تواصلت شهية المخاطرة بالأسواق المالية إثر ارتفاع واسع النطاق لأسواق الأسهم الأسيوية عقب ارتفاع الأسهم الأمريكية على مدار الليلة. هذا وقد قاد الارتفاع في أسواق العملات الدولار النيوزلندي الذي ارتفع في أعقاب صدور بيانات الإسكان القوية التي أظهرت ارتفاع تصاريح البناء بنسبة 13% على أساس شهري خلال يوليو. وتبع النيوزلندي نظيريه الأسترالي والكندي عن كثب. كما يواصل الفرنك السويسري أداءه الضعيف ليكون الأسوأ أداءًا حيث يواصل المتداولون بالأسواق الابتعاد عن الملاذ الآمن وبفعل المخاوف باتخاذ البنك الوطني السويسري مزيد من الإجراءات لكبح جماح الفرنك، من بينها إمكانية زيادة حجم الودائع. أما الدولار الأمريكي فقد تراجع بوجه عام ولكن خسائره مقابل اليورو محدودة حتى الآن ولا يزال مؤشر الدولار فوق دعم قريب المدى عند 73.42 . ولا يزال اليورو يكافح من أجل مواصلة ارتفاعه الأخير مقابل الدولار والإسترليني. هذا وقد شعر المشترون على اليورو بخيبة أمل نوعًا ما بالتعليقات التشاؤمية من قبل رئيس البنك المركزي الأوروبي، تريشيه. حيث صرح في شهادته أمام البرلمان الأوروبي، في الوقت الذي من المرجح فيه أن تبقى معدلات التضخم فوق النسبة التي استهدفها البنك المركزي الأوربي ( 2%) في المدى القريب، ويراجع البنك توقعاته في المدى المتوسط ورؤيته بشأن التضخم. كما لاحظت الأسواق أيضًا أن تريشيه قد قلل من مستوى خطابه حيال " المخاطر الصعودية على استقرار الأسعار".ومن المنتظر أن تصدر التوقعات الجديدة للبنك خلال اجتماع سبتمبر وسوف تقلل المراجعات الهبوطية من التوقعات بمزيد من ارتفاع معدلات الفائدة من قبل البنك. ونعتقد أن المركزي الأوروبي سوف يبقي على معدلات الفائدة دون تغيير خلال عام 2012، والمزيد من توقعات البنك تصب في الإبقاء على معدلات الفائدة. ومن الناحية الفنية، نفضل أن نرى زوج (اليورو/ دولار) يتخلى عن مستوى 1.46، وزوج (اليورو/ إسترليني) يتخلى عن مستوى 0.89 قبل أن يؤكد مزيدًا من الارتفاع الضمني. ومن المنتظر أن تكون نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوح بالاحتياطي الفيدرالي FOMC عن التاسع من أغسطس هي الشغل الشاغل للأسواق اليوم. وهذا هو الاجتماع الذي غير فيه الفيدرالي من لغته ب " بتثبيت معدلات الفائدة عند أدنى مستوياتها حتى منتصف عام 2013 على الأقل"، ليحل محلها " فترة ممتدة" مع مزيد من الإطار الزمني الواضح. وقد عارض ثلاثة أعضاء باللجنة هذا القرار مفضلين استمرار الإبقاء على " لغة الفترة الممتدة" التي تم استخدامها خلال ستة عشر بيان سابق. من المنتظر الإعلان عن نتائج الاجتماع اليوم لتكشف النقاب عن الجدل الدائر بين أعضاء اللجنة فيما يتعلق بهذا التغيير الجذري. أثناء ذلك، كما أشار برنانك الأسبوع الماضي، سوف يتم تمديد فترة انعقاد إنعقاد لجنة السياسة النقدية بالفيدرالي ليوم آخر من أجل السماح بمزيد من المناقشات فيما يتعلق بمزيد من التسهيلات النقدية خلال الربع الثالث. كما ستعطي نتائج الاجتماع اليوم للأسواق تلميحات بشأن مدى صعوبة إقناع برنانك الأعضاء الآخرين بلجنة السياسة النقدية من أجل التصويت لصالح مزيد من إجراءات التحفيزات الاقتصادية، وما سيؤول إليه ذلك. وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، ارتفع مؤشر تصاريح البناء النيوزلندي بنسبة 13% على أساس شهري خلال شهر يوليو. فيما تراجع مؤشر الإنفاق الأسري بنسبة -2.1% خلال شهر يوليو على أساس سنوي، بينما ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.7% في حين تراجعت معدلات البطالة إلى 4.7% . ومن المنتظر أن تصدر قراءة مؤشر الرهون العقارية بالمملكة المتحدة، والمعروض النقدي M4 ومؤشرات الثقة بمنطقة اليورو خلال الفترة الأوروبية. كما ستصدر قراءات مؤشر العجز التجاري الكندي، و IPPI و RMPI، بالإضافة إلى مؤشر أسعار المنازل وفقًا لستاندرد آند بورز، ومؤشر ثقة المستهلك CBخلال وقت لاحق بالفترة الأمريكية. جدير بالذكر أن زوج (النيوزلندي /دولار ) إلى أعلى مستوى له اليوم عند 0.8536 حتى الآن ولا يزال ثابتًا. على الرغم من ذلك، من الملاحظ أن هيكل الارتداد من مستوى 0.7962 يبدو تصحيحيًا. ويتركز الاستهداف الأول عند ارتداد بنسبة 61.8% من مستوى 0.7962 إلى مستوى 0.8410عند مستوى 0.8538. كما يحتمل انعكاس زوج (النيوزلندي /دولار) بين مستوى 0.8538 وارتداد بنسبة 100% عند مستوى 0.8709 ليستهل هبوطًا آخر في مواصلة التصحيح من مستوى ارتفاع عند 0.8842. ومن ثم، نتطلع إلى انعكاس للتداول خلال الارتفاع المقبل. وسوف يحول اختراق مستوى 0.8261 الرؤية نحو الهبوط إلى مستوى 0.7962 وتحت ذلك المستوى.