاختيار زوجة المستقبل لأرفع عن نفسك الحرج، ولأعيد إليك العوامل التي اتخذت على أساسها زوجتك وهي: 1- الدين: فيجب أن تتمتع المرأة بقدر جيّد من الدين تطمئن معه إلى أولادك معها وإلى تربيتهم، وتعلم أن هذا الجانب كفيل بأن تحفظك في مالك وعرضك في غيابك. وهو ما تحدّثت عنه في خطيبتك من أنها تحافظ على أسس الدين وتتمتع بقدر جيّد من الخجل الفطري المحوط ببركة الصلاة والذكر. وكل منكما يعين الآخر على الاستزادة منها في حياتكم المقبلة إن شاء الله. 2- الحسب: وهنا تبحث عن الأصل الطيب والمنبت المبارك، وليس أهل الأصول من ترتفع درجاتهم الاجتماعية وأموالهم؛ لكنهم أصحاب التربية الطيبة والتعامل والعشرة الحسنة، الذين ربوْا أبناءهم على الفضيلة. 3- التكافؤ: وهذه المسألة تحتاج لوقفة قليلة؛ لأن الناس تظن أن التكافؤ هو التطابق؛ وأقول لك إن التكافؤ هو مجرد التقارب الفكري والاجتماعي والنفسي بما ييسر لكما تفاهماً في المستقبل وسعادة في كل وقت، وهذا التقارب معناه فهم كل منكما للآخر وتقديره له ولمشاعره، وسعيه لتلبيتها بالطريقة التي يحتاجها الطرف الآخر، وأن لا يجد أحد في طرفه الثاني ما يخجل منه يوماً أمام الناس. 4- المظهر: وهذا المظهر لا يمكن لأحد أن يتّفق مع غيره فيه فكل رجل له مواصفاته في فتاته؛ وليس هذا من العيب في شيء؛ فإن من صفات الزوجة المباركة أن تسرّك إذا نظرت إليها كما أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم؛ لكن احرص على أن تكون هذه المواصفات الشكلية تدور في الإطار العام لذوقك ولما تتمناه في زوجتك دون مغالاة؛ فإنه لا يملئ عين ابن آدام إلا التراب، ونفس الرجل دائمة التطلع إلى الجميل من بنات حواء -وهن كثيرات لا ينتهين إلا بانتهاء العالم- فانتقي لنفسك من تشبع نفسك وتكفل لك السعادة على ما تتصوره إن شاء الله. عزيزي.. بعد أن تنتهي من كل هذه الأسس وتفكّر فيها وتختارها بعناية -وأظنك لم تغفل أيا منها- فإن عليك أن تمضي متوكلاً على الله في طريق سعادتك دون الالتفات لمخاوف المجهول؛ مادام لم يستجد أمر أو طارئ أو معلومة جوهرية تهدم أياً من هذه الأسس. بارك الله لك وحماك وهدى لك نفسك ووفقك لما فيه الخير.