رغم ان صناعة السكر من اقدم الصناعات التي عرفتها مصر الا اننا حتي الآن نحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي لسد الفجوة الاستيرادية له باقل التكاليف ولنوفر العملة الحرة.. الارقام تقول ان استهلاكنا السنوي من السكر يبلغ حوالي 600 الف طن بينما لا يتعدي حجم الانتاج المحلي في افضل حالاته 200 الف طن يتم تدبير الباقي عن طريق الاستيراد للسكر الابيض او السكر الخام الذي يتم تكريره محليا وتبلغ الفجوة الاستيرادية ما يقرب من 400 الف طن تكلف الدولة اكثر من 900 مليون جنيه. وفي الوقت نفسه ورغم اجراد دراسات مكثفة وتجارب علي انتاج محصول الاستيفا وادخاله للزراعة المصرية كأحد المحاصيل الرئيسية التي تنتج السكر لسد الفجوة الغذائية له الا اننا حتي الآن لم نستفد منه لاننا لم ننشئ اي مصنع لانتاج السكر الخاص به رغم جدواه الاقتصادية. يرجع المهندس حسن كامل حسن رئيس مجلس ادارة شركة السكر والصناعات التكاملية سبب ارتفاع سعر السكر الي مروره بماض طويل من عدم الاستقرار والتقلبات السعرية الحادة علي مستوي العالم.. مؤكدا ان دولتي البرازيل وتايلاند اتجهتا الي توجيه محصول القصب لانتاج الكحول بدلا من السكر مما ساهم في ارتفاع اسعار السكر، مشيراً الي ان مصر تحتل المركز الثاني عشر بين اكبر الدول المستوردة للسكر لانها تستورد ما يزيد علي مليون طن سنويا. فيما يؤكد د. احمد ابو دوح مدير معهد بحوث المحاصيل السكرية ان المعهد له دور مهم في النهوض بالمحاصيل السكرية ودعم البحوث والدراسات لايجاد اصناف جديدة عالية الانتاجية والجودة. ويقول ان نبات الاستيفاء ينتمي الي العائلة المركبة " COMPO S.TAE" وهو نيات عشبي معمر اسمه العلمي ستيفا ريبوديانا بيرتوني STEVIA REBAUDIANA BERTONI ويتميز باحتواء اوراقه علي مجموعة من المركبات الطبيعية التي لها قوة تحلية تتراوح ما بين عشرات المرات الي مئات المرات حيث يبلغ متوسط قوة تحليتها من 200 الي 300 مرة من قدرة السكروز. ويضيف ابو دوح ان شركة ستيفا الدولة للمشروعات الزراعية اعدت في نهاية التسعينيات دراسات اقتصادية لاقامة اول مشروع فيمصر لزراعته وانتاج خلاصته وذلك بالتعاون مع شركة السكر للصناعات التكاملية.. لافتا الي احتواد النبات علي مركب الاستيفيوسايدز الذي يتميز بقوة تحلية تصل الي 60% من سكر السكروز فيحين ان كفاءة استخدام المياه بالنسبة للاستيفا تعد افضل 20 مرة من بنجر السكر و 40 مرة من قصب السكرصديق البيئة. ومن جهته يؤكد د. عبد الوهاب اسماعيل علام رئيس مجلس المحاصيل السكرية ورئيس الحملة القومية للمحاصيل السكرية ان خلاصة الاستيفا التي تتمثل في المادة المسكرة يتم استخلاصها وفصلها عن المواد الاخري باستخدام تقنية خاصة لا تتخللها اي عمليات كيميائية ولا يترتب عليها تلوث للبيئة او عوادم او نفايات.. مشيرا الي ان المستخلص الحلو يجئ في شكل بوردة او مسحوق جاف مثل سكر البودرة وتبلغ قوة تحليته 200 مرة من قدرة السكروز وانه لا يترك اي روائح وله قدرة فائقة علي الذوبان في الماء ويمتزج بالمركبات الاخري. ويضيف علام ان الاستيفا له ثبات حراري عند الطهي او البسترة او الصناعة ولا تتغير مواصفاته او جودة استخدامه في جميع انواع العصائر والحلويات والمياه الغازية وكذلك يتميز بثباته عند التخزين. اما د. محسن عواد الباحث بمصنع سكر ادفوباسوان فيقول انه اجري عدة تجارب علي زراعة نبات الاستيفا بالتعاون مع باحثين المان وكشف في بحثه ان الخبرة المصرية تفوقت علي الالمانية في زراعته واستخلاص اوراقه.. موحا ان النبات يحتاج الي تربة جيدة التهوية ودرجات حرارة لا تزيد علي 18 درجة مئوية ولا تقل عن 13 درجة ويحتاج الي قدر وفير من الطاقة الشمسية ونهار طويل. ويشير عواد الي ان احتياجات الاستيفا المائية معقولة فضلا عن ان زراعته تتم باستخدام العقلة او الترقيد او زراعة الانسجة او البذرة لافتا الي ان عمر النبات يتراوح ما بين 5 الي 7 سنوات.. موضحا انه يمكن الحصول علي عدة حشات منه عندما يصل ارتفاعه الي 40 50 سم وان دورة الحش ما بين شهرين الي ثلاثة اشهر والفدان الواحد ينتج ما بين 300 الي 400 كيلو. ويضيف ان زراعة الاستيفا ناجحة في مصر من الاسكندرية الي اسوان ويقول: رغم ذلك لم ينشأ اي مصنع لانتاج السكر الخاص به رغم جدوته الاقتصادية. الامر نفسه يؤكد عليه د. احمد عطية الباحث بمعهد بحوث المحاصيل السكرية والمشرف علي زراعته ويقول ان انتاج الفدان يصل الي 400 كيلو جرام من خلاصة الاستيفا وهو يعادل 80 طنا من السكر فيما ينتج فدان البنجر نحو 2.5 طن سكر وفدان القصب 4.5 طن سكر مما يزيد من الكفاءة الانتاجية للارض ويترتب علي زراعته توفير مساحات كبيرة من الارض يمكن استغلالها في زراعة الحبوب. ويرجع عطية قيام الدول الصناعية بالتوسع في زراعة الاستيفا واستخلاص خاماته لارتفاع قيمته الغذائية ورفع مستوي الصحة العامة لانه يستخدم كمحلي طبيعي خال من السعرات الحرارية مما يقلل من احتمالات الاصابة بمرض السكر كما انه يتناسب مع اطعمة ضبط الوزن الريجيم ولا يسبب مشاكل للاسنان ويصلح ايضا للحوامل فضلا عن انه يناسب شباب الخريجين عند زراعته لانه لا يحتاج الي رأسمال كبير.