ظهرت الآن.. نتيجة تنسيق رياض أطفال وأولى ابتدائي الأزهر| رابط مباشر    قافلة دعوية للواعظات في السويس للتوعية بمخاطر الغرم    مذكرة تفاهم بين جامعتي الأزهر ومطروح تتضمن التعاون العلمي والأكاديمي وتبادل الخبرات    اليوم.. البابا تواضروس يترأس قداس تدشين كنيسة القديس مارمينا العجائبي بالإسكندرية    «تعليم أسوان» تعلن عن فرص عمل للمعلمين بنظام الحصة.. الشروط والأوراق المطلوبة    مديرية الطب البيطري بدمياط تباشر أعمال المعاينة في مزرعة ملكوت للخيول    وزيرا الإنتاج الحربي والبترول يبحثان تعزيز التعاون لتنفيذ مشروعات قومية مشتركة    وزير العمل: وحدات تدريب متنقلة تجوب 100 قرية لتأهيل الشباب على مهن يحتاجها سوق العمل    الغربية: حملات نظافة مستمرة ليلا ونهارا في 12 مركزا ومدينة لضمان بيئة نظيفة وحضارية    إنفوجراف| أبرز ما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن ليبيا    وزير خارجية باكستان يبدأ زيارة إلى بنجلاديش    وزير تركي: سنعقد اجتماعا ثلاثيا مع سوريا والأردن بشأن النقل    مانشستر سيتي يتأخر أمام توتنهام في الشوط الأول    كمال شعيب: الزمالك صاحب حق في أرض أكتوبر..ونحترم مؤسسات الدولة    كهربا يقترب من الانتقال إلى القادسية الكويتي    ضبط صاحب مطبعة بحوزته 29 ألف كتاب خارجي بالمخالفة للقانون    طقس بالإسكندرية اليوم.. استمرار ارتفاع درجات الحرارة والمحسوسة تسجل 36 درجة    "سقط في الترعة".. مصرع شخص بحادث انقلاب دراجة بخارية ببني سويف    ضبط 382 قضية مخدرات و277 سلاحا ناريا وتنفيذ 84 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    وزارة النقل تناشد المواطنين عدم اقتحام المزلقانات أو السير عكس الاتجاه أثناء غلقها    البيئة تعلن الانتهاء من احتواء بقعة زيتية خفيفة في نهر النيل    حسام حبيب يصعد الأزمة مع ياسر قنطوش    وفاة سهير مجدي .. وفيفي عبده تنعيها    قلق داخلي بشأن صديق بعيد.. برج الجدي اليوم 23 أغسطس    الاثنين المقبل.. قصر ثقافة الإسماعيلية يشهد أسبوعا تثقيفيا احتفالا باليوم العالمي للشباب    تم تصويره بالأهرامات.. قصة فيلم Fountain of Youth بعد ترشحه لجوائز LMGI 2025    لماذا شبه النبي المؤمن بالنخلة؟.. استاذ بالأزهر يجيب    نجاح أول عملية إصلاح انزلاق غضروفي بمفصل الفك السفلي في مستشفى دمياط العام    قافلة حياة كريمة تقدم خدماتها الطبية المجانية لأكثر من 1050 مواطنا بقرية عزاقة في المنيا    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لمدينة الحوامدية بالجيزة    الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدّمت 59 مليون خدمة طبية مجانية خلال 38 يوما    تحرير 125 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    "اتحاد المقاولين" يطالب بوقف تصدير الأسمنت لإنقاذ قطاع المقاولات من التعثر    8 وفيات نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    محاضرة فنية وتدريبات خططية في مران الأهلي استعدادًا للمحلة    نور القلوب يضىء المنصورة.. 4 من ذوى البصيرة يبدعون فى مسابقة دولة التلاوة    ضبط وتحرير 18 محضرا فى حملة إشغالات بمركز البلينا فى سوهاج    ظهر أحد طرفيها عاريا.. النيابة تحقق في مشاجرة بمدينة نصر    مصر ترحب بخارطة الطريق الأممية لتسوية الأزمة الليبية    رغم تبرئة ساحة ترامب جزئيا.. جارديان: تصريحات ماكسويل تفشل فى تهدئة مؤيديه    محافظ أسوان يتفقد مشروع مركز شباب النصراب والمركز التكنولوجى بالمحاميد    انتهاء المرحلة الثالثة من تقييم جائزة جدير للتميز والإبداع الإداري لكوادر الإدارة المحلية    لا دين ولا لغة عربية…التعليم الخاص تحول إلى كابوس لأولياء الأمور فى زمن الانقلاب    مصر تستضيف النسخة الأولى من قمة ومعرض "عالم الذكاء الاصطناعي" فبراير المقبل    إسلام جابر: تجربة الزمالك الأفضل في مسيرتي.. ولست نادما على عدم الانتقال للأهلي    محافظ الجيزة يشدد علي التعامل الفوري مع أي متغيرات مكانية يتم رصدها واتخاذ الإجراءات القانونية    تفاصيل وأسباب تفتيش منزل مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق جون بولتون    ما أسباب استجابة الدعاء؟.. واعظة بالأزهر تجيب    مستشفى الأهلى.. 6 لاعبين خارج الخدمة فى مباراة غزل المحلة بسبب الإصابة    ثلاثة أفلام جديدة فى الطريق.. سلمى أبو ضيف تنتعش سينمائيا    "يونيسيف" تطالب إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها والسماح بدخول المساعدات بالكميات اللازمة لغزة    شباب في خدمة الوطن.. أندية التطوع والجوالة يعبرون رفح ويقدمون المساعدات لقطاع غزة    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 23-8-2025 في محافظة قنا    إعلام فلسطينى: مصابون من منتظرى المساعدات شمال رفح الفلسطينية    «الإفتاء» تستطلع هلال شهر ربيع الأول اليوم    موعد مباراة النصر ضد الأهلي اليوم في نهائي كأس السوبر السعودي والقنوات الناقلة    ويجز يغنى الأيام من ألبومه الجديد.. والجمهور يغنى معه بحماس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الورش الإبداعية بديلة أم منافسة لمعاهد الفنون
نشر في صوت البلد يوم 14 - 09 - 2017

هل أنت شخص موهوب حقا؟ وإن كنت موهوبا هل هناك مَن يساعدك ولديه القدرة على صقل موهبتك وتطويرها لتصبح محترفا؟ وأين ستجد المساحة الكافية لإظهار هذه الموهبة؟ الكثير ممن يمتلكون الموهبة في مصر تراودهم هذه الأسئلة، التي قد تمثل للبعض منهم سدودا وعوائق في طريق تحقيق أحلامهم، وفي مجال التمثيل خاصة قد يجد أغلب من يتلمسون خطواتهم الأولى صعوبة في ذلك، ما يدفع بعضهم إلى التخلي عن أحلامهم ومواهبهم.
في العقود الماضية لم يكن أمام الأشخاص ذوي الموهبة في مجال التمثيل في مصر سوى مسرح الجامعة أو معهد الفنون المسرحية، اللذين أخرجا عددا كبيرا من النجوم التي استحقت أن تحتل مكانة مميزة بين الصفوف الأولى في عالم التمثيل مثل أحمد السقا، ومحمد سعد، وإلهام شاهين، وشريف سلامة وغيرهم، ولكن في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة عدد من ورش إعداد الممثل، التي أثبتت وجودها بشكل ملحوظ وفتحت المجال للعديد من الموهوبين في مجال التمثيل ليطلقوا العنان لموهبتهم، ويظهروها إلى النور.
جدارة الموهبة
تسعى ورش التمثيل إلى اكتشاف وصقل المهارات الإبداعية، من خلال تدريبات مكثفة تقوم بتعليم المشتركين في الورشة قواعد ومهارات التمثيل والارتجال المسرحي، وهذه الورش غير مقتصرة على التمثيل فقط إنما تقوم بتعليم الإخراج المسرحي والتصوير الفوتوغرافي والتأليف المسرحي أيضا، إلى أن أصبحت هذه الورش قبلة للموهوبين في الفترة الأخيرة، وقد أثمرت هذه الورش فنانين استطاعوا أن ينجحوا في عالم الاحتراف، ومنهم مثلا نضال الشافعي، وسامح حسين، وإيمان السيد، وياسر الطوبجي، ومحمد فراج، وأحمد سعد ميشو وغيرهم. وذلك من خلال ظهورهم في مسرحيات قدمتها هذه الورش، التي قام المخرجون والمنتجون بحضور عروضها واكتشافهم، وإتاحة الفرص لهم للمشاركة في أعمال أخرى.
ومن أبرز المسرحيات التي أنتجتها ورش التمثيل مسرحية “قهوة سادة” التي نجحت نجاحا لافتا، وأشاد بها الكثير من النقاد والجمهور، ولكن مع تزايد عدد هذه الورش التي التزم البعض منها بإخراج مواهب حقيقية وممثلين جادين، هناك البعض الآخر الذي لا يتعامل مع الأمر بالجدية اللازمة ولا يولي القيمة الفنية أهمية.
يوضح خالد جلال، المخرج والمؤلف المسرحي، والمسؤول عن ورشة إعداد الممثل في مركز الإبداع في الأوبرا قائلا “إن الشباب يتجهون إلى ورش إعداد الممثل، لأنهم رأوا فيها بوابة يستطيعون من خلالها جني ثمار موهبتهم، وأيضا لأن القبول في هذه الورش يعتمد على مدى جدارة الموهبة، دون النظر إلى الوسائط أو ما شابه، وبذلك يتمكن الموهوبون الذين تم قبولهم في الورشة من تعلم فن الارتجال والغناء والرقص وفن الإلقاء والكثير من المهارات والتقنيات الأخرى الخاصة بفن التمثيل”.
يتابع جلال “بعد مجهود كبير تقوم به في الورشة خلال الدراسة تتم عملية تسويقية كاملة عن طريق دعوة المخرجين والمنتجين والفنانين الكبار حتى يشاهدوا المواهب الصاعدة وهم يقدمون موهبتهم، وبذلك يتم تواصل هؤلاء الموهوبين مع المجتمع الفني. ويوجد الآن الكثير من الورش الناجحة على الساحة مثل ورشة الأستاذ محمد عبدالهادي، وورشة الأستاذة مروة جبريل والأستاذ أكرم فريد وغيرهم. وهذا لا يمنع من وجود بعض الورش في القطاع الخاص التي اتخذت ورش إعداد الممثل وسيلة تجارية، بعضها يتاجر بعقول ومواهب الشباب، ولا ينظر سوى إلى الربح المادي”.
وينصح خالد جلال الشباب بأن يتجهوا إلى الأماكن الرسمية، ليستطيعوا أن ينمّوا مواهبهم ويطوروها، إلى أن تظهر بالشكل السليم.
الورشة أو المعهد
يقول الفنان الشاب محمد علي، أحد خريجي ورش إعداد الممثل وأحد أبطال مسرحية “قهوة سادة”، والذي ظهر على الساحة الفنية من خلال هذه المسرحية، “بدأت في كلية الآداب قسم مسرح بجامعة حلوان، ولكنها كانت تجربة منقوصة، لم تفدني بشكل كبير على أرض الواقع، فذهبت إلى ورشة الأستاذ خالد جلال في مركز الإبداع، وفعلا تعلمت الكثير من المهارات، فقد أتقنت مع التدريبات فن الإلقاء على المسرح وكيفية أداء الأغاني بشكل سليم، كما تعلمت الرقص والصوت والارتجال وانفتاح الخيال. هذه الورشة جعلت مني فنانا شاملا قادرا على أداء أي نوع من الأدوار”.
ويرى محمد علي أن سبب إقبال الموهوبين في مجال التمثيل على ورش إعداد الممثل أكثر من إقبالهم على معهد الفنون المسرحية هو أن المعهد لا يستقبل إلا أعدادا قليلة للغاية من الراغبين في تعلم التمثيل، فمن الممكن أن يتقدم أكثر من 1000 شخص للمعهد، ويتم قبول 25 فقط، كما أن المعهد، كما يقول، غير قادر على تسويق المواهب بالشكل الكافي لتظهر على الساحة الفنية، كما كان يفعل قبل ذلك.
ولكن في ورش إعداد الممثل يتم تقديم عرض كبير يأتي إليه كبار المخرجين والمنتجين والفنانين والإعلاميين ليكتشفوا المواهب الجديدة، ويستشهد محمد علي هنا بحضور الكثير من المنتجين والفنانين إلى ورشة التمثيل التي اشترك بها ومنهم شريف عرفة وأحمد مكي واختيارهم لعدد من المواهب لأعمالهم القادمة، كما أن المخرج عمرو عرفة قام باختياره هو شخصيا من خلال مشاهدته لعرض مسرحية “قهوة سادة”، علاوة على ذلك تقدم الورش جولات عربية تمكن من إثراء تجربة الفنان.
تقول دينا جمال، إحدى المتدربات في ورش إعداد الممثل “عانيت كثيرا حتى أتمكن من أن أُظهر موهبتي للمخرجين والمنتجين، وخلال سعيي إلى ذلك حاولت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكنهم لم يختاروا سوى عدد قليل جدا من المتقدمين، ويقول البعض إنه تم قبول أغلبهم بناء على الواسطة والمحسوبية، وبعد أن تم رفض التحاقي بالمعهد، ذهبت إلى التقديم في ورشة إعداد الممثل لأن بها من المزايا ما هو غير متوافر في أماكن أخرى، فهي تعطي للممثل مجالا أكبر ومساحة أوسع للظهور، وبعد إتمام عملية الدراسة والتأهيل الكامل للممثل داخل الورشة، تتم عملية تسويق للفنان، وهذا من أهم الأهداف التي يسعى إليها أي شخص موهوب في مجال التمثيل وهو في بداية حياته العملية”.
لكن من جانب آخر تخالف منى صادق، أستاذة في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة، هذه الآراء قائلة “مازال المعهد هو القبلة الأولى والأخيرة للموهوبين، فهو يقوم على إعداد الممثل على أساس أكاديمي، ولست بذلك أنفي الدور الذي تقوم به الورش حاليا، ولكن يظل معهد الفنون المسرحية أكثر منهجَةً وتنظيما في تقديم المادة العلمية، ولا يتوافر ذلك في الورش الخارجية، وأنا أرى أن الكثير من ورش إعداد الممثل يتخذون الموضوع ‘سبوبة‘، فنسمع بأن البعض منهم ليسوا مختصين وهناك أسماء لا نعرف عنها شيئا، ولكن من يقومون بالتدريس في المعهد أسماء كبيرة ولها ثقلها مثل جلال الشرقاوي، وسناء شافع، وسميرة محسن، وأشرف ذكي، ومدحت الكاشف وغيرهم”.
أما عن قلة أعداد المقبولين في الدفعة الواحدة، فهذا يرجع، كما تلفت منى صادق، إلى اللائحة التي توصي بقبول حد أقصى لا يستطيع المعهد أن يتجاوزه، وترى صادق أن هذا في صالح الطالب فبذلك يستطيع أن يستفيد أكثر، كما أن المعهد لا يبخل على الطالب من الناحية التسويقية ففي نهاية العام تُقام حفلة التخرج، وهي بمثابة مهرجان تحضره نخبة كثيرة من المهتمين بالفن ومن خلالها تتاح للطالب فرصة للعمل والاحتراف.
ومن جهة أخرى يقول محمد أشرف، أحد أعضاء فريق مسرح كلية الحقوق، إن العمل في مجال التمثيل يحتاج إلى “كارنيه النقابة”، وهذا يوفره معهد الفنون المسرحية، أما ورش التمثيل فهي لا تقدم تصريح العمل أو كارنيه النقابة، باستثناء ورشة مركز الإبداع فقط، لأنها تابعة لوزارة الثقافة، أما خريجو الورش الأخرى فيعانون كثيرا لحصولهم على الكارنيه باستثناء المطلوبين على الساحة بشكل كبير.
ويقول فادي القاضي أحد طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية “لجأت إلى معهد الفنون المسرحية حتى أستطيع أن أتأسس بشكل سليم، ولكني أرى أن الموهوبين فى مجال التمثيل يلجأون إلى ورش إعداد الممثل فى الفترة الأخيرة لأن الناحية التسويقية للممثل هناك أفضل”. ( العرب الدولية )
هل أنت شخص موهوب حقا؟ وإن كنت موهوبا هل هناك مَن يساعدك ولديه القدرة على صقل موهبتك وتطويرها لتصبح محترفا؟ وأين ستجد المساحة الكافية لإظهار هذه الموهبة؟ الكثير ممن يمتلكون الموهبة في مصر تراودهم هذه الأسئلة، التي قد تمثل للبعض منهم سدودا وعوائق في طريق تحقيق أحلامهم، وفي مجال التمثيل خاصة قد يجد أغلب من يتلمسون خطواتهم الأولى صعوبة في ذلك، ما يدفع بعضهم إلى التخلي عن أحلامهم ومواهبهم.
في العقود الماضية لم يكن أمام الأشخاص ذوي الموهبة في مجال التمثيل في مصر سوى مسرح الجامعة أو معهد الفنون المسرحية، اللذين أخرجا عددا كبيرا من النجوم التي استحقت أن تحتل مكانة مميزة بين الصفوف الأولى في عالم التمثيل مثل أحمد السقا، ومحمد سعد، وإلهام شاهين، وشريف سلامة وغيرهم، ولكن في الآونة الأخيرة ظهر على الساحة عدد من ورش إعداد الممثل، التي أثبتت وجودها بشكل ملحوظ وفتحت المجال للعديد من الموهوبين في مجال التمثيل ليطلقوا العنان لموهبتهم، ويظهروها إلى النور.
جدارة الموهبة
تسعى ورش التمثيل إلى اكتشاف وصقل المهارات الإبداعية، من خلال تدريبات مكثفة تقوم بتعليم المشتركين في الورشة قواعد ومهارات التمثيل والارتجال المسرحي، وهذه الورش غير مقتصرة على التمثيل فقط إنما تقوم بتعليم الإخراج المسرحي والتصوير الفوتوغرافي والتأليف المسرحي أيضا، إلى أن أصبحت هذه الورش قبلة للموهوبين في الفترة الأخيرة، وقد أثمرت هذه الورش فنانين استطاعوا أن ينجحوا في عالم الاحتراف، ومنهم مثلا نضال الشافعي، وسامح حسين، وإيمان السيد، وياسر الطوبجي، ومحمد فراج، وأحمد سعد ميشو وغيرهم. وذلك من خلال ظهورهم في مسرحيات قدمتها هذه الورش، التي قام المخرجون والمنتجون بحضور عروضها واكتشافهم، وإتاحة الفرص لهم للمشاركة في أعمال أخرى.
ومن أبرز المسرحيات التي أنتجتها ورش التمثيل مسرحية “قهوة سادة” التي نجحت نجاحا لافتا، وأشاد بها الكثير من النقاد والجمهور، ولكن مع تزايد عدد هذه الورش التي التزم البعض منها بإخراج مواهب حقيقية وممثلين جادين، هناك البعض الآخر الذي لا يتعامل مع الأمر بالجدية اللازمة ولا يولي القيمة الفنية أهمية.
يوضح خالد جلال، المخرج والمؤلف المسرحي، والمسؤول عن ورشة إعداد الممثل في مركز الإبداع في الأوبرا قائلا “إن الشباب يتجهون إلى ورش إعداد الممثل، لأنهم رأوا فيها بوابة يستطيعون من خلالها جني ثمار موهبتهم، وأيضا لأن القبول في هذه الورش يعتمد على مدى جدارة الموهبة، دون النظر إلى الوسائط أو ما شابه، وبذلك يتمكن الموهوبون الذين تم قبولهم في الورشة من تعلم فن الارتجال والغناء والرقص وفن الإلقاء والكثير من المهارات والتقنيات الأخرى الخاصة بفن التمثيل”.
يتابع جلال “بعد مجهود كبير تقوم به في الورشة خلال الدراسة تتم عملية تسويقية كاملة عن طريق دعوة المخرجين والمنتجين والفنانين الكبار حتى يشاهدوا المواهب الصاعدة وهم يقدمون موهبتهم، وبذلك يتم تواصل هؤلاء الموهوبين مع المجتمع الفني. ويوجد الآن الكثير من الورش الناجحة على الساحة مثل ورشة الأستاذ محمد عبدالهادي، وورشة الأستاذة مروة جبريل والأستاذ أكرم فريد وغيرهم. وهذا لا يمنع من وجود بعض الورش في القطاع الخاص التي اتخذت ورش إعداد الممثل وسيلة تجارية، بعضها يتاجر بعقول ومواهب الشباب، ولا ينظر سوى إلى الربح المادي”.
وينصح خالد جلال الشباب بأن يتجهوا إلى الأماكن الرسمية، ليستطيعوا أن ينمّوا مواهبهم ويطوروها، إلى أن تظهر بالشكل السليم.
الورشة أو المعهد
يقول الفنان الشاب محمد علي، أحد خريجي ورش إعداد الممثل وأحد أبطال مسرحية “قهوة سادة”، والذي ظهر على الساحة الفنية من خلال هذه المسرحية، “بدأت في كلية الآداب قسم مسرح بجامعة حلوان، ولكنها كانت تجربة منقوصة، لم تفدني بشكل كبير على أرض الواقع، فذهبت إلى ورشة الأستاذ خالد جلال في مركز الإبداع، وفعلا تعلمت الكثير من المهارات، فقد أتقنت مع التدريبات فن الإلقاء على المسرح وكيفية أداء الأغاني بشكل سليم، كما تعلمت الرقص والصوت والارتجال وانفتاح الخيال. هذه الورشة جعلت مني فنانا شاملا قادرا على أداء أي نوع من الأدوار”.
ويرى محمد علي أن سبب إقبال الموهوبين في مجال التمثيل على ورش إعداد الممثل أكثر من إقبالهم على معهد الفنون المسرحية هو أن المعهد لا يستقبل إلا أعدادا قليلة للغاية من الراغبين في تعلم التمثيل، فمن الممكن أن يتقدم أكثر من 1000 شخص للمعهد، ويتم قبول 25 فقط، كما أن المعهد، كما يقول، غير قادر على تسويق المواهب بالشكل الكافي لتظهر على الساحة الفنية، كما كان يفعل قبل ذلك.
ولكن في ورش إعداد الممثل يتم تقديم عرض كبير يأتي إليه كبار المخرجين والمنتجين والفنانين والإعلاميين ليكتشفوا المواهب الجديدة، ويستشهد محمد علي هنا بحضور الكثير من المنتجين والفنانين إلى ورشة التمثيل التي اشترك بها ومنهم شريف عرفة وأحمد مكي واختيارهم لعدد من المواهب لأعمالهم القادمة، كما أن المخرج عمرو عرفة قام باختياره هو شخصيا من خلال مشاهدته لعرض مسرحية “قهوة سادة”، علاوة على ذلك تقدم الورش جولات عربية تمكن من إثراء تجربة الفنان.
تقول دينا جمال، إحدى المتدربات في ورش إعداد الممثل “عانيت كثيرا حتى أتمكن من أن أُظهر موهبتي للمخرجين والمنتجين، وخلال سعيي إلى ذلك حاولت الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، لكنهم لم يختاروا سوى عدد قليل جدا من المتقدمين، ويقول البعض إنه تم قبول أغلبهم بناء على الواسطة والمحسوبية، وبعد أن تم رفض التحاقي بالمعهد، ذهبت إلى التقديم في ورشة إعداد الممثل لأن بها من المزايا ما هو غير متوافر في أماكن أخرى، فهي تعطي للممثل مجالا أكبر ومساحة أوسع للظهور، وبعد إتمام عملية الدراسة والتأهيل الكامل للممثل داخل الورشة، تتم عملية تسويق للفنان، وهذا من أهم الأهداف التي يسعى إليها أي شخص موهوب في مجال التمثيل وهو في بداية حياته العملية”.
لكن من جانب آخر تخالف منى صادق، أستاذة في معهد الفنون المسرحية بالقاهرة، هذه الآراء قائلة “مازال المعهد هو القبلة الأولى والأخيرة للموهوبين، فهو يقوم على إعداد الممثل على أساس أكاديمي، ولست بذلك أنفي الدور الذي تقوم به الورش حاليا، ولكن يظل معهد الفنون المسرحية أكثر منهجَةً وتنظيما في تقديم المادة العلمية، ولا يتوافر ذلك في الورش الخارجية، وأنا أرى أن الكثير من ورش إعداد الممثل يتخذون الموضوع ‘سبوبة‘، فنسمع بأن البعض منهم ليسوا مختصين وهناك أسماء لا نعرف عنها شيئا، ولكن من يقومون بالتدريس في المعهد أسماء كبيرة ولها ثقلها مثل جلال الشرقاوي، وسناء شافع، وسميرة محسن، وأشرف ذكي، ومدحت الكاشف وغيرهم”.
أما عن قلة أعداد المقبولين في الدفعة الواحدة، فهذا يرجع، كما تلفت منى صادق، إلى اللائحة التي توصي بقبول حد أقصى لا يستطيع المعهد أن يتجاوزه، وترى صادق أن هذا في صالح الطالب فبذلك يستطيع أن يستفيد أكثر، كما أن المعهد لا يبخل على الطالب من الناحية التسويقية ففي نهاية العام تُقام حفلة التخرج، وهي بمثابة مهرجان تحضره نخبة كثيرة من المهتمين بالفن ومن خلالها تتاح للطالب فرصة للعمل والاحتراف.
ومن جهة أخرى يقول محمد أشرف، أحد أعضاء فريق مسرح كلية الحقوق، إن العمل في مجال التمثيل يحتاج إلى “كارنيه النقابة”، وهذا يوفره معهد الفنون المسرحية، أما ورش التمثيل فهي لا تقدم تصريح العمل أو كارنيه النقابة، باستثناء ورشة مركز الإبداع فقط، لأنها تابعة لوزارة الثقافة، أما خريجو الورش الأخرى فيعانون كثيرا لحصولهم على الكارنيه باستثناء المطلوبين على الساحة بشكل كبير.
ويقول فادي القاضي أحد طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية “لجأت إلى معهد الفنون المسرحية حتى أستطيع أن أتأسس بشكل سليم، ولكني أرى أن الموهوبين فى مجال التمثيل يلجأون إلى ورش إعداد الممثل فى الفترة الأخيرة لأن الناحية التسويقية للممثل هناك أفضل”. ( العرب الدولية )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.