يرتفع سعر كل من الدولار الأمريكي و الفرنك السويسري و الين الياباني مقابل سلّة العملات الأجنبية، إذ أن هذه العملات الثلاث تعتبر عملات ذات عائد منخفض، منها أصول عرفت على أنها ملاذ الأموال الآمن كالفرنك السويسري، فيما الدولار يعتبر عملة يتجّه لها المتداولون مع ارتفاع التشاؤم في الأسواق باعتبار الدولار النقد الأول في العام، أما الين الياباني فعملة تستخدم لتزويد المتاجرة في الأصول المرتفعة العائد، و عندما تسود حالة التشاؤم يعود المتداولون لشرائه لتغطية المراكز المالية المكشوفة، بل أصبح المضاربون يستغلّون ذلك ليتجّهوا للين الياباني شراءً مع ارتفاع المخاوف في الأسواق في سبيل تحقيق مكاسب فرف سعر سوقي. لكن، يبدو أن الين الياباني تنحّى جانباً اليوم، فوصول سعر صرف الين الياباني إلى مستوى قياسي مقابل الدولار الأمريكي يوم أمس عند 76.27 ين للدولار الأمريكي الواحد، استحث البنك الياباني لأن يشير إلى أنه قد يتدخّل في أسواق صرف العملات للحد من ارتفاع سعر صرف الين مقابل العملات منها الدولار، إذ أن ارتفاع سعر صرف الين الياباني مضر في الاقتصاد الياباني. بذلك، عاد سعر صرف الين الياباني للانخفاض للدولار الأمريكي و نراه هذا اليوم يتداول في سلبية مقابل الدولار. ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم بعد ملامسته للأدنى عند سعر 77.15 ليحقق الأعلى حتى هذه اللحظة عند مستوى 77.78، لكن الدولار سرعان ما عاد للانخفاض قليلاً مقابل الين الياباني ليتداول في هذه اللحظات بين مستوى الدعم 77.10 و مستوى المقاومة 77.65، حيث أن أغلب حالات تدخل البنك الياباني في أسعار الصرف كانت خلال الجلسة الآسيوية و قريباً من نهايتها، مما جلب بعض المتداولين الآن لطلب الين الياباني. لكن، يبدو فعلاً بأن الين الياباني خارج المنافسة بين العملات الثلاث المنخفضة العائد و الشهيرة في الأسواق المالية. تدفقات من أوروبا و من المملكة المتحدة بل من العديد من الجهات في العالم تتطلب الفرنك السويسري، و حالة التشاؤم في الاقتصاد الدولي إلى جانب أزمة الديون السيادية الأوروبية تجعل العديد من المستثمرين الأوروبيين يتجّهون للفرنك السويسري كملاذ آمن و يتم استخدامه أيضاً كأصل مضاربي لدى بعض المضاربين بعد أداءه المدهش مقابل سلّة العملات الأجنبية خلال الفترة الماضية. هذا اليوم، ساعدت البيانات الاقتصادية التي أظهرت نمواً كبيراً في مبيعات التجزئة السويسرية و كذلك بيانات أفضل من التوقعات لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي، ساعدت الفرنك على استقطاب المزيد من الطلب. أظهر مؤشر مبيعات التجزئة السنوية ارتفاعاً في النمو إلى 7.4% فيما ارتفع مؤشر مدراء المشتريات على غير المتوقع من 52.5 إلى 53.5. لفرنك السويسري يتحدّى الدولار ! فنراه يتداول للأسبوع الثاني على التوالي و الشهر السابع على التوالي في ميل صاعد مقابل الدولار الأمريكي ليحقق هذا اليوم الأعلى قياسياً له مقابل الدولار. حيث نرى الدولار و قد انخفض اليوم مقابل الفرنك السويسري من مستوى 0.7855 إلى مستوى 0.7756 فرنك للدولار الأمريكي الواحد. إن كسر مستوى 0.8015 ثم مستوى الدعم 0.7920 قاد لكل هذه السلبية، و خلال الفترة المقبلة، قد يكون اختبار مستوى 0.7665 متاحاً بحسب التحليل الفني، و هذا الاحتمال يبقى قائماً بثبات التداول تحت 0.7965 و 0.8015 الفواصل الفنية الهامة جداً. صراع الدولار الأمريكي و الفرنك السويسري في إثبات الكفاءة مستمر، لكن نرى الفرنك السويسري حتى هذه اللحظة مستمر في الارتفاع حتى مقابل الدولار الأمريكي. قوّة الدولار الأمريكي التي تم اكتسابها بسبب طلب الدولار في ظل القلق تجاه النمو في الاقتصاد الدولي انعكست سلباً على اليورو. كذلك، أزمة الديون السيادية الأوروبية تحد من جاذبية اليورو بل تسبب ضغوطاً سلبية عليه دافعةً إياه للانخفاض مقابل العديد من العملات الأجنبية الأخرى، و كذلك مقابل الين الياباني و الفرنك السويسري إلى جانب الدولار. أظهرت بيانات أوروبا هذا اليوم استقرار في أسعار المنتجين لشهر حزيران، و هذا الاستقرار يعتبر سبباً للاعتقاد بان الضغوط على البنك المركزي الأوروبي تقل، و بذلك قد لا يكون البنك المركزي الأوروبي مجبراً على رفع سعر الفائدة في حال استمرت مستويات الأسعار في الانخفاض.
مقابل الدولار الأمريكي، انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم من الأعلى له عند سعر 1.4282 دولار إلى مستوى 1.4158 دولار لليورو الواحد، و ما زالت التداولات تميل بقوّة لصالح الدولار الأمريكي خصوصاً بعد أن حقق سعر صرف اليورو كسراً لمستوى الدعم 1.4215 دولار، حيث أن الثبات ما دون ذلك المستوى قد يقود الزوج لاختبار مستويات الدعم حول 1.4070 و ربما 1.4030 دولار لليورو الواحد. الجنيه الإسترليني لا يمكن ضمّه إلى قائمة العملات ذات العائد المرتفع، لكنه انخفض أيضاً مقابل الدولار و كذلك مقابل الفرنك و الين الياباني. و مقابل الدولار الأمريكي، انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني من 1.6328 نحو مستوى 1.6256 القريب جداً من مستوى الدعم 1.6250 و الذي بكسره قد تفتح أبواب موجة هابطة قوية جديدة، لكن دون الثبات تحت ذلك المستوى، تبقى فرص الاتجاه الهابط محدودة على زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي خصوصاً بعد أن أظهرت بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع البناء البريطاني انخفاضاً قليلاً مقارنة في التوقعات في قطاع البناء ظهر على المؤشر على شكل انخفاض من 53.6 إلى 53.5 نقطة. في ظل البيانات الإيجابية التي صدرت من سويسريا و رغبة المتداولين في الاتجاه نحو الفرنك كملاذ آمن، يتفوّق الفرنك على الدولار الأمريكي، فيما نرى الين الياباني انخفض أداءه بعض الشيء خصوصاً بعد أن قرر بنك اليابان ترك سعر الفائدة على ما هو عليه و نبّه لاحتمال تدخّله في أسواق العملات. في المقابل، الدولار الأمريكي يشهد موجة صاعدة وسط القلق في الأسواق تجاه التباطؤ الاقتصادي الدولي الذي يخشى المتداولون أن يكون سبباً لدفع الاقتصاد الدولي نحو الركود مجدداً. نحن في انتظار بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الجوهري، و هذا المؤشر يتم استخدامه من قبل الفيدرالي الأمريكي لتحديد اتجاه السياسات النقدية و المالية، و التوقعات تشير إلى احتمال ارتفاع في المؤشر من مستوى 1.2% إلى 1.4%، و قد تكون أي قيمة أعلى من هذه قادرة على دعم الدولار الأمريكي أكثر مقابل سلّة العملات. لكن، استمرار القلق تجاه أزمة الديون الأوروبية، و قلق المتداولين من كفاية خطط رفع سقف الدين العام الأمريكي و تقديرات المتداولين السلبية لانعكاس تخفيض الإنفاق الحكومي على الاقتصاد الأمريكي، أسباب قد تبقي على التشاؤم في الاقتصاد الدولي، و طالما بقي للتشاؤم مكاناً، فالعملات الثلاث ( الدولار و الفرنك و الين الياباني ) سوف تبقى المنافسة بينها فيما هي ترتفع كلها مقابل معظم العملات الأجنبية الأخرى.