السيد حافظ: الطفل العربي يتيم إعلاميًا

قال الكاتب المسرحي والروائي السيد حافظ، إن الأطفال العرب يتعرضون لكارثة، تتمثل في تركهم فريسة لأيدلوجيات التعصب والتطرف.
وأضاف خلال الندوة الفكرية التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان الإبداع الطفولي بعمان، أن الطفل العربي يتيم إعلاميا، فهو ابن الصدفة، ولا يجد برامج أو أفلام أو أي أعمال فنية تتحدث عنه إلا بالصدفة وفي قنوات أجنبية، وتساءل عن عدد المسرحيات والأفلام والأغاني والكتب التي يتم انتاجها للأطفال كل عام، مشيرا إلى اختفاء ظواهر مهمة كانت تلعب دورا رئيسيا في تنشئة الأطفال، مثل المسرح المدرسي.
وقال: إن هذا المسرح لم يعد موجودا، فضلا عن اختفاء وقتل التجارب المسرحية المهمة والمؤثرة في الوطن العربي، منذ عصر عبدالناصر ومصر قدمت أول مسرح محترف للطفل، وازدهر هذا المسرح بشكل كبير مع المشروع الناصري، إلا ان المتشدد والمتعصبين والجهلاء استهدفوا هذا المشروع، حتى اوقفوه تماما، وعندما حاول مسرح الطفل العودة للحياة، كان ذلك في عصر الانفتاح، عصر الشطارة والفهلوة.
ولفت حافظ إلى ان شركة كبرى مثل صوت القاهرة كانت تنتج 6 مسلسلات للأطفال سنويا ولا تسوقها، وتعطي للممثل والمؤلف والمخرج نصف الأجر بحجة ان العمل للأطفال، ولا تهتم القنوات الفضائية العربية بشراء تلك المسلسلات أو عرضها على شاشاتها.
واشار إلى عدة تجارب في الوطن العربي للاهتمام بمسرح وأدب الأطفال، مثل تجربة لينا التل في الدراما والتعليم بالاردن، وتجارب سمر دودينونعيم حدادين وعلى الجراح وعصمت فاروق وسمير الخوالدة،وخالد المسلماني، كما لفت إلى تجارب قاسم محمد في العراق ودريد لحام في سوريا، وتجارب عواطف البدر ومنصور المنصور من الكويت، وكذلك تجارب أخرى في تونس والمغرب والجزائر.
وأشار حافظ إلى ظاهرة اطفال الشوارع الذين يصل عددهم في مصر إلى مليونين، و4 ملايين في الوطن العربي، وأن هؤلاء الاطفال يمارسون كل أنواع العنف، ولا يجدوا من يخاطبهم، لافتا إلى اهمية ان يتوجه المسرح والدراما الموجهة للطفل لهذه الفئات مثل أطفال الشوارع والأطفال الفقراء، لأنهم تربة جاهزة لاستقبال الافكار المتشددة والمتطرفة.