يوسف معاطي يكشف سر رفض فيلم "حسن ومرقص" وهذا طلب البابا شنودة للموافقة (فيديو)    9 اختبارات تؤهلك للالتحاق بكلية الشرطة    10 تيسيرات من «الداخلية» للمُتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة 2025    هي دي مصر، رجال الشرطة بأسوان يساعدون النساء وكبار السن السودانيين لتسهيل عودتهم إلى بلادهم (فيديو)    باستثناء الرومي والشيدر، ارتفاع كبير يضرب جميع أصناف الجبن بالأسواق، وصل إلى 37 جنيها    وزير العمل: أي عامل بلا عقد سيُعتبر دائما.. والأجنبي لن يعمل إلا بتصريح    الأمم المتحدة: آخر شريان يُبقي الناس على قيد الحياة في غزة ينهار    وزير الخارجية الإيراني: لا يمكننا التخلي عن تخصيب اليورانيوم    البيت الأبيض: ترامب فوجئ بالغارات الإسرائيلية الأخيرة    البنتاجون يعلن سحب عناصر مشاة البحرية من لوس أنجلوس    زيلينسكي: الجولة الجديدة من المحادثات مع روسيا تنعقد في إسطنبول الأربعاء    «سيكون من العناصر الهامة».. عماد النحاس يكشف مفاجأة الأهلي في الموسم الجديد    أول تعليق من هداف الدوري الإيطالي بعد انضمامه إلى القادسية السعودي    أهلي جدة يحسم موقفه من المشاركة في السوبر السعودي بعد انسحاب الهلال    لاعب مفاجأة يخطف أنظار ريبيرو في معسكر الأهلي بتونس (تفاصيل)    رسالة نيدفيد لجماهير الأهلي بعد انتقاله لسيراميكا    الرابط الرسمي ل نتيجه الثانوية العامه 2025 عبر موقع وزارة التربية والتعليم فور اعتمادها    عودة القبة الحرارية، البحوث الزراعية يحذر من طقس الأربعاء ويثير المخاوف من ظاهرة "تنفس الظلام"    كنت بدور عليها ومش لاقياها، رانيا محمود ياسين تكشف حقيقة انفعالها على والدتها الفنانة شهيرة    «انهيار لغوي».. محمد سعيد محفوظ يرصد أخطاء بالجملة في بيان نقابة الموسيقيين ضد راغب علامة    إيمان العاصي تشارك في «قسمة العدل» والعرض خارج رمضان (تفاصيل)    في أول تجربة إخراجية.. محمد صلاح العزب يبدأ تصوير «سفاح التجمع» بطولة أحمد الفيشاوي    تامر أمين ل «فشخرنجية الساحل»: التباهي بالثراء حرام شرعا ويزيد الاحتقان المجتمعي    إسرائيل تقتحم منشآت تابعة لمنظمة الصحة العالمية في غزة وتحتجز موظفين    طريقة عمل الأرز البسمتي، في خطوات بسيطة وأحلى من الجاهز    دراسة "تبرئ" البيض من تهمة إيذاء القلب، ماذا قالت عن الكوليسترول الضار    سيمون توجّه رسالة حاسمة لجمهورها: لن أعلّق على ما لا يستحق    عضو مجلس شباب الزمالك بفلسطين: كايد يتمتع بإمكانيات كبيرة    لندن تعتزم فرض عقوبات على من يسهلون رحلات المهاجرين عبر القنال الإنجليزي    موعد مباراة ألمانيا وإسبانيا في نصف نهائي أمم أوروبا للسيدات والقناة الناقلة    جثة و3 مصابين في حادث تصادم ميكروباص وسيارة نصف نقل بالمنيا- صور    السفيرالمصري ببرلين يدعوا إلي زيارة مصرومشاهدة معالمها الأثرية والتاريخية والسياحية    فوز فريق كلية الذكاء الاصطناعي بالمركز الأول في الأولمبياد السابع للجامعات المصرية    وصول قطار العائدين السودانيين إلى محطة السد العالي في أسوان    محافظ شمال سيناء يستقبل وفد من دار الإفتاء المصرية    «خاتم فرعوني» عمره 3500 سنة يُعرض للبيع في مزاد بلندن بسعر بخس    التصريح بدفن جثة ربة منزل لقيت مصرعها خنقًا علي يد زوجها بالقليوبية    تفسير آية| «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا» الشعراوي يوضح سر وجود الإنسان وغاية خلقه    لا علاقة له ب العنف الجسدي.. أمين الفتوى يوضح معنى «واضربوهن»    مصرع شاب في مشاجرة بين تجار خُردة بالإسماعيلية.. والأمن يُلقي القبض على المتهم    الداخلية تعلن بدء التقديم لكلية الشرطة 2025-2026 إلكترونيًا    «جايب 6 أهداف في ست سنين».. أسامة حسن يطالب ببيع نجم الزمالك    رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يرحب ببيان دولي يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة    "مستقبل وطن" ينظم مؤتمرًا جماهيريًا بالشرقية لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ    الداخلية تكشف ملابسات فيديو يظهر شخصًا يمارس البلطجة باستخدام سلاح أبيض في المنوفية    الاحتلال يشن غارات متواصلة على دير البلح    الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 يوليو 2025    تنسيق الثانوية العامة 2025 علمي علوم.. مؤشرات كليات طب بيطري 2024 بالدرجات    برلمانيون: نائب رئيس "مستقبل وطن" يحظى بشعبية كبيرة في الشرقية (صور)    أول بيان من «الداخلية» بشأن فيديو مواطن تعدى بالضرب على زوجة شقيقه المتوفى للاستيلاء على أرض زراعية في البحيرة    إصابة 9 أشخاص بحالة إعياء بعد تناولهم وجبة عشاء في فرح ب الدقهلية    رئيس وزراء الكويت يستقبل كامل الوزير لبحث التعاون الاستثماري وتوسيع الشراكة الاقتصادية    التحقيق في وفاة سيدة مسنة إثر سقوطها من الطابق السادس بمستشفى طيبة بإسنا    ماذا قال عن بيان الاتحاد الفلسطيني؟.. وسام أبو علي يعتذر لجماهير الأهلي    سقوط سيارة نقل من معدية شرق التفريعة ببورسعيد وجهود لإنقاذ مستقليها    رسميا.. افتتاح وحدة مناظير أورام النساء بمستشفى 15 مايو التخصصي    ملتقى أزهري يكشف عن مظاهر الإعجاز في حديث القرآن عن الليل والنهار    هل النية شرط لصحة الوضوء؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خدعة زوكربرغ وبدائل «فايسبوك» الثلاثة
نشر في صوت البلد يوم 22 - 05 - 2018

بعد فضيحة استغلال شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية بيانات نحو خمسين مليون مستخدم في موقع شركة «فايسبوك»، أصبحت الاخيرة تحت ضغوط شديدة، وأدت إلى طرح تساؤلات ليس فقط بشأن علاقتها بهذا الأمر، وإنما أيضاً حول كامل ممارستها في جمع البيانات من مستخدمي شبكتها الاجتماعية.
أدت الفضيحة إلى انطلاق الدعوات لنزوح جماعي من «فايسبوك»، وأطلقت حملة على تويتر تحت اسم: «احذف فايسبوك - #deletefacebook». وأحد المبادرين بها هو الشريك المؤسس لواتساب براين أكتون. تعتبر فايسبوك التي تمتلك أكثر من بليوني مستخدم أكبر شبكة تواصل اجتماعي شعبية في العالم،ويستخدمها الملايين للتواصل مع العائلة والأصدقاء في كل مكان، ووفق الكاتبة في موقع «إنغاجيت» المعني بشؤون التقنية، نيكول لي، أنه «عبر فايسبوك تستطيع متابعة تواريخ ميلاد الأصدقاء ومناسباتهم الاجتماعية وولادات الأطفال الجدد في اسرهم وحتى مشكلاتهم». وبرأي الأستاذة المساعدة في الدراسات الإعلامية بجامعة كاليفورنيا صفية نوبل «بالنسبة إلى كثير من الناس يعد فايسبوك بوابة مهمة للانترنت» . وقالت:» قد يكون المنصة الوحيدة من الانترنت التي يعرفها البعض» وبالتأكيد هو «يلعب دورا مركزيا في التواصل وخلق المجتمع والمشاركة في المجتمع على الانترنت».
أظهر مسح أجرته مؤسسة الاستراتيجيات الإبداعية (Creative Strategies) قبل أقل من أسبوعين أن «9 في المئة من مستخدمي فايسبوك الأميركيين ربما ألغوا حساباتهم بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، وأن 17 في المئة حذفوا التطبيق من هواتفهم و11 في المئة من أجهزتهم و9 في المئة ألغوه كلياً». في السياق، أشار تقرير نشرته صحيفة «الاندبندت» إلى أن بعض الأشياء التي يمكن توقعها عن الشكل المستقبلي لشبكة التواصل، منها أنه لا يزال بعض المستخدمين- معظمهم في الولايات المتحدة واوروبا الغربية- مستفيدين بشكل كبير، إضافة إلى الأشخاص الذين يريد المعلنون الوصول اليهم، إذ إن ثلاثة أرباع أرباح شركة فايسبوك تأتي من أقل من من 10 في المئة من حساباتها. ويرى خبراء «إذا انخفضت الحسابات الأميركية والبريطانية والأوروبية الأخرى، أو حتى أصيبت بالركود، فإن هذا سيكون دلالة على أن ذروة فايسبوك قد تم بلوغها بالفعل»، مرجحين حدوث هذا بالفعل حتى لو استمر العدد الإجمالي للمستخدمين بالارتفاع».
ثقة متداعية وتحديات
تداعى الثقة بفايسبوك لن يؤدي الى تخلي مستخدميه عنه، ومن الصعب توقع أن يفعل الكثيرون ذلك، لأنه بات يستخدم لتسجيل الدخول في العديد من التطبيقات والويب. وتقول مديرة الدراسات العليا بقسم الاتصالات في جامعة (بوفالو) ميلاني غرين إن التحدي في ترك فايسبوك يتمثل في أنه «مشكلة اجتماعية»، وأوضحت أن «كثيراً من الناس قد يرغبون في مغادرة فايسبوك، لكن وبسبب عدم وجود منصة بديلة واضحة يكون بمقدورهم الانتقال إليها جماعياً، فأنه من الصعب عليهم اتخاذ مثل هذه الخطوة». وكتبت الكاتبة الألمانية جيليان يورك على حسابها على تويتر» أن حذف «فايسبوك» ميزة لا تتوفر لجميع الناس، ذلك ان ذوي الاعاقات أو الأمراض أو الذين لديهم عائلات خارج البلاد سيخسرون شبكة دعمهم إذا اختفى فايسبوك».
مع تعرض الموقع لموجة انتقادات عامة بسبب اسلوبه في التعامل مع خصوصية المستخدمين، يتضح يوما بعد يوم حجم الأهمية الكبيرة التي اكتسبتها وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا. ويرى المحلل في وكالة «بلومبيرغ» نوح سميث أن «ربما ستمر سنوات كثيرة قبل أن ننجح في وضع تقييم حقيقي لحجم ونطاق التغييرات التي طرأت على حياتنا، وحتى حينذاك ربما ستبقى هناك الكثير من الأمور التي سنعجز عن استيعابها في شكل كامل». قبل أن تصبح الخصوصية موضوعاً حساساً في «فايسبوك» بمدة طويلة، وتحديداً في 2004، كان مارك زوكربرغ وصف ثقة المستخدمين الأوائل بالموقع الذي منحوه بياناتهم الشخصية بأنه «غباء قاتل» وذلك في حديث خاص بينه وبين أحد أصدقائه كشف تفاصيله موقع «بيزنس إنسايدر». وفي مقال في موقع «ذي غارديان» تقول الكاتبة اوليفيا سولون إنه «منذ ان كشفت صحيفة «ذي اوبزيرفر» عن « فضيحة» سرقة بيانات مستخدمي فايسبوك، بدأ يتضح أكثر أن الشبكة الاجتماعية كانت اكثر ليونة مع ممارسات مشاركة بياناتها مما أدركه كثر من المستخدمين. وقالت: «مع انتشار الفضيحة اثارت استجابة فايسبوك الباهتة تحديا اساسيا للشركة، وهو كيف يمكنها ادانة الممارسة (مشاركة البيانات) التي يعتمد عليها نموذج أعمالها».
كذبة بناء مجتمع عالمي
منذ تعليق «غباء قاتل» لزوكبيرغ قطعت «فايسبوك» شوطاً طويلاً لإقناع فئة من المجتمع بأن الأمر يتعلق بربط الناس بعضهم ببعض و»بناء مجتمع عالمي». تقول سولون «هذا الخطاب التسويقي الزائف اسهل كثيراً على الموظفين والمستخدمين
هضمه من مهمة استخلاص البيانات الشخصية حتى نتمكن من استهدافك بالإعلانات».
في أعقاب الكشف عن استغلال شركة كامبريدج اناليتكا للبيانات التي جمعها الدكتور اليكساندر كوغان تحت ستار البحث الاكاديمي، سارعت ادارة فايسبوك إلى توجيه اللوم إلى ما سمتهم الأطراف الخارجية (المارقة) في اساءة استخدام المنصة، وقالت في بيانها إن «الشركة غاضبة لشعورنا بأننا خدعنا».
يتفق الخبراء على «أن انتقال البيانات بين الباحثين وشركة كامبريج أناليتيكا مثّل انتهاكاً واضحاً لاتفاق كوغان مع فايسبوك». وقالت سولون «كل شيء كان بعلم فايسبوك». وأضافت «إن كم البيانات التي حصلت عليها كامبريدج أناليتكا والتي استخدمت لتقديم اعلانات موجهة استناداً الى طبيعة الشخصية - بما في ذلك الأنشطة والاهتمامات والمواقع والصور والدين والسياسة وتفاصيل العلاقات الشخصية- لم تكن غير عادية على اقل تقدير، فقد كانت التفاصيل ميزة في فايسبوك وليس ثغرة». كشف تقرير للقناة الرابعة البريطانية عن ممارسات غير اخلاقية لكامبريدج إناليتكا دفعت البروفيسور آندرو برزيبلسكي الاستاذ في كمبريدج إلى القول «إنها أهم محنة واجهها فايسبوك منذ أن أصبح عامّاً في 2012». وأظهر فيديو تم تصويره بكاميرا خفية بعض المديرين التنفيذيين في الشركة من بينهم الرئيس التنفيذي اليكس نيكس وهم يتباهون بالتأثير على ناخبين عبر العالم». ويعود الفضل في كشف الفضيحة الى الخبير بشركة كامبرديدج أناليتكا كريستوفر وايلي الذي كشف عن وجود ثغرات رئيسية في منصة التواصل الاجتماعي سمحت للشركة بجمع بيانات نحو خمسين مليون مستخدم للمنصة من دون إذنهم. يواجه «فايسبوك» تحقيقات على جبهات عدة، وقد تكون هذه الإجراءات واحدة من أخطر التحقيقات من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الاميركية التي كانت قامت بتسوية شكوى مماثلة للخصوصية مع فايسبوك العام 2011، وهي تدرس الآن ما إذا كان الموقع قد خرق هذه التسوية من خلال السماح بإساءة استخدام بيانات المستخدمين التي جمعت ظاهرياً من أجل البحث الأكاديمي. وطرحت صحيفة «فايننشال تايمز» بعض الأسئلة القانونية ومنها: عن ماذا كانت تسوية فايسبوك عام 2011 مع لجنة التجارة الفيدرالية؟ ونبهت إلى أنها «نشأت من شكاوي خصوصية البيانات ضد الموقع عام 2009» وقالت «إن فايسبوك كان يضلل المستخدمين حول كيفية استخدام بياناتهم».
بدائل
تتسابق شبكات ومنصات اجتماعية لتقديم نفسها كبديل عن فايسبوك ،وذلك عبر الترويج لنفسها بالابتعاد من التدخل في خصوصيات مستخدميها وصرامتها في جمع معلوماتهم؟ وهل السؤال المطروح الآن هو «هل يوجد بديل جدير بالثقة عن هذه الشبكة الاجتماعية التي وصل عدد مستخدميها إلى ملياري شخص؟ تجيب صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية موضحة أن «المشكلة تكمن في أن جل الشبكات الاجتماعية المنافسة حالياً (تويتر - سناب شات إلخ) لا تختلف عنه في تحليلها لبيانات المستخدم لاستهدافه بإعلانات تناسب رغباته. وتقدم الصحيفة ثلاث شبكات تسعى لان تكون البديلة:
*دياسبورا (Diaspora) وهي شبكة مفتوحة وغير ربحية انشأها طلاب اميركيون العام 2010 ،وتعتمد على ثلاثة مبادئ-: 1- اللامركزية، فبدلاً من تخزين المعلومات على موقع واحد تقوم بتوزيع البيانات على خوادم مستقلة عن بعضها،2- الحرية، فرمز البرنامج متاح للجميع والإعلانات ممنوعة في الشبكة،كما ان المستخدمين ليسوا مطالبين بالكشف عن هوياتهم الحقيقية. 3- احترام الخصوصية، فكل يتحكم ببياناته ومنشوراته ويحدد من يسمح له بالاطلاع عليها.
هذه الشبكة توفر لمستخدميها كل ما يقدمه «فايسبوك»، ولكن عدد مستخدميها لم يتجاوز حتى الآن المليون وإن كانوا في تزايد مستمر.
*فرينديكا (Friendica): تشترك هذه الشبكة الاجتماعية التي يديرها متطوعون مع دياسبورا في استخدام السمات التقنية ذاتها، وتبني نفس الفلسفة الخاصة بالخوادم المركزية. وهي تقوم على إنشاء مجتمعات وفق الاهتمامات أو اللغات وما شابه ذلك، ما تتشكل عبره مجموعات معينة يمكن أفرادها نشر المعلومات وتحميل الصور والفيديوات والتواصل المباشر والتعليق على منشورات، ولم يتجاوز عدد مستخدميها بعد عشرات الآلاف.
*ألو (Ello) انطلقت هذه الشبكة عام 2014، وكان ينظر إليها بوصفها البديل الأكثر صدقية عن «فايسبوك»، والمتميز عنها بغياب الاعلانات كليا عن صفحاتها وبتعهدها احترام الحياة الخاصة لمستخدميها والامتناع عن بيع معلوماتهم الشخصية، كما أنها تقدم كل الخدمات التي يوفرها «فايسبوك». وتشير تقارير إلى أن زخم هذه الشبكة الذي صاحب انطلاقها تراجع بسبب تشغيلها المعقد نسبياً، وغياب بعض الوظائف الموجودة في «فايسبوك». ولا يتجاوز عدد أعضائها 500 ألف مستخدم شهرياً، وبدأت تتجه تدريجياً نحو مجتمع من (المبتكرين) في عوالم الموضة والتصميم والصور.
بعد فضيحة استغلال شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية بيانات نحو خمسين مليون مستخدم في موقع شركة «فايسبوك»، أصبحت الاخيرة تحت ضغوط شديدة، وأدت إلى طرح تساؤلات ليس فقط بشأن علاقتها بهذا الأمر، وإنما أيضاً حول كامل ممارستها في جمع البيانات من مستخدمي شبكتها الاجتماعية.
أدت الفضيحة إلى انطلاق الدعوات لنزوح جماعي من «فايسبوك»، وأطلقت حملة على تويتر تحت اسم: «احذف فايسبوك - #deletefacebook». وأحد المبادرين بها هو الشريك المؤسس لواتساب براين أكتون. تعتبر فايسبوك التي تمتلك أكثر من بليوني مستخدم أكبر شبكة تواصل اجتماعي شعبية في العالم،ويستخدمها الملايين للتواصل مع العائلة والأصدقاء في كل مكان، ووفق الكاتبة في موقع «إنغاجيت» المعني بشؤون التقنية، نيكول لي، أنه «عبر فايسبوك تستطيع متابعة تواريخ ميلاد الأصدقاء ومناسباتهم الاجتماعية وولادات الأطفال الجدد في اسرهم وحتى مشكلاتهم». وبرأي الأستاذة المساعدة في الدراسات الإعلامية بجامعة كاليفورنيا صفية نوبل «بالنسبة إلى كثير من الناس يعد فايسبوك بوابة مهمة للانترنت» . وقالت:» قد يكون المنصة الوحيدة من الانترنت التي يعرفها البعض» وبالتأكيد هو «يلعب دورا مركزيا في التواصل وخلق المجتمع والمشاركة في المجتمع على الانترنت».
أظهر مسح أجرته مؤسسة الاستراتيجيات الإبداعية (Creative Strategies) قبل أقل من أسبوعين أن «9 في المئة من مستخدمي فايسبوك الأميركيين ربما ألغوا حساباتهم بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، وأن 17 في المئة حذفوا التطبيق من هواتفهم و11 في المئة من أجهزتهم و9 في المئة ألغوه كلياً». في السياق، أشار تقرير نشرته صحيفة «الاندبندت» إلى أن بعض الأشياء التي يمكن توقعها عن الشكل المستقبلي لشبكة التواصل، منها أنه لا يزال بعض المستخدمين- معظمهم في الولايات المتحدة واوروبا الغربية- مستفيدين بشكل كبير، إضافة إلى الأشخاص الذين يريد المعلنون الوصول اليهم، إذ إن ثلاثة أرباع أرباح شركة فايسبوك تأتي من أقل من من 10 في المئة من حساباتها. ويرى خبراء «إذا انخفضت الحسابات الأميركية والبريطانية والأوروبية الأخرى، أو حتى أصيبت بالركود، فإن هذا سيكون دلالة على أن ذروة فايسبوك قد تم بلوغها بالفعل»، مرجحين حدوث هذا بالفعل حتى لو استمر العدد الإجمالي للمستخدمين بالارتفاع».
ثقة متداعية وتحديات
تداعى الثقة بفايسبوك لن يؤدي الى تخلي مستخدميه عنه، ومن الصعب توقع أن يفعل الكثيرون ذلك، لأنه بات يستخدم لتسجيل الدخول في العديد من التطبيقات والويب. وتقول مديرة الدراسات العليا بقسم الاتصالات في جامعة (بوفالو) ميلاني غرين إن التحدي في ترك فايسبوك يتمثل في أنه «مشكلة اجتماعية»، وأوضحت أن «كثيراً من الناس قد يرغبون في مغادرة فايسبوك، لكن وبسبب عدم وجود منصة بديلة واضحة يكون بمقدورهم الانتقال إليها جماعياً، فأنه من الصعب عليهم اتخاذ مثل هذه الخطوة». وكتبت الكاتبة الألمانية جيليان يورك على حسابها على تويتر» أن حذف «فايسبوك» ميزة لا تتوفر لجميع الناس، ذلك ان ذوي الاعاقات أو الأمراض أو الذين لديهم عائلات خارج البلاد سيخسرون شبكة دعمهم إذا اختفى فايسبوك».
مع تعرض الموقع لموجة انتقادات عامة بسبب اسلوبه في التعامل مع خصوصية المستخدمين، يتضح يوما بعد يوم حجم الأهمية الكبيرة التي اكتسبتها وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا. ويرى المحلل في وكالة «بلومبيرغ» نوح سميث أن «ربما ستمر سنوات كثيرة قبل أن ننجح في وضع تقييم حقيقي لحجم ونطاق التغييرات التي طرأت على حياتنا، وحتى حينذاك ربما ستبقى هناك الكثير من الأمور التي سنعجز عن استيعابها في شكل كامل». قبل أن تصبح الخصوصية موضوعاً حساساً في «فايسبوك» بمدة طويلة، وتحديداً في 2004، كان مارك زوكربرغ وصف ثقة المستخدمين الأوائل بالموقع الذي منحوه بياناتهم الشخصية بأنه «غباء قاتل» وذلك في حديث خاص بينه وبين أحد أصدقائه كشف تفاصيله موقع «بيزنس إنسايدر». وفي مقال في موقع «ذي غارديان» تقول الكاتبة اوليفيا سولون إنه «منذ ان كشفت صحيفة «ذي اوبزيرفر» عن « فضيحة» سرقة بيانات مستخدمي فايسبوك، بدأ يتضح أكثر أن الشبكة الاجتماعية كانت اكثر ليونة مع ممارسات مشاركة بياناتها مما أدركه كثر من المستخدمين. وقالت: «مع انتشار الفضيحة اثارت استجابة فايسبوك الباهتة تحديا اساسيا للشركة، وهو كيف يمكنها ادانة الممارسة (مشاركة البيانات) التي يعتمد عليها نموذج أعمالها».
كذبة بناء مجتمع عالمي
منذ تعليق «غباء قاتل» لزوكبيرغ قطعت «فايسبوك» شوطاً طويلاً لإقناع فئة من المجتمع بأن الأمر يتعلق بربط الناس بعضهم ببعض و»بناء مجتمع عالمي». تقول سولون «هذا الخطاب التسويقي الزائف اسهل كثيراً على الموظفين والمستخدمين
هضمه من مهمة استخلاص البيانات الشخصية حتى نتمكن من استهدافك بالإعلانات».
في أعقاب الكشف عن استغلال شركة كامبريدج اناليتكا للبيانات التي جمعها الدكتور اليكساندر كوغان تحت ستار البحث الاكاديمي، سارعت ادارة فايسبوك إلى توجيه اللوم إلى ما سمتهم الأطراف الخارجية (المارقة) في اساءة استخدام المنصة، وقالت في بيانها إن «الشركة غاضبة لشعورنا بأننا خدعنا».
يتفق الخبراء على «أن انتقال البيانات بين الباحثين وشركة كامبريج أناليتيكا مثّل انتهاكاً واضحاً لاتفاق كوغان مع فايسبوك». وقالت سولون «كل شيء كان بعلم فايسبوك». وأضافت «إن كم البيانات التي حصلت عليها كامبريدج أناليتكا والتي استخدمت لتقديم اعلانات موجهة استناداً الى طبيعة الشخصية - بما في ذلك الأنشطة والاهتمامات والمواقع والصور والدين والسياسة وتفاصيل العلاقات الشخصية- لم تكن غير عادية على اقل تقدير، فقد كانت التفاصيل ميزة في فايسبوك وليس ثغرة». كشف تقرير للقناة الرابعة البريطانية عن ممارسات غير اخلاقية لكامبريدج إناليتكا دفعت البروفيسور آندرو برزيبلسكي الاستاذ في كمبريدج إلى القول «إنها أهم محنة واجهها فايسبوك منذ أن أصبح عامّاً في 2012». وأظهر فيديو تم تصويره بكاميرا خفية بعض المديرين التنفيذيين في الشركة من بينهم الرئيس التنفيذي اليكس نيكس وهم يتباهون بالتأثير على ناخبين عبر العالم». ويعود الفضل في كشف الفضيحة الى الخبير بشركة كامبرديدج أناليتكا كريستوفر وايلي الذي كشف عن وجود ثغرات رئيسية في منصة التواصل الاجتماعي سمحت للشركة بجمع بيانات نحو خمسين مليون مستخدم للمنصة من دون إذنهم. يواجه «فايسبوك» تحقيقات على جبهات عدة، وقد تكون هذه الإجراءات واحدة من أخطر التحقيقات من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الاميركية التي كانت قامت بتسوية شكوى مماثلة للخصوصية مع فايسبوك العام 2011، وهي تدرس الآن ما إذا كان الموقع قد خرق هذه التسوية من خلال السماح بإساءة استخدام بيانات المستخدمين التي جمعت ظاهرياً من أجل البحث الأكاديمي. وطرحت صحيفة «فايننشال تايمز» بعض الأسئلة القانونية ومنها: عن ماذا كانت تسوية فايسبوك عام 2011 مع لجنة التجارة الفيدرالية؟ ونبهت إلى أنها «نشأت من شكاوي خصوصية البيانات ضد الموقع عام 2009» وقالت «إن فايسبوك كان يضلل المستخدمين حول كيفية استخدام بياناتهم».
بدائل
تتسابق شبكات ومنصات اجتماعية لتقديم نفسها كبديل عن فايسبوك ،وذلك عبر الترويج لنفسها بالابتعاد من التدخل في خصوصيات مستخدميها وصرامتها في جمع معلوماتهم؟ وهل السؤال المطروح الآن هو «هل يوجد بديل جدير بالثقة عن هذه الشبكة الاجتماعية التي وصل عدد مستخدميها إلى ملياري شخص؟ تجيب صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية موضحة أن «المشكلة تكمن في أن جل الشبكات الاجتماعية المنافسة حالياً (تويتر - سناب شات إلخ) لا تختلف عنه في تحليلها لبيانات المستخدم لاستهدافه بإعلانات تناسب رغباته. وتقدم الصحيفة ثلاث شبكات تسعى لان تكون البديلة:
*دياسبورا (Diaspora) وهي شبكة مفتوحة وغير ربحية انشأها طلاب اميركيون العام 2010 ،وتعتمد على ثلاثة مبادئ-: 1- اللامركزية، فبدلاً من تخزين المعلومات على موقع واحد تقوم بتوزيع البيانات على خوادم مستقلة عن بعضها،2- الحرية، فرمز البرنامج متاح للجميع والإعلانات ممنوعة في الشبكة،كما ان المستخدمين ليسوا مطالبين بالكشف عن هوياتهم الحقيقية. 3- احترام الخصوصية، فكل يتحكم ببياناته ومنشوراته ويحدد من يسمح له بالاطلاع عليها.
هذه الشبكة توفر لمستخدميها كل ما يقدمه «فايسبوك»، ولكن عدد مستخدميها لم يتجاوز حتى الآن المليون وإن كانوا في تزايد مستمر.
*فرينديكا (Friendica): تشترك هذه الشبكة الاجتماعية التي يديرها متطوعون مع دياسبورا في استخدام السمات التقنية ذاتها، وتبني نفس الفلسفة الخاصة بالخوادم المركزية. وهي تقوم على إنشاء مجتمعات وفق الاهتمامات أو اللغات وما شابه ذلك، ما تتشكل عبره مجموعات معينة يمكن أفرادها نشر المعلومات وتحميل الصور والفيديوات والتواصل المباشر والتعليق على منشورات، ولم يتجاوز عدد مستخدميها بعد عشرات الآلاف.
*ألو (Ello) انطلقت هذه الشبكة عام 2014، وكان ينظر إليها بوصفها البديل الأكثر صدقية عن «فايسبوك»، والمتميز عنها بغياب الاعلانات كليا عن صفحاتها وبتعهدها احترام الحياة الخاصة لمستخدميها والامتناع عن بيع معلوماتهم الشخصية، كما أنها تقدم كل الخدمات التي يوفرها «فايسبوك». وتشير تقارير إلى أن زخم هذه الشبكة الذي صاحب انطلاقها تراجع بسبب تشغيلها المعقد نسبياً، وغياب بعض الوظائف الموجودة في «فايسبوك». ولا يتجاوز عدد أعضائها 500 ألف مستخدم شهرياً، وبدأت تتجه تدريجياً نحو مجتمع من (المبتكرين) في عوالم الموضة والتصميم والصور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.