«الوفد»: 200 عضو أبدوا رغبتهم الترشح في الانتخابات المقبلة.. وسندخل في تحالفات مع حزب الأغلبية    "السبائك الحديدية" تصدر غبار السليكا لليابان ب3.6 مليون دولار.. صور    النواب يوافق على موازنة الهيئة العامة لتخطيط مشروعات النقل للعام المالي 2025/2026    رئيس مصنع أبو زعبل: الدولة تهتم بالإنتاج الحربى ونحقق أرباحا مع تطوير الصناعات    ترامب عن بوتين: "يلعب بالنار" وصبري بدأ ينفد!    سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشرع في إجراءات ترحيل وسحب الجنسية من «عرب 48»    تشكيل فاركو أمام الأهلي في الدوري    اللجنة الأولمبية المصرية تعتمد أسماء رؤساء 13 لجنة    مانشستر يونايتد يتحرك لإنقاذ الفريق بعد موسم كارثي.. وكونيا أول الصفقات    ضبط 750 كيلو دواجن غير صالحة للاستهلاك الآدمي بدمياط    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان بمولودتها الثانية    كريم عبد العزيز: عايز اعمل فيلم يجمعني ب السقا وعز وأحمد حلمي عشان تولع"    دانا أبو شمسية: اتهامات حادة لنتنياهو بالفشل فى استعادة المحتجزين داخل الكنيست    الأوبرا تستضيف معرض «عاشق الطبيعة.. حلم جديد» للفنان وليد السقا بقاعة صلاح طاهر    حكم صلاة العيد يوم الجمعة.. أحمد كريمة يوضح    نائب وزير الصحة يوصي بمجازاة مسؤولين بمستشفيات في قنا.. ويمنح مهلة شهرًا لآخرين لتلافي السلبيات    محافظ الغربية: الجامعة الأهلية خطوة استراتيجية نحو تعليم متطور    رئيس وزراء كندا يؤكد سعي بلاده لإبرام اتفاق ثنائي جديد مع أمريكا لإلغاء الرسوم الجمركية    مسؤولة أممية: المدنيون بغزة يتعرضون للاستهداف المباشر    "جائزة الدانة للدراما 2025" تعلن قائمة الأعمال الدرامية والفنانين المرشحين للفوز بالجائزة في نسختها الثانية    المتهم بقتل طفلته في البانيو للمحكمة: والنبي إدوني إعدام.. والمحكمة تصدر قرارها    متى موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 في محافظات الجمهورية؟    دعاء الإفطار في اليوم الأول من ذي الحجة 2025    إغلاق 5 مراكز تعليمية غير مرخصة في الإسكندرية -صور    طارق عكاشة يعلن 25% من سكان العالم يعيشون فى أماكن بها حروب    الفيوم تحصد مراكز متقدمة في مسابقتي المبتكر الصغير والرائد المثالي    مواقيت الصلاة بمحافظات الجمهورية غدًا.. وأفضل أدعية العشر الأوائل (رددها قبل المغرب)    اتحاد الصناعات يبحث مع سفير بيلاروسيا التعاون بالصناعات الثقيلة والدوائية    عقوبة في الزمالك.. غيابات الأهلي.. تأجيل موقف السعيد.. واعتذار بسبب ميدو| نشرة الرياضة ½ اليوم    «زي النهارده» في 28 مايو 2010.. وفاة الأديب والسيناريست أسامة أنور عكاشة    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يرزقان ب «فادية»    عطل مفاجئ في صفقة انتقال عمرو الجزار من غزل المحلة إلى الأهلى    الاصلاح والنهضة توصي بتأهيل المرأة سياسيًا وتفعيل دور الأحزاب    الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لنصب مستوصف ميداني جنوب سوريا ل "دعم سكان المنطقة"    متى يبدأ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 1446؟    مدير «جنيف للدراسات»: تزاحم أوروبي أمريكي للاستثمار في سوريا    إيلون ماسك ينتقد مشروع قانون في أجندة ترامب التشريعية    محافظ الإسماعيلية يتابع أنشطة مديرية الزراعة ويؤكد دعم تنمية القطاع    طارق يحيي: لن ينصلح حال الزمالك إلا بالتعاقد مع لاعبين سوبر    رومانو: تاه يخضع للفحص الطبي تمهيدًا للانتقال إلى بايرن ميونخ    مصرع شخص أسفل عجلات قطار في بني سويف    طريقة عمل الموزة الضاني في الفرن لغداء فاخر    حرام شرعًا وغير أخلاقي.. «الإفتاء» توضح حكم التصوير مع المتوفى أو المحتضر    د.محمد سامى عبدالصادق: حقوق السربون بجامعة القاهرة تقدم أجيالا من القانونيين المؤهلين لترسيخ قيم الإنصاف وسيادة القانون والدفاع عن الحق.    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة مستجدات توصيات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان    5 أهداف مهمة لمبادرة الرواد الرقميون.. تعرف عليها    اسكواش - تتويج عسل ونوران جوهر بلقب بالم هيلز المفتوحة    الحكومة تطرح 4 آلاف سيارة تاكسي وربع نقل للشباب بدون جمارك وضرائب    سليمة القوى العقلية .. أسباب رفض دعوى حجر على الدكتورة نوال الدجوي    الإعدام لمتهم والسجن المشدد 15 عامًا لآخر ب«خلية داعش قنا»    حملة أمنية تضبط 400 قطعة سلاح وذخيرة خلال 24 ساعة    «بيت الزكاة والصدقات» يصرف 500 جنيه إضافية لمستحقي الإعانة الشهرية غدًا الخميس    وزير التعليم: 98 ألف فصل جديد وتوسّع في التكنولوجيا التطبيقية    صحة أسيوط تفحص 53 ألف مواطن للكشف عن الرمد الحبيبي المؤدي للعمى (صور)    وزير الخارجية يتوجه إلى المغرب لبحث تطوير العلاقات    الحماية المدنية بالقليوبية تسيطر على حريق مخزن بلاستيك بالخانكة| صور    قرار من «العمل» بشأن التقديم على بعض الوظائف القيادية داخل الوزارة    ألم في المعدة.. حظ برج الدلو اليوم 28 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دورسي يسعى الى منع تحويل «تويتر» موقعاً لحملات التضليل
نشر في صوت البلد يوم 07 - 06 - 2018

«...الأخبار الكاذبة تتفوق على الصحيحة في تويتر» وفق استنتاجات وردت في دراسة موسعة حول الأخبار الكاذبة نشرتها مجلة (Science) ونقلتها نشرة (The Atlantic).
فالأخبار المزيفة والقصص الملفقة والمفبركة، وفقاً للدراسة تصل إلى أكبر عدد من الناس وتخترق في شكل عميق الشبكات الاجتماعية، ولكنها تنتشر أسرع من البرق عبر (تويتر) لتميزه بالسرعة الفائقة في تداول الأخبار والمعلومات، ولعل هذا «أهم ميزاته وأسوأ عيوبه في آن»، وفق خبراء النيوميديا.
أظهرت الدراسة التي قام بها ثلاثة من الباحثين المرموقين بمعهد ماساشوسيتس للتقنية MIT بالولايات المتحدة الأمريكية «إن غالبية الأخبار الزائفة والإشاعات التي راجت على تويتر مصدرها، وسبب انتشارها هم البشر أنفسهم، وليس التطبيقات المبرمجة bots للتغريد الذاتي، ولإعادة التغريد، كما كان متوقعاً».
وتعتبر هذه الدراسة الأضخمَ في مجالها، حيث قضى الباحثون 11 عاماً– من 2006 إلى 2017– يتتبَّعون سلوك المغردين على (تويتر)، وردود أفعالهم تجاه مجموعات من الأخبار الصادقة والكاذبة.
ورصد الباحثون حوالى 126 ألف قصة ما بين زائفة وحقيقية، سرت بين أكثر من 3 ملايين مستخدم، بأكثر من 4.5 مليون تغريدة وإعادة تغريد.
أهمية هذه الدراسة تكمن في أن ست هيئات مستقلة متخصصة ساهمت في مساعدة الباحثين على تمييز الأخبار المزيفة من الحقيقية، وظهرت نسبة تطابق في مراجعاتها للأخبار المستخدمة في الدراسة تتراوح بين 95-98٪. وقال رئيس طاقم البحث سوروش فوسوغي» إن قصة مزيفة يمكن أن تصل إلى 1500 شخص بمعدل ست مرات أكثر من القصة الحقيقية».
أظهر التحليل الإحصائي للدراسة «أن الأخبار الزائفة تمتلك فرصة 70٪ أكبر الانتشار مقارنة بالصادقة»، وبالتالي أن «قدرة الأخبار الزائفة على الوصول لأكثر من ألف مستخدم أكبر بستة أمثال من نظيرتها الصادقة»!.
إضافة إلى الشائعات التي اتضح «أن لها القدرة على تحقيق سرعة إعادة التغريد بنسبة10-20 مرة أسرع من الحقائق»!
الكذب: الغرابة والعاطفة
رأى معدو الدراسة «أن ناشري الأخبار الكاذبة يلعبون على وترين حسّاسيْن. الأول يتمثل في إثارة الفضول بغرابة وجِدَّية الأخبار والقصص التي يروجونها، وابتكارها، مقارنة بالحقائق، والوقائع الصادقة، فيما الثاني يعتمد على استغلال العواطف من خلال نشر الصور والكليبات لضحايا مدنيين وأطفال تصورهم في أشكال مفجعة ناجمة عن تعرض مدنهم للقصف الجوي، وقد تكون من أحداثٍ أخرى لا علاقة لها بالحدث الذي يتم الحديث عنه، فيتداولها المغردون بدافع تأثرهم عاطفياً دون تمحيص.
احتلت الأخبار والقصص الزائفة المتعلقة بالسياسة المساحة الأكبر في الدراسة، فقد بلغت حوالى 45 ألفاً من أصل 126 ألفاً، وتركَّزت في المواسم السياسية المهمة مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية 2012 و2016.
وقد حظيتْ الأخبار السياسية الكاذبة بنسبة الانتشار الأعلى مقارنة بالأنواع الأخرى.
فمثلاً حققت القصص السياسية المفبركة نسبة 3 أضعاف باقي المجالات في الوصول إلى أكثر من 20 ألف مستخدم.
في سعيه لتعريف الأخبار الكاذبة رأى أحد معدي الدراسة البروفيسور سينان آرال» أن الأخبار المزيفة هي بطبيعتها غير عادية، وتنشر( قصص) غير معروفة، والناس بسجيتهم يميلون أكثر إلى تقبل وتبادل مثل هذا النوع من المعلومات».
وأضاف «إن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمقدورهم أن يجتذبوا انتباه أكبر في حال استخدامهم معلومات جديدة وغير معروفة حتى وإن شكوا في إمكانية كونها كاذبة».
وشدد البروفسور في التواصل السياسي في جامعة أوكسفورد راسموس كلايس نيلسن على «ضرورة إعادة تنظيف منظومتنا المعلوماتية خلال القرن الحالي».
دورسي وجيوش العابثين
في عدد من التغريدات في (تويتر) اعترف مؤسسه ومديره التنفيذي جاك دورسي بأن الموقع أصبح مكاناً «للظلم والتحرش وجيوش المتصيدين، والاستقطاب من خلال الروبوتات، والتنسيق البشري وحملات التضليل، وغرف الصدى الإعلامي التي لا تسعى سوى إلى بث روح الفرقة والانقسام» وقال «إن تويتر ليس سعيداً بالطريقة التي تعامل بها مع ما يجري في منصته».
إلا أن دورسي الذي أبدى امتعاضه من العبث ببيئة (تويتر) ارتكب نفس جريمة مؤسس فايسبوك زوكربرغ حين قام ببيع البيانات الشخصية لمستخدميه إلى شركة الاستشارات السياسية (كامبريدج أناليتكا) ،وهو ما كشفته صحيفة «صنداي تيليغراف» البريطانية. وأفادت بأن الباحث في «كامبريدج أناليتكا»، ألكسندر كوغان، اشترى البيانات من «تويتر» في 2015.
واعترفت «كامبريدج أناليتكا» أنها استخدمت «تويتر» في الإعلانات السياسية، لكنها أصرت على أنها وكالة تسويق تعتمد على البيانات ولا تتلاعب بالآراء السياسية.
تمتلك روسيا اليد الطولى في الترويج للأخبار والقصص الكاذبة في تويتر، فلقد كشف بحث نشر موقع (بي بي سي) الإلكتروني بعضاً من تفاصيله «إن حسابات في تويتر يشتبه بارتباطها بروسيا تم استخدامها بعد الهجمات الإرهابية الأربع في بريطانيا في العام 2017، بهدف التسبب بأضرار عميقة سياسية واجتماعية ونفسية، إضافة إلى زيادة النفوذ والتأثير».
وعثر باحثون من جامعة كارديف في ويلز على مئات الأخبار والإعلانات في 47 حساب كانت لها علاقات مباشرة بالكرملين. وقالوا «إن بعض الأخبار والقصص معادية للإسلام والمسلمين، وبعضها الآخر يتصف بطابعه الانتقادي للإسلام».
منصات التضليل روسية
عكف المحللون والباحثون في معهد دراسات الجريمة والأمن بجامعة كارديف على تحليل، وتصنيف ملايين من المعلومات والتعليقات والمنشورات التي تم جمعها من منصات مختلفة، ولكنهم توقفوا عند 70 حساب مثيرة للشكوك في تويتر، تبين أن 47 حساب منها كانت تمول من روسيا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة. وحدد الباحثون مجموعة من الاستنتاجات من بينها:
- إن 35 خبراً ومعلومة عن هجوم جسر ويستمنستر في آذار (مارس) وردت من هذه الحسابات.
- إن 293 خبراً ومنشوراً وقصة نشرتها هذه الحسابات بعد انفجار آرينا غراندي في مانشستر.
- إن140 خبراً وقصة تداولتها هذه الحسابات بعد هجوم لندن بريدج.
- إن 7 أخبار انتشرت في شكل واسع بعد هجوم فينسبري كان مصدرها هذه الحسابات.
- إن هذه الأخبار التي وصل عددها إلى 475 تم إعادة تغريدها لأكثر من 153 ألف مرة من حسابات أخرى.
يقول الصحفي رون جونسون في كتاب صدر له بعنوان ( العار) إن «حركات الجموع تبعث شعائر درست وطويت».
وأضاف «كنا في بداية تجدد المهانة العامة، بعد سكون وانحسار داما 180 سنة بخطى حثيثة.
وحين ترمي بالعار أحداً، يستعمل آلة مفرطة القوة. وآلتنا قامعة، لا حدود تصدها، ويتعاظم نفوذها وسرعتها.
وهي تسوي المراتب، وتجعل في متناول الجموع الصامتة صوتا، وتنصب لها قوس محكمة عادلة».
يشبه رونسون الشبكات الاجتماعية أو مستعمليها، بمنصات «تشهير رقمية تكبل ضحاياها بالسلاسل، وترغمها، بواسطة أنظمة العلاقات والبلاغات على مواجهة جمهور عدائي، وموقع أو رتبة الضحية في آخر المطاف لا اعتبار لها».
أن دراسة تحليلية دقيقة لميكانيزم استخدام الحسابات في (تويتر)، تكشف عن أن الكثير من الأخبار الكاذبة يتم تغريدها مباشرة لشخصيات مشهورة، على سبيل المثال الكاتبة جوان رولينغ مؤلفة هاري بوتر لكي يتطلع عليها متابعوها على المنصة»، أو إلى زعيم (الرابطة الإنكليزية للدفاع) المعادية للمسلمين تومي روبنسن، أو إلى زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للوحدة الأوروبية (UKIP) نايجل فاراج.
ووفقاً لما ورد في دراسة جامعة كارديف من براهين وأدلة، فأن» حملات الترويج للأخبار الكاذبة على تويتر تستند إلى استراتيجية معدة بعناية للتواصل السياسي هدفها الرئيسي رفع منسوب الأضرار، وتأليب الرأي العام على الحكم في محاولة لتقويض الديمقراطية والتعددية في المجتمع البريطاني بعد العمليات الإرهابية».
وذكرت البروفيسورة في جامعة سوانزي البريطانية ساشا تالافيرا في تصريح لإذاعة بي بي سي»، إذا أخذنا بيانات محددة كعينات سنلاحظ فعالية ونشاطاً غير مألوف في تويتر: زيادة في حجم وعدد الحسابات الوهمية التي تنشر وتروج معلومات وأخبار متحيزة».
إجراءات وتوقعات
في سياق جهودها لمكافحة الأخبار الكاذبة ذكرت إدارة تويتر على مدونة الموقع الرسمية على شبكة الإنترنت، أن طواقمها قامت بمتابعة نشاطات هيئة روسية حكومية تدعى «الوكالة الدولية للبحث– IRِA= International Research Agency»، تابعة للحكومة الروسية، وظهر أنها كانت تدير أنشطة مشبوهة على الموقع أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية أواخر 2016، ما استدعى إرسال تنبيهات إلى آلاف المستخدمين الذين تفاعلوا بكثرة مع حوالى 4 آلاف حساب تديرها الوكالة الروسية، بمختلف أشكال التفاعل (الإعجاب– الرد– إعادة التغريد،... إلخ)، وكذلك من كانوا يتابعون بعض هذه الحسابات ال3810 لحظة قيام إدارة تويتر بتعليقها لمخالفتها القواعد المنظمة لبيئة الموقع.
ووفقاً لمدونة الموقع فلقد وصل عدد الحسابات التي تلقَّت حوالى 1.4 مليون حساب. الشيء اللافت هو أن عملية التنبيه ستشمل مراجعة لنشاط هذه الحسابات لتمييز من تفاعل تلقائياً مع الحسابات دون معرفة بنشاطها المشبوه، ومن كان جزءاً من نشاطها.
واتخذت المزيد من الإجراءات الرامية لتنظيف الموقع من «الأنشطة المشبوهة– spamming» لأنها أفسدت الأجواء التلقائية للتواصل.
تسعى إدارة ( تويتر) وفق ما ذكره دورسي من أجل» إيجاد حل شامل من خلال محاولة قياس مدى صحة الحوارات التي تدور عبر منصته، فأدوات القياس التي صممت بالتعاون مع خبراء خارجيين من المفترض أن تساعد في ابتداع خدمة للتخلص من كل ما يسئ من دون الحاجة إلى فرض رقابة».
ما يفعله دورسي لمعالجة هذه المشكلة يختلف عن النهج الذي يتبعه مؤسس فيسبوك زوكربرغ الذي طاف في أرجاء الولايات المتحدة ليستمع إلى آراء المستخدمين، كما اخترع بعض الحلول الممكنة مثل العمل مع مدققي الحقائق لتحديد الأخبار الزائفة والتركيز على المحتوى الصادر عن الأصدقاء، وليس الصادر عن الناشرين، إضافة إلى وضع المحتوى الصادر عن الناشرين في شبكة إخبارية منفصلة».
في مقال له نشرته وكالة بلومبيرغ شكك المعلق الأميركي ليونيد بيرشيدسكي في «إمكانية أن تكون هذه الإجراءات كافية لحل المشكلة. ويفيد بحث أجرته مؤسسة نيلسون المختصة بأبحاث الإعلام بالتعاون مع شركة بيفوتال البحثية «أن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على موقع تويتر في العام 2017 تراجع بنسبة 14 في المائة، فيما تراجعت نسبة اهتمامهم بمحتواه بنسبة 0.8 في المائة مقارنة بنسبة 1.1 في المئة».
«...الأخبار الكاذبة تتفوق على الصحيحة في تويتر» وفق استنتاجات وردت في دراسة موسعة حول الأخبار الكاذبة نشرتها مجلة (Science) ونقلتها نشرة (The Atlantic).
فالأخبار المزيفة والقصص الملفقة والمفبركة، وفقاً للدراسة تصل إلى أكبر عدد من الناس وتخترق في شكل عميق الشبكات الاجتماعية، ولكنها تنتشر أسرع من البرق عبر (تويتر) لتميزه بالسرعة الفائقة في تداول الأخبار والمعلومات، ولعل هذا «أهم ميزاته وأسوأ عيوبه في آن»، وفق خبراء النيوميديا.
أظهرت الدراسة التي قام بها ثلاثة من الباحثين المرموقين بمعهد ماساشوسيتس للتقنية MIT بالولايات المتحدة الأمريكية «إن غالبية الأخبار الزائفة والإشاعات التي راجت على تويتر مصدرها، وسبب انتشارها هم البشر أنفسهم، وليس التطبيقات المبرمجة bots للتغريد الذاتي، ولإعادة التغريد، كما كان متوقعاً».
وتعتبر هذه الدراسة الأضخمَ في مجالها، حيث قضى الباحثون 11 عاماً– من 2006 إلى 2017– يتتبَّعون سلوك المغردين على (تويتر)، وردود أفعالهم تجاه مجموعات من الأخبار الصادقة والكاذبة.
ورصد الباحثون حوالى 126 ألف قصة ما بين زائفة وحقيقية، سرت بين أكثر من 3 ملايين مستخدم، بأكثر من 4.5 مليون تغريدة وإعادة تغريد.
أهمية هذه الدراسة تكمن في أن ست هيئات مستقلة متخصصة ساهمت في مساعدة الباحثين على تمييز الأخبار المزيفة من الحقيقية، وظهرت نسبة تطابق في مراجعاتها للأخبار المستخدمة في الدراسة تتراوح بين 95-98٪. وقال رئيس طاقم البحث سوروش فوسوغي» إن قصة مزيفة يمكن أن تصل إلى 1500 شخص بمعدل ست مرات أكثر من القصة الحقيقية».
أظهر التحليل الإحصائي للدراسة «أن الأخبار الزائفة تمتلك فرصة 70٪ أكبر الانتشار مقارنة بالصادقة»، وبالتالي أن «قدرة الأخبار الزائفة على الوصول لأكثر من ألف مستخدم أكبر بستة أمثال من نظيرتها الصادقة»!.
إضافة إلى الشائعات التي اتضح «أن لها القدرة على تحقيق سرعة إعادة التغريد بنسبة10-20 مرة أسرع من الحقائق»!
الكذب: الغرابة والعاطفة
رأى معدو الدراسة «أن ناشري الأخبار الكاذبة يلعبون على وترين حسّاسيْن. الأول يتمثل في إثارة الفضول بغرابة وجِدَّية الأخبار والقصص التي يروجونها، وابتكارها، مقارنة بالحقائق، والوقائع الصادقة، فيما الثاني يعتمد على استغلال العواطف من خلال نشر الصور والكليبات لضحايا مدنيين وأطفال تصورهم في أشكال مفجعة ناجمة عن تعرض مدنهم للقصف الجوي، وقد تكون من أحداثٍ أخرى لا علاقة لها بالحدث الذي يتم الحديث عنه، فيتداولها المغردون بدافع تأثرهم عاطفياً دون تمحيص.
احتلت الأخبار والقصص الزائفة المتعلقة بالسياسة المساحة الأكبر في الدراسة، فقد بلغت حوالى 45 ألفاً من أصل 126 ألفاً، وتركَّزت في المواسم السياسية المهمة مثل الانتخابات الرئاسية الأميركية 2012 و2016.
وقد حظيتْ الأخبار السياسية الكاذبة بنسبة الانتشار الأعلى مقارنة بالأنواع الأخرى.
فمثلاً حققت القصص السياسية المفبركة نسبة 3 أضعاف باقي المجالات في الوصول إلى أكثر من 20 ألف مستخدم.
في سعيه لتعريف الأخبار الكاذبة رأى أحد معدي الدراسة البروفيسور سينان آرال» أن الأخبار المزيفة هي بطبيعتها غير عادية، وتنشر( قصص) غير معروفة، والناس بسجيتهم يميلون أكثر إلى تقبل وتبادل مثل هذا النوع من المعلومات».
وأضاف «إن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بمقدورهم أن يجتذبوا انتباه أكبر في حال استخدامهم معلومات جديدة وغير معروفة حتى وإن شكوا في إمكانية كونها كاذبة».
وشدد البروفسور في التواصل السياسي في جامعة أوكسفورد راسموس كلايس نيلسن على «ضرورة إعادة تنظيف منظومتنا المعلوماتية خلال القرن الحالي».
دورسي وجيوش العابثين
في عدد من التغريدات في (تويتر) اعترف مؤسسه ومديره التنفيذي جاك دورسي بأن الموقع أصبح مكاناً «للظلم والتحرش وجيوش المتصيدين، والاستقطاب من خلال الروبوتات، والتنسيق البشري وحملات التضليل، وغرف الصدى الإعلامي التي لا تسعى سوى إلى بث روح الفرقة والانقسام» وقال «إن تويتر ليس سعيداً بالطريقة التي تعامل بها مع ما يجري في منصته».
إلا أن دورسي الذي أبدى امتعاضه من العبث ببيئة (تويتر) ارتكب نفس جريمة مؤسس فايسبوك زوكربرغ حين قام ببيع البيانات الشخصية لمستخدميه إلى شركة الاستشارات السياسية (كامبريدج أناليتكا) ،وهو ما كشفته صحيفة «صنداي تيليغراف» البريطانية. وأفادت بأن الباحث في «كامبريدج أناليتكا»، ألكسندر كوغان، اشترى البيانات من «تويتر» في 2015.
واعترفت «كامبريدج أناليتكا» أنها استخدمت «تويتر» في الإعلانات السياسية، لكنها أصرت على أنها وكالة تسويق تعتمد على البيانات ولا تتلاعب بالآراء السياسية.
تمتلك روسيا اليد الطولى في الترويج للأخبار والقصص الكاذبة في تويتر، فلقد كشف بحث نشر موقع (بي بي سي) الإلكتروني بعضاً من تفاصيله «إن حسابات في تويتر يشتبه بارتباطها بروسيا تم استخدامها بعد الهجمات الإرهابية الأربع في بريطانيا في العام 2017، بهدف التسبب بأضرار عميقة سياسية واجتماعية ونفسية، إضافة إلى زيادة النفوذ والتأثير».
وعثر باحثون من جامعة كارديف في ويلز على مئات الأخبار والإعلانات في 47 حساب كانت لها علاقات مباشرة بالكرملين. وقالوا «إن بعض الأخبار والقصص معادية للإسلام والمسلمين، وبعضها الآخر يتصف بطابعه الانتقادي للإسلام».
منصات التضليل روسية
عكف المحللون والباحثون في معهد دراسات الجريمة والأمن بجامعة كارديف على تحليل، وتصنيف ملايين من المعلومات والتعليقات والمنشورات التي تم جمعها من منصات مختلفة، ولكنهم توقفوا عند 70 حساب مثيرة للشكوك في تويتر، تبين أن 47 حساب منها كانت تمول من روسيا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة. وحدد الباحثون مجموعة من الاستنتاجات من بينها:
- إن 35 خبراً ومعلومة عن هجوم جسر ويستمنستر في آذار (مارس) وردت من هذه الحسابات.
- إن 293 خبراً ومنشوراً وقصة نشرتها هذه الحسابات بعد انفجار آرينا غراندي في مانشستر.
- إن140 خبراً وقصة تداولتها هذه الحسابات بعد هجوم لندن بريدج.
- إن 7 أخبار انتشرت في شكل واسع بعد هجوم فينسبري كان مصدرها هذه الحسابات.
- إن هذه الأخبار التي وصل عددها إلى 475 تم إعادة تغريدها لأكثر من 153 ألف مرة من حسابات أخرى.
يقول الصحفي رون جونسون في كتاب صدر له بعنوان ( العار) إن «حركات الجموع تبعث شعائر درست وطويت».
وأضاف «كنا في بداية تجدد المهانة العامة، بعد سكون وانحسار داما 180 سنة بخطى حثيثة.
وحين ترمي بالعار أحداً، يستعمل آلة مفرطة القوة. وآلتنا قامعة، لا حدود تصدها، ويتعاظم نفوذها وسرعتها.
وهي تسوي المراتب، وتجعل في متناول الجموع الصامتة صوتا، وتنصب لها قوس محكمة عادلة».
يشبه رونسون الشبكات الاجتماعية أو مستعمليها، بمنصات «تشهير رقمية تكبل ضحاياها بالسلاسل، وترغمها، بواسطة أنظمة العلاقات والبلاغات على مواجهة جمهور عدائي، وموقع أو رتبة الضحية في آخر المطاف لا اعتبار لها».
أن دراسة تحليلية دقيقة لميكانيزم استخدام الحسابات في (تويتر)، تكشف عن أن الكثير من الأخبار الكاذبة يتم تغريدها مباشرة لشخصيات مشهورة، على سبيل المثال الكاتبة جوان رولينغ مؤلفة هاري بوتر لكي يتطلع عليها متابعوها على المنصة»، أو إلى زعيم (الرابطة الإنكليزية للدفاع) المعادية للمسلمين تومي روبنسن، أو إلى زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للوحدة الأوروبية (UKIP) نايجل فاراج.
ووفقاً لما ورد في دراسة جامعة كارديف من براهين وأدلة، فأن» حملات الترويج للأخبار الكاذبة على تويتر تستند إلى استراتيجية معدة بعناية للتواصل السياسي هدفها الرئيسي رفع منسوب الأضرار، وتأليب الرأي العام على الحكم في محاولة لتقويض الديمقراطية والتعددية في المجتمع البريطاني بعد العمليات الإرهابية».
وذكرت البروفيسورة في جامعة سوانزي البريطانية ساشا تالافيرا في تصريح لإذاعة بي بي سي»، إذا أخذنا بيانات محددة كعينات سنلاحظ فعالية ونشاطاً غير مألوف في تويتر: زيادة في حجم وعدد الحسابات الوهمية التي تنشر وتروج معلومات وأخبار متحيزة».
إجراءات وتوقعات
في سياق جهودها لمكافحة الأخبار الكاذبة ذكرت إدارة تويتر على مدونة الموقع الرسمية على شبكة الإنترنت، أن طواقمها قامت بمتابعة نشاطات هيئة روسية حكومية تدعى «الوكالة الدولية للبحث– IRِA= International Research Agency»، تابعة للحكومة الروسية، وظهر أنها كانت تدير أنشطة مشبوهة على الموقع أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية أواخر 2016، ما استدعى إرسال تنبيهات إلى آلاف المستخدمين الذين تفاعلوا بكثرة مع حوالى 4 آلاف حساب تديرها الوكالة الروسية، بمختلف أشكال التفاعل (الإعجاب– الرد– إعادة التغريد،... إلخ)، وكذلك من كانوا يتابعون بعض هذه الحسابات ال3810 لحظة قيام إدارة تويتر بتعليقها لمخالفتها القواعد المنظمة لبيئة الموقع.
ووفقاً لمدونة الموقع فلقد وصل عدد الحسابات التي تلقَّت حوالى 1.4 مليون حساب. الشيء اللافت هو أن عملية التنبيه ستشمل مراجعة لنشاط هذه الحسابات لتمييز من تفاعل تلقائياً مع الحسابات دون معرفة بنشاطها المشبوه، ومن كان جزءاً من نشاطها.
واتخذت المزيد من الإجراءات الرامية لتنظيف الموقع من «الأنشطة المشبوهة– spamming» لأنها أفسدت الأجواء التلقائية للتواصل.
تسعى إدارة ( تويتر) وفق ما ذكره دورسي من أجل» إيجاد حل شامل من خلال محاولة قياس مدى صحة الحوارات التي تدور عبر منصته، فأدوات القياس التي صممت بالتعاون مع خبراء خارجيين من المفترض أن تساعد في ابتداع خدمة للتخلص من كل ما يسئ من دون الحاجة إلى فرض رقابة».
ما يفعله دورسي لمعالجة هذه المشكلة يختلف عن النهج الذي يتبعه مؤسس فيسبوك زوكربرغ الذي طاف في أرجاء الولايات المتحدة ليستمع إلى آراء المستخدمين، كما اخترع بعض الحلول الممكنة مثل العمل مع مدققي الحقائق لتحديد الأخبار الزائفة والتركيز على المحتوى الصادر عن الأصدقاء، وليس الصادر عن الناشرين، إضافة إلى وضع المحتوى الصادر عن الناشرين في شبكة إخبارية منفصلة».
في مقال له نشرته وكالة بلومبيرغ شكك المعلق الأميركي ليونيد بيرشيدسكي في «إمكانية أن تكون هذه الإجراءات كافية لحل المشكلة. ويفيد بحث أجرته مؤسسة نيلسون المختصة بأبحاث الإعلام بالتعاون مع شركة بيفوتال البحثية «أن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على موقع تويتر في العام 2017 تراجع بنسبة 14 في المائة، فيما تراجعت نسبة اهتمامهم بمحتواه بنسبة 0.8 في المائة مقارنة بنسبة 1.1 في المئة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.