مع اقترابنا من نهاية هذا الأسبوع يتراجع الدولار الأمريكي بشكل حاد اليوم مقلصا بعض المكاسب التي حققها خلال الأسبوع، حيث انتشر التفاؤل في الأسواق إثر أن الأمم الأوروبية تبذل جهدها لمنع أزمة الديون من الانتشار أكثر. لكن العيون مركزة على مجلس النواب الإيطالي و صويت الثقة على حكوموة مونتي الجديدة. افتتح مؤشر الدولار الأمريكي (USDIX) جلسته لهذا اليوم على سعر 78.31 وسجل أعلى مستوى له عند 78.33 وأدنى مستوى عند 77.61، وهو يتداول حالياً عند مستويات 77.62. التفاؤل الطفيف الملحوظ في الأسواق تدفعه الخطوات الجادة التي اتخذتها كل من إيطاليا واليونان، حيث كلا البلدين بدأتا بالتنفيذ السريع للتدابير المطلوبة لتجنب أزمة أعمق من الديون، حيث قامت إيطاليا بتسريع تنفيذ التدابير التقشفية والتي يتوقع التصويت عليها تصويتاً نهائياً من قبل مجلس النواب اليوم. وإثر ذلك سيحصل ماريو مونتي رئيس الوزراء الإيطالي الجديد على الضوء الأخضر لتطبيق وفرض خفض الإنفاق في محاولة لإنقاذ البلاد من اللحاق باليونان والوقوع في المخاطر نفسها. أما اليونان من ناحية أخرى فقد تقدمت خطوة أخرى للأمام من حيث تطبيق تدابير التقشف إذ تعمل الحكومة اليونانية بأسرع ما يمكن للحصول على الدفعة السادسة من خطة الإنقاذ، حيث الهدف الرئيسي لرئيس الوزراء اليوناني الحالي لوكاس باباديموس وهو أيضاً النائب السابق لرئيس البنك المركزي الأوروبي هو الحصول على مساعدات مالية، لاحتمالية دخول البلاد في حالة إفلاس قبيل الشهر القادم دون أي دعم مالي. انتعش الدولار الأمريكي بشكل حاد في الاتجاه الصاعد هذا الأسبوع لارتفاع عائدات السندات الإيطالية والتي تبعها أيضاً ارتفاع في عائدات السندات الفرنسية والإسبانية، حيث اتجه المستثمرون إلى العملات ذات العائد المنخفض لتدهور شهيتهم للمخاطرة، الأمر الذي يعكس سلبياً على الطلب للعملات المعروفة المهددة وينشر الخسائر في جميع المجالات. بدأ مؤشر الدولار الأمريكي هذا الأسبوع تداولاته عند مستوى 76.66 مسجلاً أعلى مستوى له عند 78.46 وأدنى مستوى عند 76.66 وهو في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية تمتد لتلك المسجلة خلال الأسبوعين الماضيين. ومع ذلك فقد اشترى البنك المركزي الأوروبي سندات إيطالية وإسبانية لمنع انتشار المزيد من التشاؤم، حيث ارتفاع عائدات وتكاليف الاقتراض للدول المثقلة بالديون قد يؤدي إلى تفاقم أزماتها إذ قد لا تتمكن هذه الدول من الدخول إلى أسواق رأس المال في المدى القريب إن بقيت عائدات السندات والاقتراض في ارتفاع. وحتى لو تمكنت من ذلك فقد تؤدي بهم العائدات المتقلبة إلى مشاكل أكبر لأنها عبارة عن مزيد من الديون وتضطرهم لدفع المزيد عن كل يورو يتم اقتراضه. انتعش اليورو اليوم بعد أن شهد تدهوراً خلال هذا الأسبوع حيث بعد افتتاح جلسة التداول على 1.3453 دولار أمريكي وصل زوج اليورو/دولار إلى مستوى مرتفع عند 1.3600 دولار بعد تسجيله لأدنى مستوى هو 1.3446 دولار، وهو حالياً يتداول قرب مستويات 1.3597 دولار أمريكي.