سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 20-8-2025 مع بداية التعاملات    الرهائن ال20 والإعمار، ويتكوف يكشف وصفة إنهاء حرب غزة    شهداء وجرحى جراء في غارات إسرائيلية متواصلة على خان يونس    "تفوق أبيض وزيزو الهداف".. تاريخ مواجهات الزمالك ومودرن سبورت قبل مباراة الدوري    نجم الزمالك ينعى محمد الشناوي في وفاة والده    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك ومودرن سبورت بالدوري    البيت الأبيض يُطلق حسابًا رسميًا على "تيك توك".. وترامب: "أنا صوتكم لقد عدنا يا أمريكا"    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 20-8-2025 في بورصة الدواجن.. ثمن الدجاجة والكتكوت الأبيض    د.حماد عبدالله يكتب: كفانا غطرسة.. وغباء !!    صعبة وربنا يمنحني القوة، كاظم الساهر يعلن مفاجآت للجمهور قبل حفله بالسعودية (فيديو)    حمزة نمرة عن أحمد عدوية: أستاذي وبروفايل مصري زي الدهب»    لأول مرة .. برج المملكة يحمل أفيش فيلم درويش    المناعة الذاتية بوابة الشغف والتوازن    تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي احتياطي إسرائيلي لاحتلال غزة    محاكمة المتهم بابتزاز الفنان طارق ريحان اليوم    31 مليون جنيه مصري.. سعر ومواصفات ساعة صلاح في حفل الأفضل بالدوري الإنجليزي    ترامب: رئيس البنك المركزي يضر بقطاع الإسكان وعليه خفض أسعار الفائدة    مجلس القضاء الأعلى يقر الجزء الأول من الحركة القضائية    10 صور ترصد استعدادات قرية السلامية بقنا للاحتفال بمولد العذراء    6 رسائل مهمة من مدبولي أمام مجلس الأعمال المصري الياباني بطوكيو    موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 ونتيجة تقليل الاغتراب (رابط)    تنسيق الثانوية العامة 2025.. كليات المرحلة الثالثة من 50% أدبي    فلكيا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة الرسمية للموظفين والبنوك    خلال بحثه عن طعام لطفلته.. استشهاد محمد شعلان لاعب منتخب السلة الفلسطيني    بعد موافقة حماس على وقف اطلاق النار .. تصعيد صهيوني فى قطاع غزة ومنظمة العفو تتهم الاحتلال يتنفيذ سياسة تجويع متعمد    الإليزيه: ربط الاعتراف بفلسطين بمعاداة السامية مغالطة خطيرة    مصدر أمني ينفي تداول مكالمة إباحية لشخص يدعي أنه مساعد وزير الداخلية    حسام المندوه: بيع «وحدت أكتوبر» قانوني.. والأرض تحدد مصير النادي    نبيل الكوكي: التعادل أمام بيراميدز نتيجة مقبولة.. والروح القتالية سر عودة المصري    محافظ شمال سيناء يلتقى رئيس جامعة العريش    مصطفى قمر يهنئ عمرو دياب بألبومه الجديد: هعملك أغنية مخصوص    ترامب يترقب لقاء بوتين وزيلينسكي: «أريد أن أرى ما سيحدث»    جولة ميدانية لنائب محافظ قنا لمتابعة انتظام عمل الوحدات الصحية    في أقل من 6 ساعات، مباحث الغربية تضبط سائق شاحنة دهس طفلا وهرب بقرية الناصرية    أكلة لذيذة واقتصادية، طريقة عمل كفتة الأرز    بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها    المقاولون يهنئ محمد صلاح بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب فى الدوري الإنجليزي    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرتنا    1 سبتمر.. اختبار حاصلى الثانوية العامة السعودية للالتحاق بالجامعات الحكومية    «مصنوعة خصيصًا لها».. هدية فاخرة ل«الدكتورة يومي» من زوجها الملياردير تثير تفاعلًا (فيديو)    حملة مسائية بحي عتاقة لإزالة الإشغالات وفتح السيولة المرورية بشوارع السويس.. صور    مصرع والد محمد الشناوي .. القصة الكاملة من طريق الواحات إلى كفر الشيخ    شاهد.. رد فعل فتاة في أمريكا تتذوق طعم «العيش البلدي المصري» لأول مرة    بعيدًا عن الشائعات.. محمود سعد يطمئن جمهور أنغام على حالتها الصحية    هشام يكن: أنا أول من ضم محمد صلاح لمنتخب مصر لأنه لاعب كبير    رئيس وكالة «جايكا» اليابانية مع انعقاد قمة «التيكاد»: إفريقيا ذات تنوع وفرص غير عادية    تنفيذ حكم الإعدام في قاتل المذيعة شيماء جمال وشريكه    تخريج دفعة جديدة من دبلومة العلوم اللاهوتية والكنسية بإكليريكية الإسكندرية بيد قداسة البابا    السيطرة على حريق بأسطح منازل بمدينة الأقصر وإصابة 6 مواطنين باختناقات طفيفة    رسميا الآن بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025    حدث بالفن| سرقة فنانة ورقص منى زكي وأحمد حلمي وتعليق دينا الشربيني على توقف فيلمها مع كريم محمود عبدالعزيز    تحتوي على مواد مسرطنة، خبيرة تغذية تكشف أضرار النودلز (فيديو)    تعدّى على أبيه دفاعاً عن أمه.. والأم تسأل عن الحكم وأمين الفتوى يرد    هل الكلام أثناء الوضوء يبطله؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف تعرف أن الله يحبك؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    أمين الفتوى ل الستات مايعرفوش يكدبوا: لا توجد صداقة بين الرجل والمرأة.. فيديو    الشيخ خالد الجندى: افعلوا هذه الأمور ابتغاء مرضاة الله    بالصور- افتتاح مقر التأمين الصحي بواحة بلاط في الوادي الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكيم حرب: المسرح يرتقي بذائقة البشر
نشر في صوت البلد يوم 24 - 09 - 2016

يرى المخرج والكاتب المسرحي الأردني حكيم حرب، والذي ترأس الدورة الأولى لمهرجان الإبداع الطفولي في عمّان مؤخراً أن الطفل عبقري وذو خيال شاهق ولا يرضى بالمألوف والمكرر، ومن هنا فقد سعى المهرجان لتقديم كل ما هو مختلف من نشاطات تخاطب عقل الطفل أولاً، كما أكد في حوار مع الوطن تناول كذلك فلسفة المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة الأردنية وشارك به عشرات الأطفال وفرق فنية من الأردن وتونس ومصر وفلسطين وسوريا والعراق، كما حدثنا عن مشاريع تنمية ثقافة الطفل في الأردن وعلى رأسها مشروعه الرائد «المختبر المسرحي الجوال».
- رفع مهرجان الإبداع الطفولي شعار «حماية الطفل من العنف والتطرف»، برأيك كيف يساهم الفن في حماية الأطفال من مخاطر الأفكار المتطرفة؟
مما لا شك فيه أن للفن دوراً كبيراً وخطيراً وفعالاً في مواجهة مثل هذه الظواهر والآفات السلبية، حيث يعمل الفن سواء كان مسرحاً أو سينما أو تشكيلاً أو موسيقى أو رقصاً على تهذيب السلوك البشري وأنسنته وتخليصه من تراكماته النفسية والذهنية ومن الشوائب التي قد تعلق بالعقل والروح، مثلما تلعب الثقافة بشكل عام مثل هذا الدور، فالشعر والرواية والقصة والخاطرة والمسرحية كلها تساهم في الارتقاء بذائقة البشر وتعمل على خلق فضاء إبداعي لهم يتيح المجال لتفريغ طاقاتهم ضمن وسائل ابداعية وجمالية بعيداً عن ثقافة العنف والتطرف، ولعل الأطفال هم أكثر الناس حاجة لمثل هذه الوسائل الفنية والإبداعية حتى لا يقعوا فريسة لثقافة الإحباط واليأس والإهمال، تلك الثقافة التي قد تستغل طاقاتهم الخلاقة فتعمل على توجيهها باتجاه العنف والكراهية والعدائية وازدراء الآخر، فالطفل كائن في طور التشكل ومن الممكن غسل دماغه بأفكار ظلامية تجعل منه أداة للعنف مستقبلاً، هنا تقع المسؤولية على كاهلنا كفنانين وأدباء وشعراء.. إلخ في خلق بيئة بديلة للطفل يمارس بها موهبته وهوايته ويفرغ فيها طاقته بشكل إنساني مبدع وخلاق.
- بالإضافة إلى هذا المهرجان، هل من برامج لدى مديرية ثقافة الطفل لتوعية الطفل وتثقيفه بعيداً عن الفكر المتعصب؟
بالإضافة إلى مهرجان الإبداع الطفولي فإن عملنا مستمر في مشروع المختبر المسرحي الجوال، وبالمناسبة فإن المختبر المسرحي الجوال يعد من أنجح وأهم المشاريع التي تواجه مخاطر العنف والتطرف وحماية الأطفال والشباب من مخاطرها، وذلك لأن المختبر معني بالعمل في المحافظات والمناطق النائية والبعيدة عن العاصمة وهي المناطق التي يجد فيها مروجو هذه الأفكار الظلامية بيئة خصبة للسيطرة على عقول الأطفال والشباب، هنا يتجلى دور المختبر الجوال في التصدي لذلك كون المختبر يعمل كعيادة متنقلة تنتهج أسلوب السايكودراما في محاولة علاج بعض التشوهات النفسية والذهنية ضمن مبدأ العلاج بواسطة الدراما، فالدراما سلاح خطير وناجع في معالجة هذه المشاكل وإتاحة المجال للأطفال للتعبير عن ذواتهم إبداعياً وحضارياً، ونطمح مستقبلاً باقتناء شاحنة على شكل مسرح جوال يصل إلى القرى والبوادي على غرار المكتبة المتنقلة وهو المشروع الثالث الذي تعمل مديرية ثقافة الطفل على تنفيذه بالتعاون مع مركز هيا الثقافي ومؤسسة عبدالحميد شومان.
- بما أنك تحدثت عن «المختبر المسرحي الجوال»، هل يمكن لك أن توجز أهم ما حققه هذا المشروع لحد الآن؟
قام المختبر المسرحي الجوال بزيارة عدد من المحافظات هي: الزرقاء، البلقاء، اربد، معان، الكرك، ومدينة الرصيفة، ومراكز الإصلاح والتأهيل، وأقام لمدة شهرين في كل محافظة، عمل خلالها على تدريب عدد كبير من الشباب والأطفال على فن «الدراما» ومحاولة استثمار الدراما في تطوير شخصية المتدرب وتخليصه من بعض العيوب والتشوهات النفسية الناتجة عن بعض الظروف السلبية والممارسات الخاطئة، وكما ذكرت من خلال استخدام أسلوب «السايكودراما» المعروف عالمياً بأهميته في محاولة إيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تواجه الأطفال والشباب، بهدف إبعادهم عن بعض الآفات التي قد يقعون ضحية لها، مثل: العنف الجامعي، المخدرات، التطرف، الإرهاب.. الخ وقد ساهمت تدريبات المختبر المسرحي الجوال داخل مراكز الإصلاح والتأهيل (السجون)، في إعطاء فرص جديدة في الحياة الكريمة لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل، بعد إخضاعهم لسلسلة من التدريبات المسرحية التي تستخدم الدراما في محاولة منح المتدرب الأمل والبهجة وتخليصه من التراكمات النفسية التي تحول عادة بينه وبين اكتشاف طاقته المبدعة الكامنة، والتي من الممكن أن يوظفها داخل المجتمع بشكل إيجابي وبنّاء، بعد خروجه من مراكز الإصلاح والتأهيل، إيماناً من وزارة الثقافة أن في حياة كل خاطئ لحظات بريئة وأن الجاني قد يكون هو الضحية– ضحية رفاق سوء وأفكار سلبية وظروف اجتماعية قاسية – فيأتي المختبر الجوّال للعمل على أنسنة العقوبة وجعلها ترتدي ثوب الإصلاح والتأهيل.
- على أي أساس تم اختيار الفرق المشاركة في مهرجان الإبداع الطفولي محلياً وعربياً؟
تم اختيار الفرق المشاركة على أساس التميز والموضوعية والأكثر قرباً من عالم الأطفال، وتشكلت لهذه الغاية لجان خاصة بالمسرح والغناء والأدب، وهذه اللجان تمثل رموزاً أدبية وفنية كبيرة ومهمة تمتاز بالموضوعية والشفافية اعتمدت مبدأ العدالة والنزاهة والانحياز للأفضل والأجمل، وقد بذلت كافة اللجان جهود جبارة وعظيمة فنحن لا نقدم مهرجاناً واحداً بل ثلاث مهرجانات في مهرجان واحد، فهذا المهرجان يعنى بالمسرح والغناء والأدب، وتقام على هامشه فعاليات تشكيلية ومعارض كتب وندوات تقييمية وفكرية وورش ابداعية، إذن هو احتفالية ثقافة وفن وبهجة كبيرة للأطفال لذا كان لا بد من اختيار فعالياته بتأنٍ ودقة.
- أخيراً، ما خططكم للمهرجان خلال السنوات القادمة؟
خطط المهرجان للعام القادم تعتمد على نتائج دورته لهذا العام، بمعنى أن لدى وزارة الثقافة طموحاً كبيراً بتطوير المهرجان وجعله يرتقي بكافة فعالياته لمستوى خيال الأطفال وذائقتهم الجمالية التي مهما بذلنا من جهد وإمكانيات لا يمكن لنا مجاراتها، فالطفل كائن عبقري ذو خيال شاهق لا يرضى بالعادي والمألوف والمكرر، وواهم كل من يعتقد أن العمل مع الأطفال أسهل وأبسط من العمل مع الكبار، بل على العكس هو أصعب كثيراً لأن فيه مسؤولية كبيرة فأنت كفنان أو مثقف تساهم من خلال نتاجك الفني والأدبي في تكوين شخصية إنسان وبناء جيل جديد، كما أن حماية الأطفال وتثقيفهم تعني حماية وتثقيف مجتمع بأسره وأمة كاملة، لذا فإن وزارة الثقافة حريصة على تقديم ما هو نوعي ومتقدم لهم وبما يوازي مستوى خيالهم وإطلاعهم المتطور على التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل المتطورة التي أحالت العالم إلى قرية وجعلت من الكبار أميين بالمقارنة مع ما يمتلكه الأطفال من معرفة متطورة اليوم، ونحن حقيقةً محظوظون بوجود وزير ثقافة مثل الدكتور عادل الطويسي يمتلك عقلية منفتحة وداعم ومشجع لأي مقترحات جديدة ومبتكرة من شأنها الارتقاء بالثقافة الأردنية بشكل عام وبثقافة الطفل بشكل خاص، لهذا أنت متفائل بأن القادم بالنسبة لثقافة الطفل أجمل بكثير.. فأجمل الأطفال هو الذي لم يولد بعد وأجمل المشاريع هو الذي لم نقم بإنجازه بعد.
يرى المخرج والكاتب المسرحي الأردني حكيم حرب، والذي ترأس الدورة الأولى لمهرجان الإبداع الطفولي في عمّان مؤخراً أن الطفل عبقري وذو خيال شاهق ولا يرضى بالمألوف والمكرر، ومن هنا فقد سعى المهرجان لتقديم كل ما هو مختلف من نشاطات تخاطب عقل الطفل أولاً، كما أكد في حوار مع الوطن تناول كذلك فلسفة المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة الأردنية وشارك به عشرات الأطفال وفرق فنية من الأردن وتونس ومصر وفلسطين وسوريا والعراق، كما حدثنا عن مشاريع تنمية ثقافة الطفل في الأردن وعلى رأسها مشروعه الرائد «المختبر المسرحي الجوال».
- رفع مهرجان الإبداع الطفولي شعار «حماية الطفل من العنف والتطرف»، برأيك كيف يساهم الفن في حماية الأطفال من مخاطر الأفكار المتطرفة؟
مما لا شك فيه أن للفن دوراً كبيراً وخطيراً وفعالاً في مواجهة مثل هذه الظواهر والآفات السلبية، حيث يعمل الفن سواء كان مسرحاً أو سينما أو تشكيلاً أو موسيقى أو رقصاً على تهذيب السلوك البشري وأنسنته وتخليصه من تراكماته النفسية والذهنية ومن الشوائب التي قد تعلق بالعقل والروح، مثلما تلعب الثقافة بشكل عام مثل هذا الدور، فالشعر والرواية والقصة والخاطرة والمسرحية كلها تساهم في الارتقاء بذائقة البشر وتعمل على خلق فضاء إبداعي لهم يتيح المجال لتفريغ طاقاتهم ضمن وسائل ابداعية وجمالية بعيداً عن ثقافة العنف والتطرف، ولعل الأطفال هم أكثر الناس حاجة لمثل هذه الوسائل الفنية والإبداعية حتى لا يقعوا فريسة لثقافة الإحباط واليأس والإهمال، تلك الثقافة التي قد تستغل طاقاتهم الخلاقة فتعمل على توجيهها باتجاه العنف والكراهية والعدائية وازدراء الآخر، فالطفل كائن في طور التشكل ومن الممكن غسل دماغه بأفكار ظلامية تجعل منه أداة للعنف مستقبلاً، هنا تقع المسؤولية على كاهلنا كفنانين وأدباء وشعراء.. إلخ في خلق بيئة بديلة للطفل يمارس بها موهبته وهوايته ويفرغ فيها طاقته بشكل إنساني مبدع وخلاق.
- بالإضافة إلى هذا المهرجان، هل من برامج لدى مديرية ثقافة الطفل لتوعية الطفل وتثقيفه بعيداً عن الفكر المتعصب؟
بالإضافة إلى مهرجان الإبداع الطفولي فإن عملنا مستمر في مشروع المختبر المسرحي الجوال، وبالمناسبة فإن المختبر المسرحي الجوال يعد من أنجح وأهم المشاريع التي تواجه مخاطر العنف والتطرف وحماية الأطفال والشباب من مخاطرها، وذلك لأن المختبر معني بالعمل في المحافظات والمناطق النائية والبعيدة عن العاصمة وهي المناطق التي يجد فيها مروجو هذه الأفكار الظلامية بيئة خصبة للسيطرة على عقول الأطفال والشباب، هنا يتجلى دور المختبر الجوال في التصدي لذلك كون المختبر يعمل كعيادة متنقلة تنتهج أسلوب السايكودراما في محاولة علاج بعض التشوهات النفسية والذهنية ضمن مبدأ العلاج بواسطة الدراما، فالدراما سلاح خطير وناجع في معالجة هذه المشاكل وإتاحة المجال للأطفال للتعبير عن ذواتهم إبداعياً وحضارياً، ونطمح مستقبلاً باقتناء شاحنة على شكل مسرح جوال يصل إلى القرى والبوادي على غرار المكتبة المتنقلة وهو المشروع الثالث الذي تعمل مديرية ثقافة الطفل على تنفيذه بالتعاون مع مركز هيا الثقافي ومؤسسة عبدالحميد شومان.
- بما أنك تحدثت عن «المختبر المسرحي الجوال»، هل يمكن لك أن توجز أهم ما حققه هذا المشروع لحد الآن؟
قام المختبر المسرحي الجوال بزيارة عدد من المحافظات هي: الزرقاء، البلقاء، اربد، معان، الكرك، ومدينة الرصيفة، ومراكز الإصلاح والتأهيل، وأقام لمدة شهرين في كل محافظة، عمل خلالها على تدريب عدد كبير من الشباب والأطفال على فن «الدراما» ومحاولة استثمار الدراما في تطوير شخصية المتدرب وتخليصه من بعض العيوب والتشوهات النفسية الناتجة عن بعض الظروف السلبية والممارسات الخاطئة، وكما ذكرت من خلال استخدام أسلوب «السايكودراما» المعروف عالمياً بأهميته في محاولة إيجاد حلول حقيقية للمشاكل التي تواجه الأطفال والشباب، بهدف إبعادهم عن بعض الآفات التي قد يقعون ضحية لها، مثل: العنف الجامعي، المخدرات، التطرف، الإرهاب.. الخ وقد ساهمت تدريبات المختبر المسرحي الجوال داخل مراكز الإصلاح والتأهيل (السجون)، في إعطاء فرص جديدة في الحياة الكريمة لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل، بعد إخضاعهم لسلسلة من التدريبات المسرحية التي تستخدم الدراما في محاولة منح المتدرب الأمل والبهجة وتخليصه من التراكمات النفسية التي تحول عادة بينه وبين اكتشاف طاقته المبدعة الكامنة، والتي من الممكن أن يوظفها داخل المجتمع بشكل إيجابي وبنّاء، بعد خروجه من مراكز الإصلاح والتأهيل، إيماناً من وزارة الثقافة أن في حياة كل خاطئ لحظات بريئة وأن الجاني قد يكون هو الضحية– ضحية رفاق سوء وأفكار سلبية وظروف اجتماعية قاسية – فيأتي المختبر الجوّال للعمل على أنسنة العقوبة وجعلها ترتدي ثوب الإصلاح والتأهيل.
- على أي أساس تم اختيار الفرق المشاركة في مهرجان الإبداع الطفولي محلياً وعربياً؟
تم اختيار الفرق المشاركة على أساس التميز والموضوعية والأكثر قرباً من عالم الأطفال، وتشكلت لهذه الغاية لجان خاصة بالمسرح والغناء والأدب، وهذه اللجان تمثل رموزاً أدبية وفنية كبيرة ومهمة تمتاز بالموضوعية والشفافية اعتمدت مبدأ العدالة والنزاهة والانحياز للأفضل والأجمل، وقد بذلت كافة اللجان جهود جبارة وعظيمة فنحن لا نقدم مهرجاناً واحداً بل ثلاث مهرجانات في مهرجان واحد، فهذا المهرجان يعنى بالمسرح والغناء والأدب، وتقام على هامشه فعاليات تشكيلية ومعارض كتب وندوات تقييمية وفكرية وورش ابداعية، إذن هو احتفالية ثقافة وفن وبهجة كبيرة للأطفال لذا كان لا بد من اختيار فعالياته بتأنٍ ودقة.
- أخيراً، ما خططكم للمهرجان خلال السنوات القادمة؟
خطط المهرجان للعام القادم تعتمد على نتائج دورته لهذا العام، بمعنى أن لدى وزارة الثقافة طموحاً كبيراً بتطوير المهرجان وجعله يرتقي بكافة فعالياته لمستوى خيال الأطفال وذائقتهم الجمالية التي مهما بذلنا من جهد وإمكانيات لا يمكن لنا مجاراتها، فالطفل كائن عبقري ذو خيال شاهق لا يرضى بالعادي والمألوف والمكرر، وواهم كل من يعتقد أن العمل مع الأطفال أسهل وأبسط من العمل مع الكبار، بل على العكس هو أصعب كثيراً لأن فيه مسؤولية كبيرة فأنت كفنان أو مثقف تساهم من خلال نتاجك الفني والأدبي في تكوين شخصية إنسان وبناء جيل جديد، كما أن حماية الأطفال وتثقيفهم تعني حماية وتثقيف مجتمع بأسره وأمة كاملة، لذا فإن وزارة الثقافة حريصة على تقديم ما هو نوعي ومتقدم لهم وبما يوازي مستوى خيالهم وإطلاعهم المتطور على التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل المتطورة التي أحالت العالم إلى قرية وجعلت من الكبار أميين بالمقارنة مع ما يمتلكه الأطفال من معرفة متطورة اليوم، ونحن حقيقةً محظوظون بوجود وزير ثقافة مثل الدكتور عادل الطويسي يمتلك عقلية منفتحة وداعم ومشجع لأي مقترحات جديدة ومبتكرة من شأنها الارتقاء بالثقافة الأردنية بشكل عام وبثقافة الطفل بشكل خاص، لهذا أنت متفائل بأن القادم بالنسبة لثقافة الطفل أجمل بكثير.. فأجمل الأطفال هو الذي لم يولد بعد وأجمل المشاريع هو الذي لم نقم بإنجازه بعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.