مخلوقات جراد البحر الأمريكى هى نوع جديد من أنواع الغزو التى يتعرض له نهر النيل فإنها لم تكون موجودة حتى شوهدت عام 1980 ، حيث إستفادت من حرارة مياه النهر وتوافر الغذاء فيه وغياب المفترسين الطبيعيين لها للتكاثر والتوالد ومزاحمة الصيادين الفقراء على أرزاقهم بمخالبها الفتاكة. ويعتقد العلماء أن سلالة جراد البحر التي إستوطنت النيل حديثاً دخلت من البحر المتوسط عبر منطقة الدلتا، حيث يصب النهر الذي يعتبر الأطول في العالم، وقد غطى انتشارها كامل امتداد النهر حتى الحدود السودانية، علماً أن أصول هذا النوع من المخلوقات يعود إلى ولاية لويزيانا الأمريكية. ويقول الصياد صالح زايد: إن جراد البحر يقوم بقطع الشباك وسحب الأسماك خلال الصيد متسبباً بخسائر كبيرة خلال ساعة أو نصف ساعة أو حتى عشر دقائق يمكن لجراد البحر تقطيع الأسماك التي أكون قد اصطدتها. و من المخاطر التي يتسبب بها الجراد البحر قدرته على الحفر حتى عمق ثلاثة أقدام في قاع النهر الأمر الذي تسبب في تدمير أنظمة المياه في عدة مواقع بدلتا النيل شمالي مصر ويؤثر سلباً على الزراعة، و قد أظهرت الفحوصات لاحقاً أنها من فصيلة جراد البحر الذي يعيش في المياه العذبة. فمن المعروف أن فصيلة القشريات التي ينتمي جراد البحر لها تقضي على الطفيليات المعدية وفي مقدمتها البلهارسيا التي طالما عانى المصريون من تأثيراتها الصحية المدمرة. وتشكل اليرقات والديدان الطفيلية غذاءً مفضلاً للقشريات التي تقبل عليها لسهولة أكلها وتشير دراسات جامعة عين شمس إلى أن المناطق التي ينتشر فيها جراد البحر بكثرة في النيل تشهد أدنى معدلات للإصابة بالبلهارسيا. ويؤكد الدكتور مجدي خليل خبير الحياة المائية أن روايات دخول جراد البحر إلى الشرق الأوسط وغزوه للنيل متعددة غير أن نسبة كبيرة منها تجمع على دور رجل أعمال مصري حاول أن يتوسع في مشروع بناء مراعى للأسماك الذى كان يعتقد أنها كميات من بيض القريدس ليتضح لاحقاً أنها عائدة لجراد البحر الذي ما إن كبرت مجموعاته حتى أكلت كل الأسماك في المرعى وحفرت لتنتقل إلى المراعي المجاورة لينطلق المستثمر المصري بدافع الغضب ويلقي أعداداً من هذه المخلوقات في النيل. ويلفت خليل إلى أنه يعمل مع زملاء له في جامعة عين شمس على الاتصال بفرق أمريكية لمعرفة كيفية التعامل معه الذي أصبح المصريون يطلقون عليه اسم صرصور النيل أو حتى النظر في فرصة الاستفادة منه. وإلى جانب دورها الصحي هذا، يقول خليل إن جراد البحرهو الحل لمشكلة أسعار الغذاء المرتفعة في مصر، فهو مصدر رخيص ولذيذ للبروتين وقد بدأت العديد من المحال والمطاعم بالفعل تعرضه على قوائم منتجاتها. ويشير خليل إلى أن عوائد بيع منتجات جراد البحر في ولاية لويزيانا الأمريكي التي تشكل موطنه الأصلي، تدر على أصحابها أكثر من 120 مليون دولار سنوياً وتمتلك مصر بالتالي فرصة الحصول على أرباح مماثلة، إذا ما طورت بدورها منتجات محلية.