تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    وزير الإسكان يتفقد مشروع مرافق الأراضى الصناعية بمدينة برج العرب الجديدة    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    عدي الدباغ على أعتاب الظهور بقميص الزمالك.. اللاعب يصل القاهرة غداً    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطاب ثلاثي الأبعاد: دراسات في الأدب العربي القديم
نشر في صوت البلد يوم 15 - 08 - 2017

صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاب جديد للدكتوره سمر الديوب بعنوان "الخطاب ثلاثي الأبعاد: دراسات في الأدب العربي القديم".
وقد تحدثت المؤلفة في مقدمته عن مفهوم الأبعاد في الأدب، فتظهر في الخطاب الأدبي الأبعاد المتعددة؛ إذ يظهر التعارض بين الشعر والنثر، وبين الأدب بأنواعه، والأنواع غير الأدبية.
فلغة الشعر غنية بالإيحاء، والانفتاح على عوالم الخيال، ولغة النثر لغة سببية تعاقبية. وفي الرواية تعارض بين الأدب وغير الأدب، بين الأدبي والعلمي، والأدبي والتكنولوجي، والأدبي والفني التشكيلي، والأدبي والإعلامي، والأدبي والتاريخي والفلسفي.
وتتحاور هذه الجوانب كلها مع الخطاب الأدبي، وتضيف أبعاداً إليه، وتزيده غنى وثراء بهذه العلاقة الحوارية بين الأبعاد.
وقد آثرت اعتماد مصطلح الخطاب ثلاثي الأبعاد عنواناً لهذه الدراسة، فقد رصدت ثلاثة أبعاد ينهض عليها كل نوع أدبي اشتملت عليه فصول الدراسة. وقد تناولت هذه النصوص على مستويين:
- الأبعاد الثلاثة التي ينهض عليها كل نوع أدبي مدروس.
- العلاقة الحوارية التي تنتظم هذه الأبعاد.
وتتحدث فصول الكتاب عن الأنواع الأدبية الناشئة التي لم تكتمل بعد، ولم تأخذ حقها الكافي من الدراسات الأكاديمية.
وتحاول في هذه الدراسة أن تفيد من جهود النقاد الغربيين، والنقاد العرب المحدثين في دراسة هذه الأنواع، وتنطلق من فكرة أن القصة القصيرة جداً والأدب الرقمي وأدب الخيال العلمي وقصيدة الومضة أنواع تمثل أدب الرؤيا بامتياز من جهة، ومن جهة أخرى تعدّ ميداناً خصباً لدراسة الأبعاد التي اقترحتها، والعلاقة الحوارية بين الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النوع الواحد.
وتثير هذه الدراسة أسئلة متعددة منها: هل الأدب ثلاثي الأبعاد جديد؟ وهل وجدت هذه الأبعاد في الأدب سابقاً؟ وما العلاقة بين الأبعاد في النص الأدبي؟ وهل هذه الأنواع التي شكلت مادة الدراسة تجربة جديدة؟ هل تعلن قطيعتها عما سبقها من فنون أدبية؟ هل تعني ولادةُ نوع أدبي جديد أن هنالك شباباً وشيخوخة للنوع الأدبي؟ هل هذه الأنواع أسلوب استعرناه من الغرب؟ ما مستقبل هذه الأنواع في الثقافة العربية؟
وتبدأ الدراسة بمقدمة وتمهيد يتحدث عن مفهوم الأبعاد الثلاثة، ومصطلح الحوارية الذي أصّله باختين، وهو مرتبط بالحوار، وتعدد الأصوات والأساليب في الملفوظ نفسه، وتنقض الحوارية مقولة انغلاق الأثر الأدبي، وتقيم بدلاً منها فكرة الأثر المفتوح على النصوص، وضروب الخطاب.
ويبحث التمهيد في علاقة الحوارية بالتناص والأنواع الأدبية، فيبحث في علاقة الحوارية بالتناص الأجناسي، وبذلك يكون البحث في حوارية الأنواع مشروعاً للكشف عن أسرار الكتابة الإبداعية.
الفصل الأول: "الأدب المتعدد: الأدب الرقمي أنموذجاً"
تهدف في هذا الفصل إلى دراسة خصائص الأدب الرقمي وأنواعه وعلاقته بالعصر التكنولوجي، وتثير أسئلة تتعلق بلغة النص الرقمي موازنة بلغة النص الورقي، وكيفية مقاربة النص الرقمي نقدياً، وحوارية الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النص الرقمي، وأثر التكنولوجيا في أدبية هذا الأدب، وتحاول الوصول إلى رأي نقدي خاص بهذا الوافد الأدبي الجديد.
تدرس تطبيقاً لهذه الأفكار رواية "شات" لمحمد سناجلة من زاوية الاختلاف عن الرواية العادية بدءاً بالعتبة النصية إلى الاختلاف في طريقة تقديمها، ولغتها.
كما تدرس علاقات الحضور والغياب في القصة الرقمية من خلال قصة "صقيع" لسناجلة، وتدرس المجاز الرقمي وبلاغة الصوت والصورة في القصيدة الرقمية من خلال مجموعة مشتاق عباس "تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق"، والبلاغة والبلاغة المضادة في رواية ظلال العاشق الرقمية.
وينهض الأدب الرقمي على ثلاثة أبعاد، هي: بعد تكنولوجي، وبعد لغوي، وبعد سمعي بصري، فيشتمل على صورة ذهنية، وصورة تشكيلية، وصورة سمعية حركية إضافة إلى اللغة التي تشكل المادة الأساس مترافقة مع البعد التكنولوجي الذي يميز هذا الأدب.
الفصل الثاني: "شعرية العلم: أدب الخيال العلمي أنموذجاً"
تثير في هذا الفصل جملة أسئلة: أيّ أدب يتحكم في افتراضات المستقبل؟ هل يمكن أن تتعانق الثقافتان العلمية والأدبية؟ هل يطغى العلم على الأدب في أدب الخيال العلمي؟ هل العلاقة بينهما جدلية؟ ما الذي يجعل أدب الخيال العلمي أدباً مع ما فيه من حديث عن ظواهر علمية؟
وتتحدث عن أدب الخيال العلمي وأصوله الأولى وحدوده، وعلاقة المجاز بالعلم، وتصل إلى أن ثمة تداخلاً بين لغة البرهان ولغة المجاز في العلوم والفنون، فالعالِم يفكر بالمجاز؛ لذا اصطلحت تسمية مجاز العلم لتوصيف هذه الحالة، ووجدت أن مجاز العلم هو الذي يجعل الكتابة في أدب الخيال العلمي متسمة بالشعرية، فبحثت في ركائز هذه الشعرية، ووجدتها في البعد العجائبي، ومسافة التوتر، وشعرية الوصف والتصوير، والنسق اللغوي والبناء الدرامي.
وطبقت هذه الأفكار على رواية "في كوكب شبيه بالأرض" لطالب عمران، فبحثت في علاقة العلم بالأدب، وفي ركائز الشعرية، والبعد الرؤياوي ووظائفه في هذه الرواية.
وينهض أدب الخيال العلمي على ثلاثة أبعاد: بعد علمي، وبعد شعري، وبعد تصويري يقوم على الصورة التي يشكلها فائض المعنى، وهي صورة ذهنية تولد صورة متخيلة عن العوالم الغريبة، والعجيبة التي يقدمها الروائي بلغة تجمع الخطابين العلمي، والأدبي.
الفصل الثالث: "النص المفتوح: القصة القصيرة جداً أنموذجاً"
يثير هذا الفصل جملة أسئلة: هل الجنس الأدبي ثابت أو متغير؟ هل يمكن أن تتحاور الأجناس والأنواع؟ هل يوجد شعر خالص الشعرية ونثر خالص النثرية. ألا يمكن أن يبنى السرد على الشعر؟
وبحثت في عبور النوع الأدبي إلى أنواع أخرى في القصة القصيرة جداً مع احتفاظه بهويته الخاصة، وعرّفت بمصطلح القصة القصيرة جداً، وتحدثت عن مقوماتها ومقاييسها ومعاييرها وركائزها، ثم فصّلت القول في شعريتها من خلال نماذج مختارة من القصة القصيرة جداً.
وقد رصدت ثلاثة أبعاد بنيت عليها القصة القصيرة جداً، هي: البعد السردي، والبعد الشعري، والبعد الصُوَريّ التشكيلي. فتقوم القصة القصيرة جداً على الإيحاء، والتكثيف، وهي سمات شعرية في نص نثري، وقد انفتحت على سيميائية البياض والصمت، فثمة تشكيل خاص للقصة القصيرة جداً، وثمة نص مفتوح على الأنواع بعامة.
الفصل الرابع: "النص والنص المضاد: قصيدة الومضة أنموذجاً"
يتحدث هذا الفصل عن قصيدة الومضة أو التوقيعة وأصولها الأولى، ويربط بينها وبين أدب التوقيعات في أدبنا العربي القديم، وقصيدة الهايكو اليابانية، ويفصّل في سمات قصيدة الومضة، ومعماريتها، وركائزها، وأنواعها.
ويتحدث الفصل عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع الأدبي، ويفرق بينها وبين الأنواع التي يمكن أن تتشابه معها، ويبحث في بنائها على السرد من جهة، وغناها بعناصر الشعرية من جهة أخرى، وينظر إليها على أنها نصّ شعريّ يمتلك سمات الشعرية العالية بإيحائه، وبعنصر المفارقة، والانزياح، والتصوير... وهي نصّ مضاد لطبيعته الشعرية في الوقت نفسه؛ لاشتمالها على الخبر الإعلامي، والمشهد المسرحي، والبعد الدرامي، ولجنوحها إلى السرد في نماذج متعددة، وتجاور السرد والوصف في كثير من النماذج المدروسة.
وثمة استخدام خاص للبياض النصي، وعلامات الترقيم في الومضة، لذا نظرت إليها على أنها تقوم على ثلاثة أبعاد: بعد سردي وبعد شعري وبعد بيانيّ إعلامي، فهي ملصقة أو فاكس شعري يوظف تقنيات الشعر والسرد معاً، ويوظف علامات الترقيم، والبياض النصي؛ فتزخر بالإيحاء، وتقول كلاماً كثيراً في جمل صغيرة؛ لذا تلتقي القصةَ القصيرة جداً في جوانب متعددة.
صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاب جديد للدكتوره سمر الديوب بعنوان "الخطاب ثلاثي الأبعاد: دراسات في الأدب العربي القديم".
وقد تحدثت المؤلفة في مقدمته عن مفهوم الأبعاد في الأدب، فتظهر في الخطاب الأدبي الأبعاد المتعددة؛ إذ يظهر التعارض بين الشعر والنثر، وبين الأدب بأنواعه، والأنواع غير الأدبية.
فلغة الشعر غنية بالإيحاء، والانفتاح على عوالم الخيال، ولغة النثر لغة سببية تعاقبية. وفي الرواية تعارض بين الأدب وغير الأدب، بين الأدبي والعلمي، والأدبي والتكنولوجي، والأدبي والفني التشكيلي، والأدبي والإعلامي، والأدبي والتاريخي والفلسفي.
وتتحاور هذه الجوانب كلها مع الخطاب الأدبي، وتضيف أبعاداً إليه، وتزيده غنى وثراء بهذه العلاقة الحوارية بين الأبعاد.
وقد آثرت اعتماد مصطلح الخطاب ثلاثي الأبعاد عنواناً لهذه الدراسة، فقد رصدت ثلاثة أبعاد ينهض عليها كل نوع أدبي اشتملت عليه فصول الدراسة. وقد تناولت هذه النصوص على مستويين:
- الأبعاد الثلاثة التي ينهض عليها كل نوع أدبي مدروس.
- العلاقة الحوارية التي تنتظم هذه الأبعاد.
وتتحدث فصول الكتاب عن الأنواع الأدبية الناشئة التي لم تكتمل بعد، ولم تأخذ حقها الكافي من الدراسات الأكاديمية.
وتحاول في هذه الدراسة أن تفيد من جهود النقاد الغربيين، والنقاد العرب المحدثين في دراسة هذه الأنواع، وتنطلق من فكرة أن القصة القصيرة جداً والأدب الرقمي وأدب الخيال العلمي وقصيدة الومضة أنواع تمثل أدب الرؤيا بامتياز من جهة، ومن جهة أخرى تعدّ ميداناً خصباً لدراسة الأبعاد التي اقترحتها، والعلاقة الحوارية بين الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النوع الواحد.
وتثير هذه الدراسة أسئلة متعددة منها: هل الأدب ثلاثي الأبعاد جديد؟ وهل وجدت هذه الأبعاد في الأدب سابقاً؟ وما العلاقة بين الأبعاد في النص الأدبي؟ وهل هذه الأنواع التي شكلت مادة الدراسة تجربة جديدة؟ هل تعلن قطيعتها عما سبقها من فنون أدبية؟ هل تعني ولادةُ نوع أدبي جديد أن هنالك شباباً وشيخوخة للنوع الأدبي؟ هل هذه الأنواع أسلوب استعرناه من الغرب؟ ما مستقبل هذه الأنواع في الثقافة العربية؟
وتبدأ الدراسة بمقدمة وتمهيد يتحدث عن مفهوم الأبعاد الثلاثة، ومصطلح الحوارية الذي أصّله باختين، وهو مرتبط بالحوار، وتعدد الأصوات والأساليب في الملفوظ نفسه، وتنقض الحوارية مقولة انغلاق الأثر الأدبي، وتقيم بدلاً منها فكرة الأثر المفتوح على النصوص، وضروب الخطاب.
ويبحث التمهيد في علاقة الحوارية بالتناص والأنواع الأدبية، فيبحث في علاقة الحوارية بالتناص الأجناسي، وبذلك يكون البحث في حوارية الأنواع مشروعاً للكشف عن أسرار الكتابة الإبداعية.
الفصل الأول: "الأدب المتعدد: الأدب الرقمي أنموذجاً"
تهدف في هذا الفصل إلى دراسة خصائص الأدب الرقمي وأنواعه وعلاقته بالعصر التكنولوجي، وتثير أسئلة تتعلق بلغة النص الرقمي موازنة بلغة النص الورقي، وكيفية مقاربة النص الرقمي نقدياً، وحوارية الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النص الرقمي، وأثر التكنولوجيا في أدبية هذا الأدب، وتحاول الوصول إلى رأي نقدي خاص بهذا الوافد الأدبي الجديد.
تدرس تطبيقاً لهذه الأفكار رواية "شات" لمحمد سناجلة من زاوية الاختلاف عن الرواية العادية بدءاً بالعتبة النصية إلى الاختلاف في طريقة تقديمها، ولغتها.
كما تدرس علاقات الحضور والغياب في القصة الرقمية من خلال قصة "صقيع" لسناجلة، وتدرس المجاز الرقمي وبلاغة الصوت والصورة في القصيدة الرقمية من خلال مجموعة مشتاق عباس "تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق"، والبلاغة والبلاغة المضادة في رواية ظلال العاشق الرقمية.
وينهض الأدب الرقمي على ثلاثة أبعاد، هي: بعد تكنولوجي، وبعد لغوي، وبعد سمعي بصري، فيشتمل على صورة ذهنية، وصورة تشكيلية، وصورة سمعية حركية إضافة إلى اللغة التي تشكل المادة الأساس مترافقة مع البعد التكنولوجي الذي يميز هذا الأدب.
الفصل الثاني: "شعرية العلم: أدب الخيال العلمي أنموذجاً"
تثير في هذا الفصل جملة أسئلة: أيّ أدب يتحكم في افتراضات المستقبل؟ هل يمكن أن تتعانق الثقافتان العلمية والأدبية؟ هل يطغى العلم على الأدب في أدب الخيال العلمي؟ هل العلاقة بينهما جدلية؟ ما الذي يجعل أدب الخيال العلمي أدباً مع ما فيه من حديث عن ظواهر علمية؟
وتتحدث عن أدب الخيال العلمي وأصوله الأولى وحدوده، وعلاقة المجاز بالعلم، وتصل إلى أن ثمة تداخلاً بين لغة البرهان ولغة المجاز في العلوم والفنون، فالعالِم يفكر بالمجاز؛ لذا اصطلحت تسمية مجاز العلم لتوصيف هذه الحالة، ووجدت أن مجاز العلم هو الذي يجعل الكتابة في أدب الخيال العلمي متسمة بالشعرية، فبحثت في ركائز هذه الشعرية، ووجدتها في البعد العجائبي، ومسافة التوتر، وشعرية الوصف والتصوير، والنسق اللغوي والبناء الدرامي.
وطبقت هذه الأفكار على رواية "في كوكب شبيه بالأرض" لطالب عمران، فبحثت في علاقة العلم بالأدب، وفي ركائز الشعرية، والبعد الرؤياوي ووظائفه في هذه الرواية.
وينهض أدب الخيال العلمي على ثلاثة أبعاد: بعد علمي، وبعد شعري، وبعد تصويري يقوم على الصورة التي يشكلها فائض المعنى، وهي صورة ذهنية تولد صورة متخيلة عن العوالم الغريبة، والعجيبة التي يقدمها الروائي بلغة تجمع الخطابين العلمي، والأدبي.
الفصل الثالث: "النص المفتوح: القصة القصيرة جداً أنموذجاً"
يثير هذا الفصل جملة أسئلة: هل الجنس الأدبي ثابت أو متغير؟ هل يمكن أن تتحاور الأجناس والأنواع؟ هل يوجد شعر خالص الشعرية ونثر خالص النثرية. ألا يمكن أن يبنى السرد على الشعر؟
وبحثت في عبور النوع الأدبي إلى أنواع أخرى في القصة القصيرة جداً مع احتفاظه بهويته الخاصة، وعرّفت بمصطلح القصة القصيرة جداً، وتحدثت عن مقوماتها ومقاييسها ومعاييرها وركائزها، ثم فصّلت القول في شعريتها من خلال نماذج مختارة من القصة القصيرة جداً.
وقد رصدت ثلاثة أبعاد بنيت عليها القصة القصيرة جداً، هي: البعد السردي، والبعد الشعري، والبعد الصُوَريّ التشكيلي. فتقوم القصة القصيرة جداً على الإيحاء، والتكثيف، وهي سمات شعرية في نص نثري، وقد انفتحت على سيميائية البياض والصمت، فثمة تشكيل خاص للقصة القصيرة جداً، وثمة نص مفتوح على الأنواع بعامة.
الفصل الرابع: "النص والنص المضاد: قصيدة الومضة أنموذجاً"
يتحدث هذا الفصل عن قصيدة الومضة أو التوقيعة وأصولها الأولى، ويربط بينها وبين أدب التوقيعات في أدبنا العربي القديم، وقصيدة الهايكو اليابانية، ويفصّل في سمات قصيدة الومضة، ومعماريتها، وركائزها، وأنواعها.
ويتحدث الفصل عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع الأدبي، ويفرق بينها وبين الأنواع التي يمكن أن تتشابه معها، ويبحث في بنائها على السرد من جهة، وغناها بعناصر الشعرية من جهة أخرى، وينظر إليها على أنها نصّ شعريّ يمتلك سمات الشعرية العالية بإيحائه، وبعنصر المفارقة، والانزياح، والتصوير... وهي نصّ مضاد لطبيعته الشعرية في الوقت نفسه؛ لاشتمالها على الخبر الإعلامي، والمشهد المسرحي، والبعد الدرامي، ولجنوحها إلى السرد في نماذج متعددة، وتجاور السرد والوصف في كثير من النماذج المدروسة.
وثمة استخدام خاص للبياض النصي، وعلامات الترقيم في الومضة، لذا نظرت إليها على أنها تقوم على ثلاثة أبعاد: بعد سردي وبعد شعري وبعد بيانيّ إعلامي، فهي ملصقة أو فاكس شعري يوظف تقنيات الشعر والسرد معاً، ويوظف علامات الترقيم، والبياض النصي؛ فتزخر بالإيحاء، وتقول كلاماً كثيراً في جمل صغيرة؛ لذا تلتقي القصةَ القصيرة جداً في جوانب متعددة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.