تبقى قبرص تحت الاضواء مباشرة، خصوصا بعد الكشف أخيراً عن نيتها بيع الجزء الاكبر من احتياطياتها من الذهب لمواجهة الأزمة المالية التي ترزح تحتها. وتتجه قبرص لبيع اكثر من 400 مليون يورو من احتياطياتها من الذهب لتمويل جزء من برنامج الدعم المالي، وذلك بحسب اوراق اللجنة الاوروبية. تكمن اهمية هذا التحرك كونه الاكبر اوروبيا خلال السنوات الاربع الاخيرة. ورغم وجود عقبات دون بيع البنوك المركزية الاوروبية لاحتياطياتها من الذهب، الا ان هذا التحرك يلقي الضوء على دول اوروبية اخرى تشكو من الديون وهي تملك في المقابل احتياطيات من الذهب. هذا التحرّك هو الأول الذي تعلن عنه دولة اوروبية، رغم انه ليس بالكمية الكبرى، ويتراوح حوالي 10.36 طن من الذهب، بحسب الاسعار الحالية التي تدور حول مستوى 1558 دولارا للاونصة. وكانت فرنسا باعت في النصف الاول من العام 2009 نحو 17.4 طنا من الذهب. اما حجم الاحتياطيات الذهبية القبرصية فكانت نحو 13.9 طنا في نهاية شهر شباط الماضي اي ان قبرص تنوي بيع الجزء الاكبر من احتياطياتها من الذهب. ولا يتوقع ان تؤثر المبيعات القبرصية من الذهب كثيرا على اسعار الذهب في الاسواق العالمية. غير ان الاتجاه العام لهذه الاسعار بصرف النظر عن التحرك القبرصي تبقى نزولية بحسب الخبراء العالميين وخصوصا بعد التوجه الاميركي نحو ابطاء عملية اعادة شراء السندات الحكومية لتحفيز الاقتصاد على ان تتوقف عن ذلك مع نهاية العام الحالي. كما ان تحسن النمو الاقتصادي قد يحمل معه تحسين اسعار الفائدة العالمية. ويؤدي عادة رفع اسعار الفائدة الى انخفاض لأسعار الذهب. وتسلك الفضة اتجاها موازيا للذهب وهي الان مستقرة تقريبا حول مستوى 28 دولارا للاونصة.