السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أود في البداية توجيه شكري العميق لكم... أنا شاب ابلغ من العمر 27 عام وأحببت فتاة في الجامعة وتعلقت بها وتعلقت بي لأشد الدرجات وتقدمت لخطبتها رغم أنى وقتها كنت لا أملك أي شيء سوى ثمن خاتم للخطوبة. ورفضني أهلها مرات عدة لأنهم من طبقة تعلو طبقتنا ماديا ولذلك بحثت عن السفر كمنقذ لأزمتي مع أهلها. ولا أنكر بأن فتاتي تمسكت بي إلى أن وافقوا قبل سفري بأيام وتم المراد وبعد السفر تعثرت كثيرا وكانت فتاتي مثابرة معي؛ لا أعلم هل لأنها كانت في فترة مراهقة ولا تريد مني سوى كلمات الحب أم ماذا فكان لدي وقتها 22 عام وهي 19 عام وبعد ذلك كثرت المشاكل بيننا أولا للشك لما حدث بيننا من تجاوزات ثم بسبب البعد وتدخلت أمها وحاولت بكل الطرق إنهاء ما بيننا وذلك لوجود فرص كثيرة قامت بالتدخل بيني وبين فتاتي بسبب المشاكل. ثم جاءت آخر مشكلة وهي عدم إمكانية نزولي لأن وقتها كنت مخير بين شيئين إما أن أنزل ويضيع ما وفرته من عملي أو استمر للسنة الثالثة لأوفر ويعلم الله أنني كنت أعمل 18 ساعة يوميا وحرمت نفسي من كل شيء لأوفر لها. وكنت أحس بمرارة الغربة إلى أن اتخذت القرار أن أنزل إجازة وقبل نزولي حدثت مشكلة بيننا وانتهت بقولي وقولها أن ننهي العلاقة وكانت مشكلة كباقي المشاكل. وعندما طلبتها على التليفون وجدت جميع تليفوناتها مقفلة فأحسست أنها تم خطبتها وهذا إحساس من عند الله وأكد لي صديقي هذا. ثم نزلت واتصلت بها وبلغ بي الأمر بالتوسل لها أن لا تقدم على هذا الخطأ وينتهي ما بيننا ولكنها لم تستجب ودارت سنتين ولم أنس حبها كل يوم أفكر وأفكر أنها مع غيري بعدما أوهمتني أنها تزوجت. ثم جاء الله بفرجه ومن عليّ وأصبحت أمتلك نصف شركة في إحدى دول الخليج ثم فتحت شركة أخرى في دولة خليج أخرى واستطعت أن أحضر شقة وسيارة وكل ما يتمناه أي شاب وأنا سني 27 عام و الحمد لله. ولكن في ظل أنني لا أنسى حبها سمعت من صديقي أنها فسخت خطبتها ولم تتزوج ثم حاولت الاتصال بي وصددتها. ولكني لا أشعر بطعم السعادة ولا أشعر بأي فتاة أخرى ولا تعني لي الدنيا شيئا منذ أن افترقنا وليس منذ أن حاولت الاتصال بي ويعلم الله أنني أحس بنفسي أنني معلق بين الأحياء والأموات. ولا أعرف ماذا أفعل هل أرجع لها أم أتزوج من فتاة لا أشعر بها لأنني تعبت من عيشة العازب وأريد أن يكون لي بيت. وأرجو الرد على وشكرا جدا لكم.
ahmed
وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته، مرحبا بك صديق "بص وطل" وفقك الله ورزقك السعادة وراحة البال. أسوأ ما في مشاعر الحب أن تقترن بمشاعر الحيرة والألم، لكن هناك شيء واحد لابد وأن نعيه جيدا وهو أن الزواج رزق من عند الله، كما أن الإنسان خطاء وخير الخطاءين التوابين. في البداية أؤمن بأنك إذا أردت الحكم على إنسان فعليك ملاحظة تعاملاته مع الآخرين قبل أن تلاحظ معاملاته معك، كما أؤمن بأن التوافق بين الأسرتين عنصر أساسي لنجاح الزواج وإضفاء الراحة النفسية على الطرفين. ورجاء أخي لا تفكر في الارتباط بإنسانة لا يربطك بها أي مشاعر طيبة أو احترام وراحة نفسية، لا تعالج المشكلة بكارثة، فتظلم نفسك وتظلم الإنسانة التي سترتبط بها ظلما ستكون عواقبه وخيمة وأصعب بكثير مما أنت فيه. الفتاة بالفعل كانت صغيرة في السن لكن هذا لا يعني أن شخصيتها لم تتكون بعد، بل أن جميع تصرفاتها هي ترجمة لشخصيتها وطريقتها في التفكير وحدك تستطيع الإجابة على هذه التساؤلات ومن حسن الحظ أنكما كنتما زملاء دراسة، وأنت وحدك تستطيع الحكم على الفتاة، من خلال تعاملاتها ليس معك بل مع كل من حولها. ما هي طموحاتها وأحلامها، وما طبيعة علاقتها بكل من حولها خاصة صديقتها، هل كانت تصادق فقط على أساس المستوى المادي أم الأخلاقي وتقارب الشخصية والطباع. هل هي من الفتيات المتحملة للمسئولية والتي تراعي الله في تعاملاتها، أم أنها من الفتيات التي تبحث عن المال قبل أي شيء آخر، فقط هذه الفتاة عليك الابتعاد عنها تماما. أما إذا كانت فتاة متواضعة وطموحاتها لا تتعدى الحدود ولا تتعامل مع الناس بصفة عامة على أساس الماديات، فهذا يدل على حسن معدنها وعلى أن صغر سنها وقلة خبرتها وإرضائها لأسرتها كانت دوافعها للابتعاد عنك. أخي الكريم من منا لم يخطئ وإذا كان الغفور الرحيم يسامحنا على ذلاتنا بشرط أن نعترف بذنوبنا ورد المظالم لأهلها، فكيف لنا أن لا نسامح الآخرين. نصيحتي لك أن تسترجع شريط الذكريات فإذا كانت الفتاة بشكل عام لا يمكن وصفها بالشخصية المادية، فعليك أن تمنحها فرصة الدفاع عن نفسها. هذا اللقاء سيكون سلاح ذو حدين الأول أن تمنحك هذه الفرصة ثقة أكبر في حبك للفتاة، أو أن تكتشف أن الممنوع مرغوب وأنك تعلقت بشخصية وهمية، وأن بعد الفتاة فقط هو الدافع الوحيد لهذا التعلق. سبحان الله في أحيان كثيرة نعتقد أن شخصا واحد لن نستطيع استكمال الحياة بدونه وهذه الفكرة وحدها كفيلة بتدمير حياتنا فلا نجد أي رغبة في التعرف على عيوبه أو مزاياه. ضع في اعتبارك أن الزواج قسمة ونصيب وأن الله وحده يريد الخير لنا، لذا فكل ما عليك أن تصلي صلاة استخارة بقلب خاشع وثقة في أن اختيار الله هو الخير. لا تجعل الفتاة حلما لا تستطيع الاقتراب منه وتحدث معها ولاحظ أسلوبها في الحديث حتى تساؤلاتها، ولا تظهر لك مستواك المادي الحالي بشكل كامل حتى لا تعود وتشعر بأنها رجعت لك بسبب ارتفاع مستواك المادي. وفقك الله للزوجة الصالحة التي تختارك لدينك وشخصك وأخلاقك قبل مادياتك.