مذكرات رجل الأعمال محمد منصور تظهر بعد عامين من صدور النسخة الإنجليزية    الحد الأدني للقبول في الصف الأول الثانوي 2025 المرحلة الثانية في 7 محافظات .. رابط التقديم    من بيتك في دقائق.. طريقة استخراج جواز سفر مستعجل (الرسوم والأوراق المطلوبة)    سعر التفاح والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 31 يوليو 2025    «النصر للسيارات والصافي» يعلنان عن طرح 9 سيارات جديدة في مصر... (قائمة الأسعار)    إيرادات أزور تتجاوز 75 مليار دولار ومايكروسوفت تحقق أرباحا قياسية رغم تسريح الآلاف    الطعام فقط ومكافأة حماس.. هل يعترف ترامب بدولة فلسطين؟    بمليارات الدولارات.. ترامب يكشف تفاصيل اتفاقية تجارية جديدة وشاملة مع كوريا الجنوبية    الانقسام العربي لن يفيد إلا إسرائيل    «الصفقات مبتعملش كشف طبي».. طبيب الزمالك السابق يكشف أسرارًا نارية بعد رحيله    الزمالك يتلقى ضربة قوية قبل بداية الدوري (تفاصيل)    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    دنيا سمير غانم تخطف الأنظار خلال احتفالها بالعرض الخاص ل«روكي الغلابة» ( فيديو)    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    يعشقون الراحة والسرير ملاذهم المقدس.. 4 أبراج «بيحبوا النوم زيادة عن اللزوم»    لحماية الكلى من الإرهاق.. أهم المشروبات المنعشة للمرضى في الصيف    مدير أمن سوهاج يقود لجنة مرورية بمحيط مديرية التربية والتعليم    روسيا: اعتراض وتدمير 13 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق منطقتي روستوف وبيلجورود    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بالشيوخ    الوضع في الأراضي الفلسطينية وسوريا ولبنان محور مباحثات مسؤول روسي وأمين الأمم المتحدة    في حفل زفاف بقنا.. طلق ناري يصيب طالبة    مصرع شاب وإصابة 4 في تصادم سيارة وتروسيكل بالمنيا    3 مصابين فى تصادم «توكتوك» بطريق السادات في أسوان    إغلاق جزئى لمزرعة سمكية مخالفة بقرية أم مشاق بالقصاصين فى الإسماعيلية    نشرة التوك شو| انخفاض سعر الصرف.. والغرف التجارية تكشف موعد مبادرة خفض الأسعار..    التوأم يشترط وديات من العيار الثقيل لمنتخب مصر قبل مواجهتي إثيوبيا وبوركينا فاسو    لطفي لبيب.. جندي مصري في حرب أكتوبر رفض تكريم سفارة عدو جسّده سينمائيا    ختام منافسات اليوم الأول بالبطولة الأفريقية للبوتشيا المؤهلة لكأس العالم 2026    المصري يواجه هلال مساكن فى ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    بعد 20 سنة غيبوبة.. والد الأمير النائم يكشف تفاصيل لأول مرة (فيديو)    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 31 يوليو 2025    هل تتأثر مصر بزلزال روسيا العنيف، البحوث الفلكية تحسمها وتوجه رسالة إلى المواطنين    ترامب: وزارة الخزانة ستُضيف 200 مليار دولار الشهر المقبل من عائدات الرسوم الجمركية    أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. الاتحاد الأوروبى وإيطاليا يدعمان السلطة الفلسطينية ب23 مليون يورو.. وفلسطين تدعو استونيا وليتوانيا وكرواتيا للاعتراف بها.. ومباحثات روسية سورية غدا بموسكو    حدث ليلًا| مصر تسقط أطنانا من المساعدات على غزة وتوضيح حكومي بشأن الآثار المنهوبة    مدير أمن القليوبية يعتمد حركة تنقلات داخلية لضباط المديرية    القبض على 3 شباب بتهمة الاعتداء على آخر وهتك عرضه بالفيوم    «أمطار في عز الحر» : بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: «توخوا الحذر»    مدير تعليم القاهرة تتفقد أعمال الإنشاء والصيانة بمدارس المقطم وتؤكد الالتزام بالجدول الزمني    تنسيق المرحلة الأولى 2025.. لماذا يجب على الطلاب تسجيل 75 رغبة؟    25 صورة من تكريم "الجبهة الوطنية" أوائل الثانوية العامة    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب تنخفض 720 للجنيه اليوم الخميس بالصاغة    ب 3 أغنيات.. حمزة نمرة يطلق الدفعة الثانية من أغنيات ألبومه الجديد «قرار شخصي» (فيديو)    مونيكا حنا: علم المصريات نشأ فى سياق استعمارى    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    شادى سرور ل"ستوديو إكسترا": بدأت الإخراج بالصدفة فى "حقوق عين شمس"    محمد أسامة: تلقيت عرضا من الأهلي.. وثنائي الزمالك لا يعاني إصابات مزمنة    "تلقى عرضين".. أحمد شوبير يكشف الموقف النهائي للاعب مع الفريق    وزير الرياضة يتفقد نادي السيارات والرحلات المصري بالعلمين    حياة كريمة.. الكشف على 817 مواطنا بقافلة طبية بالتل الكبير بالإسماعيلية    أسباب عين السمكة وأعراضها وطرق التخلص منها    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    ما حكم الخمر إذا تحولت إلى خل؟.. أمين الفتوى يوضح    الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر: المهم التحصن لا معرفة من قام به    الشيخ خالد الجندي: الرسول الكريم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين على الناس    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطاب ثلاثي الأبعاد: دراسات في الأدب العربي القديم
نشر في صوت البلد يوم 15 - 08 - 2017

صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاب جديد للدكتوره سمر الديوب بعنوان "الخطاب ثلاثي الأبعاد: دراسات في الأدب العربي القديم".
وقد تحدثت المؤلفة في مقدمته عن مفهوم الأبعاد في الأدب، فتظهر في الخطاب الأدبي الأبعاد المتعددة؛ إذ يظهر التعارض بين الشعر والنثر، وبين الأدب بأنواعه، والأنواع غير الأدبية.
فلغة الشعر غنية بالإيحاء، والانفتاح على عوالم الخيال، ولغة النثر لغة سببية تعاقبية. وفي الرواية تعارض بين الأدب وغير الأدب، بين الأدبي والعلمي، والأدبي والتكنولوجي، والأدبي والفني التشكيلي، والأدبي والإعلامي، والأدبي والتاريخي والفلسفي.
وتتحاور هذه الجوانب كلها مع الخطاب الأدبي، وتضيف أبعاداً إليه، وتزيده غنى وثراء بهذه العلاقة الحوارية بين الأبعاد.
وقد آثرت اعتماد مصطلح الخطاب ثلاثي الأبعاد عنواناً لهذه الدراسة، فقد رصدت ثلاثة أبعاد ينهض عليها كل نوع أدبي اشتملت عليه فصول الدراسة. وقد تناولت هذه النصوص على مستويين:
- الأبعاد الثلاثة التي ينهض عليها كل نوع أدبي مدروس.
- العلاقة الحوارية التي تنتظم هذه الأبعاد.
وتتحدث فصول الكتاب عن الأنواع الأدبية الناشئة التي لم تكتمل بعد، ولم تأخذ حقها الكافي من الدراسات الأكاديمية.
وتحاول في هذه الدراسة أن تفيد من جهود النقاد الغربيين، والنقاد العرب المحدثين في دراسة هذه الأنواع، وتنطلق من فكرة أن القصة القصيرة جداً والأدب الرقمي وأدب الخيال العلمي وقصيدة الومضة أنواع تمثل أدب الرؤيا بامتياز من جهة، ومن جهة أخرى تعدّ ميداناً خصباً لدراسة الأبعاد التي اقترحتها، والعلاقة الحوارية بين الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النوع الواحد.
وتثير هذه الدراسة أسئلة متعددة منها: هل الأدب ثلاثي الأبعاد جديد؟ وهل وجدت هذه الأبعاد في الأدب سابقاً؟ وما العلاقة بين الأبعاد في النص الأدبي؟ وهل هذه الأنواع التي شكلت مادة الدراسة تجربة جديدة؟ هل تعلن قطيعتها عما سبقها من فنون أدبية؟ هل تعني ولادةُ نوع أدبي جديد أن هنالك شباباً وشيخوخة للنوع الأدبي؟ هل هذه الأنواع أسلوب استعرناه من الغرب؟ ما مستقبل هذه الأنواع في الثقافة العربية؟
وتبدأ الدراسة بمقدمة وتمهيد يتحدث عن مفهوم الأبعاد الثلاثة، ومصطلح الحوارية الذي أصّله باختين، وهو مرتبط بالحوار، وتعدد الأصوات والأساليب في الملفوظ نفسه، وتنقض الحوارية مقولة انغلاق الأثر الأدبي، وتقيم بدلاً منها فكرة الأثر المفتوح على النصوص، وضروب الخطاب.
ويبحث التمهيد في علاقة الحوارية بالتناص والأنواع الأدبية، فيبحث في علاقة الحوارية بالتناص الأجناسي، وبذلك يكون البحث في حوارية الأنواع مشروعاً للكشف عن أسرار الكتابة الإبداعية.
الفصل الأول: "الأدب المتعدد: الأدب الرقمي أنموذجاً"
تهدف في هذا الفصل إلى دراسة خصائص الأدب الرقمي وأنواعه وعلاقته بالعصر التكنولوجي، وتثير أسئلة تتعلق بلغة النص الرقمي موازنة بلغة النص الورقي، وكيفية مقاربة النص الرقمي نقدياً، وحوارية الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النص الرقمي، وأثر التكنولوجيا في أدبية هذا الأدب، وتحاول الوصول إلى رأي نقدي خاص بهذا الوافد الأدبي الجديد.
تدرس تطبيقاً لهذه الأفكار رواية "شات" لمحمد سناجلة من زاوية الاختلاف عن الرواية العادية بدءاً بالعتبة النصية إلى الاختلاف في طريقة تقديمها، ولغتها.
كما تدرس علاقات الحضور والغياب في القصة الرقمية من خلال قصة "صقيع" لسناجلة، وتدرس المجاز الرقمي وبلاغة الصوت والصورة في القصيدة الرقمية من خلال مجموعة مشتاق عباس "تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق"، والبلاغة والبلاغة المضادة في رواية ظلال العاشق الرقمية.
وينهض الأدب الرقمي على ثلاثة أبعاد، هي: بعد تكنولوجي، وبعد لغوي، وبعد سمعي بصري، فيشتمل على صورة ذهنية، وصورة تشكيلية، وصورة سمعية حركية إضافة إلى اللغة التي تشكل المادة الأساس مترافقة مع البعد التكنولوجي الذي يميز هذا الأدب.
الفصل الثاني: "شعرية العلم: أدب الخيال العلمي أنموذجاً"
تثير في هذا الفصل جملة أسئلة: أيّ أدب يتحكم في افتراضات المستقبل؟ هل يمكن أن تتعانق الثقافتان العلمية والأدبية؟ هل يطغى العلم على الأدب في أدب الخيال العلمي؟ هل العلاقة بينهما جدلية؟ ما الذي يجعل أدب الخيال العلمي أدباً مع ما فيه من حديث عن ظواهر علمية؟
وتتحدث عن أدب الخيال العلمي وأصوله الأولى وحدوده، وعلاقة المجاز بالعلم، وتصل إلى أن ثمة تداخلاً بين لغة البرهان ولغة المجاز في العلوم والفنون، فالعالِم يفكر بالمجاز؛ لذا اصطلحت تسمية مجاز العلم لتوصيف هذه الحالة، ووجدت أن مجاز العلم هو الذي يجعل الكتابة في أدب الخيال العلمي متسمة بالشعرية، فبحثت في ركائز هذه الشعرية، ووجدتها في البعد العجائبي، ومسافة التوتر، وشعرية الوصف والتصوير، والنسق اللغوي والبناء الدرامي.
وطبقت هذه الأفكار على رواية "في كوكب شبيه بالأرض" لطالب عمران، فبحثت في علاقة العلم بالأدب، وفي ركائز الشعرية، والبعد الرؤياوي ووظائفه في هذه الرواية.
وينهض أدب الخيال العلمي على ثلاثة أبعاد: بعد علمي، وبعد شعري، وبعد تصويري يقوم على الصورة التي يشكلها فائض المعنى، وهي صورة ذهنية تولد صورة متخيلة عن العوالم الغريبة، والعجيبة التي يقدمها الروائي بلغة تجمع الخطابين العلمي، والأدبي.
الفصل الثالث: "النص المفتوح: القصة القصيرة جداً أنموذجاً"
يثير هذا الفصل جملة أسئلة: هل الجنس الأدبي ثابت أو متغير؟ هل يمكن أن تتحاور الأجناس والأنواع؟ هل يوجد شعر خالص الشعرية ونثر خالص النثرية. ألا يمكن أن يبنى السرد على الشعر؟
وبحثت في عبور النوع الأدبي إلى أنواع أخرى في القصة القصيرة جداً مع احتفاظه بهويته الخاصة، وعرّفت بمصطلح القصة القصيرة جداً، وتحدثت عن مقوماتها ومقاييسها ومعاييرها وركائزها، ثم فصّلت القول في شعريتها من خلال نماذج مختارة من القصة القصيرة جداً.
وقد رصدت ثلاثة أبعاد بنيت عليها القصة القصيرة جداً، هي: البعد السردي، والبعد الشعري، والبعد الصُوَريّ التشكيلي. فتقوم القصة القصيرة جداً على الإيحاء، والتكثيف، وهي سمات شعرية في نص نثري، وقد انفتحت على سيميائية البياض والصمت، فثمة تشكيل خاص للقصة القصيرة جداً، وثمة نص مفتوح على الأنواع بعامة.
الفصل الرابع: "النص والنص المضاد: قصيدة الومضة أنموذجاً"
يتحدث هذا الفصل عن قصيدة الومضة أو التوقيعة وأصولها الأولى، ويربط بينها وبين أدب التوقيعات في أدبنا العربي القديم، وقصيدة الهايكو اليابانية، ويفصّل في سمات قصيدة الومضة، ومعماريتها، وركائزها، وأنواعها.
ويتحدث الفصل عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع الأدبي، ويفرق بينها وبين الأنواع التي يمكن أن تتشابه معها، ويبحث في بنائها على السرد من جهة، وغناها بعناصر الشعرية من جهة أخرى، وينظر إليها على أنها نصّ شعريّ يمتلك سمات الشعرية العالية بإيحائه، وبعنصر المفارقة، والانزياح، والتصوير... وهي نصّ مضاد لطبيعته الشعرية في الوقت نفسه؛ لاشتمالها على الخبر الإعلامي، والمشهد المسرحي، والبعد الدرامي، ولجنوحها إلى السرد في نماذج متعددة، وتجاور السرد والوصف في كثير من النماذج المدروسة.
وثمة استخدام خاص للبياض النصي، وعلامات الترقيم في الومضة، لذا نظرت إليها على أنها تقوم على ثلاثة أبعاد: بعد سردي وبعد شعري وبعد بيانيّ إعلامي، فهي ملصقة أو فاكس شعري يوظف تقنيات الشعر والسرد معاً، ويوظف علامات الترقيم، والبياض النصي؛ فتزخر بالإيحاء، وتقول كلاماً كثيراً في جمل صغيرة؛ لذا تلتقي القصةَ القصيرة جداً في جوانب متعددة.
صدر عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاب جديد للدكتوره سمر الديوب بعنوان "الخطاب ثلاثي الأبعاد: دراسات في الأدب العربي القديم".
وقد تحدثت المؤلفة في مقدمته عن مفهوم الأبعاد في الأدب، فتظهر في الخطاب الأدبي الأبعاد المتعددة؛ إذ يظهر التعارض بين الشعر والنثر، وبين الأدب بأنواعه، والأنواع غير الأدبية.
فلغة الشعر غنية بالإيحاء، والانفتاح على عوالم الخيال، ولغة النثر لغة سببية تعاقبية. وفي الرواية تعارض بين الأدب وغير الأدب، بين الأدبي والعلمي، والأدبي والتكنولوجي، والأدبي والفني التشكيلي، والأدبي والإعلامي، والأدبي والتاريخي والفلسفي.
وتتحاور هذه الجوانب كلها مع الخطاب الأدبي، وتضيف أبعاداً إليه، وتزيده غنى وثراء بهذه العلاقة الحوارية بين الأبعاد.
وقد آثرت اعتماد مصطلح الخطاب ثلاثي الأبعاد عنواناً لهذه الدراسة، فقد رصدت ثلاثة أبعاد ينهض عليها كل نوع أدبي اشتملت عليه فصول الدراسة. وقد تناولت هذه النصوص على مستويين:
- الأبعاد الثلاثة التي ينهض عليها كل نوع أدبي مدروس.
- العلاقة الحوارية التي تنتظم هذه الأبعاد.
وتتحدث فصول الكتاب عن الأنواع الأدبية الناشئة التي لم تكتمل بعد، ولم تأخذ حقها الكافي من الدراسات الأكاديمية.
وتحاول في هذه الدراسة أن تفيد من جهود النقاد الغربيين، والنقاد العرب المحدثين في دراسة هذه الأنواع، وتنطلق من فكرة أن القصة القصيرة جداً والأدب الرقمي وأدب الخيال العلمي وقصيدة الومضة أنواع تمثل أدب الرؤيا بامتياز من جهة، ومن جهة أخرى تعدّ ميداناً خصباً لدراسة الأبعاد التي اقترحتها، والعلاقة الحوارية بين الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النوع الواحد.
وتثير هذه الدراسة أسئلة متعددة منها: هل الأدب ثلاثي الأبعاد جديد؟ وهل وجدت هذه الأبعاد في الأدب سابقاً؟ وما العلاقة بين الأبعاد في النص الأدبي؟ وهل هذه الأنواع التي شكلت مادة الدراسة تجربة جديدة؟ هل تعلن قطيعتها عما سبقها من فنون أدبية؟ هل تعني ولادةُ نوع أدبي جديد أن هنالك شباباً وشيخوخة للنوع الأدبي؟ هل هذه الأنواع أسلوب استعرناه من الغرب؟ ما مستقبل هذه الأنواع في الثقافة العربية؟
وتبدأ الدراسة بمقدمة وتمهيد يتحدث عن مفهوم الأبعاد الثلاثة، ومصطلح الحوارية الذي أصّله باختين، وهو مرتبط بالحوار، وتعدد الأصوات والأساليب في الملفوظ نفسه، وتنقض الحوارية مقولة انغلاق الأثر الأدبي، وتقيم بدلاً منها فكرة الأثر المفتوح على النصوص، وضروب الخطاب.
ويبحث التمهيد في علاقة الحوارية بالتناص والأنواع الأدبية، فيبحث في علاقة الحوارية بالتناص الأجناسي، وبذلك يكون البحث في حوارية الأنواع مشروعاً للكشف عن أسرار الكتابة الإبداعية.
الفصل الأول: "الأدب المتعدد: الأدب الرقمي أنموذجاً"
تهدف في هذا الفصل إلى دراسة خصائص الأدب الرقمي وأنواعه وعلاقته بالعصر التكنولوجي، وتثير أسئلة تتعلق بلغة النص الرقمي موازنة بلغة النص الورقي، وكيفية مقاربة النص الرقمي نقدياً، وحوارية الأنواع الأدبية وغير الأدبية في النص الرقمي، وأثر التكنولوجيا في أدبية هذا الأدب، وتحاول الوصول إلى رأي نقدي خاص بهذا الوافد الأدبي الجديد.
تدرس تطبيقاً لهذه الأفكار رواية "شات" لمحمد سناجلة من زاوية الاختلاف عن الرواية العادية بدءاً بالعتبة النصية إلى الاختلاف في طريقة تقديمها، ولغتها.
كما تدرس علاقات الحضور والغياب في القصة الرقمية من خلال قصة "صقيع" لسناجلة، وتدرس المجاز الرقمي وبلاغة الصوت والصورة في القصيدة الرقمية من خلال مجموعة مشتاق عباس "تباريح رقمية لسيرة بعضها أزرق"، والبلاغة والبلاغة المضادة في رواية ظلال العاشق الرقمية.
وينهض الأدب الرقمي على ثلاثة أبعاد، هي: بعد تكنولوجي، وبعد لغوي، وبعد سمعي بصري، فيشتمل على صورة ذهنية، وصورة تشكيلية، وصورة سمعية حركية إضافة إلى اللغة التي تشكل المادة الأساس مترافقة مع البعد التكنولوجي الذي يميز هذا الأدب.
الفصل الثاني: "شعرية العلم: أدب الخيال العلمي أنموذجاً"
تثير في هذا الفصل جملة أسئلة: أيّ أدب يتحكم في افتراضات المستقبل؟ هل يمكن أن تتعانق الثقافتان العلمية والأدبية؟ هل يطغى العلم على الأدب في أدب الخيال العلمي؟ هل العلاقة بينهما جدلية؟ ما الذي يجعل أدب الخيال العلمي أدباً مع ما فيه من حديث عن ظواهر علمية؟
وتتحدث عن أدب الخيال العلمي وأصوله الأولى وحدوده، وعلاقة المجاز بالعلم، وتصل إلى أن ثمة تداخلاً بين لغة البرهان ولغة المجاز في العلوم والفنون، فالعالِم يفكر بالمجاز؛ لذا اصطلحت تسمية مجاز العلم لتوصيف هذه الحالة، ووجدت أن مجاز العلم هو الذي يجعل الكتابة في أدب الخيال العلمي متسمة بالشعرية، فبحثت في ركائز هذه الشعرية، ووجدتها في البعد العجائبي، ومسافة التوتر، وشعرية الوصف والتصوير، والنسق اللغوي والبناء الدرامي.
وطبقت هذه الأفكار على رواية "في كوكب شبيه بالأرض" لطالب عمران، فبحثت في علاقة العلم بالأدب، وفي ركائز الشعرية، والبعد الرؤياوي ووظائفه في هذه الرواية.
وينهض أدب الخيال العلمي على ثلاثة أبعاد: بعد علمي، وبعد شعري، وبعد تصويري يقوم على الصورة التي يشكلها فائض المعنى، وهي صورة ذهنية تولد صورة متخيلة عن العوالم الغريبة، والعجيبة التي يقدمها الروائي بلغة تجمع الخطابين العلمي، والأدبي.
الفصل الثالث: "النص المفتوح: القصة القصيرة جداً أنموذجاً"
يثير هذا الفصل جملة أسئلة: هل الجنس الأدبي ثابت أو متغير؟ هل يمكن أن تتحاور الأجناس والأنواع؟ هل يوجد شعر خالص الشعرية ونثر خالص النثرية. ألا يمكن أن يبنى السرد على الشعر؟
وبحثت في عبور النوع الأدبي إلى أنواع أخرى في القصة القصيرة جداً مع احتفاظه بهويته الخاصة، وعرّفت بمصطلح القصة القصيرة جداً، وتحدثت عن مقوماتها ومقاييسها ومعاييرها وركائزها، ثم فصّلت القول في شعريتها من خلال نماذج مختارة من القصة القصيرة جداً.
وقد رصدت ثلاثة أبعاد بنيت عليها القصة القصيرة جداً، هي: البعد السردي، والبعد الشعري، والبعد الصُوَريّ التشكيلي. فتقوم القصة القصيرة جداً على الإيحاء، والتكثيف، وهي سمات شعرية في نص نثري، وقد انفتحت على سيميائية البياض والصمت، فثمة تشكيل خاص للقصة القصيرة جداً، وثمة نص مفتوح على الأنواع بعامة.
الفصل الرابع: "النص والنص المضاد: قصيدة الومضة أنموذجاً"
يتحدث هذا الفصل عن قصيدة الومضة أو التوقيعة وأصولها الأولى، ويربط بينها وبين أدب التوقيعات في أدبنا العربي القديم، وقصيدة الهايكو اليابانية، ويفصّل في سمات قصيدة الومضة، ومعماريتها، وركائزها، وأنواعها.
ويتحدث الفصل عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذا النوع الأدبي، ويفرق بينها وبين الأنواع التي يمكن أن تتشابه معها، ويبحث في بنائها على السرد من جهة، وغناها بعناصر الشعرية من جهة أخرى، وينظر إليها على أنها نصّ شعريّ يمتلك سمات الشعرية العالية بإيحائه، وبعنصر المفارقة، والانزياح، والتصوير... وهي نصّ مضاد لطبيعته الشعرية في الوقت نفسه؛ لاشتمالها على الخبر الإعلامي، والمشهد المسرحي، والبعد الدرامي، ولجنوحها إلى السرد في نماذج متعددة، وتجاور السرد والوصف في كثير من النماذج المدروسة.
وثمة استخدام خاص للبياض النصي، وعلامات الترقيم في الومضة، لذا نظرت إليها على أنها تقوم على ثلاثة أبعاد: بعد سردي وبعد شعري وبعد بيانيّ إعلامي، فهي ملصقة أو فاكس شعري يوظف تقنيات الشعر والسرد معاً، ويوظف علامات الترقيم، والبياض النصي؛ فتزخر بالإيحاء، وتقول كلاماً كثيراً في جمل صغيرة؛ لذا تلتقي القصةَ القصيرة جداً في جوانب متعددة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.