السلام عليكم أنا عندي مشكلة وأتمنى منكم الحل.. أنا متزوجة من سنة وعندي بنت، وزوجي راجل محترم وبيعاملني كويس جدا الحمد لله، المشكلة عندي مادية.. يعني أنا كنت في بيت والدي مستوايَ المادي أحسن من دلوقتي، وممكن تيجي أيام مايكونش معايا فلوس، وده عامل لي أزمة نفسية لأني مش واخدة على كده. بس دي فترة مؤقتة لحد أول السنة إن شاء الله، بس أنا مابقتش قادرة أستحمل. المشكلة التانية هي إن أختي اتخطبت لواحد وهتتجوز كمان شهر، وخطيبها بيجيب لها حاجات كتير دهب، وجاب لها لاب توب، أنا زوجي مش بيجيب لي حاجات من دي علشان مافيش فلوس. أنا عارفة إن ظروفه كده وعارفة إني المفروض مابصش لحد بس غصب عني، هو كمان ماجابليش شبكة، كان نفسي يجيب لي حاجات كتير بس كل حاجة مافيش فلوس.. أنا نفسي تقولوا لي كلام يريحني ومايخلنيش أفكر غير في زوجي ومعاملته ومابصش لحد، لأنه بيحترمني جدا. أنا كان نفسي تكون حالتنا المادية أحسن من كده، بصراحة أنا مابحبش حد يكون أحسن مني.. أرجوكم ريحوني. المشكلة التالتة هي إن والدي لما جهزني كان بيسمّ بَدَني بالكلام، ومش بيجيب لي اللي أنا عايزاه وبيزعق لما أطلب منه حاجة في الجهاز، والله أنا عمري ما زعقت معاه ولا اتخانقت، وكنت ناجحة جدا في دراستي ومع ذلك كان بيعمل معايا كده، وجاب لي حاجات أنا ماكنتش عايزاها وسكت علشان مازعقش معاه ويبقي حرام عليّ. لكن دلوقتي بقي أختي اللي بتتجوز بتزعق معاه وبتتخانق وبتعلي صوتها، وكانت تعباهم أوي في ثانوي لحد ما خلصت دراستها، ومع ذلك جاب لها كل اللي هي عايزاه علشان بتزعق مش بتسكت زيي. الصح إيه؟ إني كان لازم أزعق وأتخانق وأطالب بالحاجات دي، ولا الصح إني سكتت ومارضتش أرد عليه؟ أرجوكم ريحوني لأني دلوقتي من جوايا زعلانة منه أوي.. ومش بابقي عايزة أتكلم.. أرجوكم ريحوني.
resalam
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته صديقة "بص وطل" العزيزة.. أما بعد.. عز عليّ صديقتي أن يتمكن منك الشيطان ويصور لك الحقائق بالملقوب وتتصورين أن قلة الحياء مع الوالد شطارة، في حين جعل سبحانه وتعالى رضا الوالدين وطاعتهما من رضاه عز وجل وطاعته. قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. يعني أختك اختارت معصية الله بفرض حاجيات زائلة على أبيك ربما كلّفته ما لا يطيق، فهل تحبين الماديات في مقابل رضا أبوك، ورضا ربك؟ وهل جزاء التربية الحسنة والتعليم والمساعدة في الزواج ما تفعل أختك التي ابتلاها الله عز وجل بخطيب مقتدر يحضر إليها ما تتمناه لتتطاول على الوالد وتفرض عليه ما يقدر وما لا يقدر ليكون لها الماديات؟ في مقابل ما أعطاك الله عز وجل من الحب والاحترام والطفلة الجميلة التي على يديك؟! وهل سيكون عقابها عند حدود الحرمان من رحمته، والعقاب على كبيرة من الكبائر وهي العقوق؟ وفيمَ فرضت الرأي والقبح على أبيها يا ترى؟! في أشياء تأكلها النار ولا يبقى منها شيء في مقابل ما فعلته أنت من رضا النفس، والرضا بالقليل حتى يعوضك الله على صبرك بالغنى من مال حلال، ويظل مع المال الوفير الحب والحنان إن شاء الله. لا تنظري صديقتي إلى ما في يد أختك من أشياء، فمن الجهل وعدم الرضا بالنصيب أن ينظر الإنسان بعين الحرمان على ما في يد الناس، فهذا شكوى من الله بأنه غير عادل أعطى غيرك ما تشتاق إليه نفسك، مع أنك تملكين الأحسن والأبقى. كذلك صديقتي قلة ذات اليد في المال الآن في حياتك الزوجية نعمة وليست نقمة، ميزة وليست عيبا لأسباب، منها: أن الله عز وجل سيجازيك بالصبر على ما لم تتعودي عليه من رغد العيش في سبيل الحفاظ على بيت الزوجية، وهذا الرجل الكريم زوجك الغني بالحب والاحترام. وأنه سيكون لك دورا في حياتك الزوجية عندما تكتشفين أنك بنيت حياتك الزوجية مع زوجك جنبا إلى جنب، هو بالعمل والكد وأنت بالصبر والحب. ونصيحتي لك صديقتي أن تقنعي بما لديك الآن من حب واحترام وقلة مال، فالكمال لله وحده عز وجل، وقولي لنفسك ليل نهار إن نعمة الحب والاحترام والذرية الصالحة والاستقرار لا يساويها مال الدنيا، وأتعس الناس في الحقيقة من يملكون المال وليس لديهم حب ولا احترام. كذلك صديقتي لا تقارني حالك بحال الآخرين وبالذات أختك، فلكل منا نصيب معلوم يختلف أبدا ولا يتشابه. واعلمي أن من نظر إلى حال الناس تصعب عليه حاله، ويشعر بالظلم والهوان، وهذه مشاعر هدّامة لن ترجع لك ما فات، ولن يمكنك تصحيح شيء، بل على العكس قد تحرمين من رضا أبيك، وتصبحين من العصاة، ولن يرضى الله عنك لعدم رضا أبوك عليك.. هذا من ناحية. من ناحية ثانية أنت والحمد لله في نعمة تحسدك عليها الكثيرات، فلا تتركي للشيطان عليك سبيلا يحرم عليك حياتك الحاضرة، وتقربي إلى الله بالطاعة والعبادة والعمل الصالح، ورضا الوالد الذي هو من رضا الله، وفوق كل ذلك حب الزوج واحترامه، وهذا الملاك الجميل الذي تحملين بين ذراعيك. وفقك الله في حياتك.