يقيم المركز القومي للترجمة بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة والدار المصرية اللبنانية في السابعة والنصف من مساء الثلاثاء المقبل (30 نوفمبر) ندوة بقاعة الندوات بالمجلس لمناقشة كتاب "انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم"، تأليف جون رالستون سول، وترجمة الكاتب محمد الخولي، وهو الكتاب الفائز بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة لهذا العام، ويدير الندوة د. جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة، ويتحدث فيها المفكر السيد ياسين مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، وشيخ التربويين د. حامد عمار. وكتاب "انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم" أصدرته الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، وترجمه عن الإنجليزية محمد الخولي لمؤلفه جون رالستون سول، وتأتي مشاركة المركز القومي للترجمة في تنظيم هذه الاحتفالية بغرض الاحتفاء بفوز المترجم محمد الخولي بجائزة الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة كأحد أهم المترجمين المصريين، إلى جانب تشجيع القطاع الخاص على إثراء حركة نشر الكتب المترجمة في إطار التعاون القائم بين المركز وكبريات دور النشر المصرية والعربية. وكانت حيثيات فوزه الخولي بجائزة الملك عبد الله قد أشارت إلى أن الكتاب يقدم قراءة نقدية وتاريخية حول مفهوم العولمة في العالم، مركزًا على تتبع الأضرار التي يخلفها على النظام الاقتصادي العالمي، ومحذرًا من تجاوز الشركات الكبرى ومدرائها التنفيذيين للنظم والقوانين العالمية، وقد أحسن المترجم اختيار الكتاب وترجمته إلى اللغة العربية. والكتاب صمَّم غلافه الفنان حُسين جبيل وقدَّم له د. حامد عَمّار، كان قد صدر في لغته الأصلية الإنجليزية عام 2005 ومؤلفه هو كاتب روائي ومؤرخ وفيلسوف كندي وكتابه من الكتب التي أثارت جدلاً في العالم وكانت من الأكثر مبيعًا عالميًّا. ويتكون الكتاب - المكتوب بلغة روائي وفيلسوف عارف ومثقف - خمسة أجزاء هي: السياق (حية في الفردوس، موجز المستقبل الموعود، هم وإنجازاتها المتوقعة، الأمر المسكوت عنه، موجز تاريخ الاقتصاد وقد أصبح ديانة، الصعود، عام 1971، الفراغ، مضحك الملك، مختارات من الحماس الرومانسي، القوة المتجمعة، الاقتصاد المصلوب، الهضبة، النجاح، عام 1991، أيديولوجية التقدم، عام 1995، السقوط، معادلة سلبية، المقطمات غير الحكومية والرب، تسلل زمني الانحدار، تسلسل زمن الانحدار: الانشقاق الماليزي، نهاية المعتقد، الهند والصين، نيو نريليندا تنزلق من جديد، الجزء الخامس والأخير من الكتاب: وأين نذهب الآن (الفراغ الجديد: فترة فاصلة من علامات الاحتلال، الفراغ الجديد: هل عادت الدولة القومية؟، القومية السلبية، تطبيع الحرب غير النظامية، القومية الإرجابية) ومن حسنات الكتاب أنه يقدم ثبتا بأهم التعبيرات والمصطلحات الخاصة بالأشخاص والهيئات والمنظمات والمؤسسات وهي تدُّل على موسوعية المؤلف والمترجم وثقافتهما الكبيرة. وفي تقديمه للكتاب تمنَّى د. حامد عَمّار أن يقرأ قادة الفكر الاقتصادي والسياسي هذا الكتاب، وبخاصة أولئك المسئولين الذين يتولون إصدار قرارات نظامنا الاقتصادي المجتمعي من أنصار (خصخص خصخص) والذين يقول عنهم المؤلف في إحدي عباراته في وصف مآسي العولمة، (نحن نضرب الطفل حتى يبكي، ثم نضربه مره ثانية ليتوقف عن البكاء). ذكر أن مؤلف الكتاب حذَّر من تكريس النشاط المالي على حساب الإنتاج ومن اعتبار النقود أصولا أساسية، بدلا من اعتبارها وسائل للتعامل، وأداة للتبادل، وهو ما أفضي إلى الأزمة المالية التي أصابت دوائر وول ستريت في أمريكا، وما برحت تداعياتها تتردد في أركان شتَّى من عالمنا. كما أن المؤلف نبه أيضًا إلى خطورة تحويل العولمة من ظاهرة في التطور الاقتصادي والإعلامي إلى ما يشبه الأيديولوجية أو العقيدة الدينية؛ حيث المبالغة في الانفلات من النظم والضوابط، بدعوى تحرير التجارة والاقتصاد، فضلاً عن المغالاة في دور المديرين ورؤساء مجالس الإدارات على حساب دور الدولة بمؤسساتها وقوانينها التي تكفل في التحليل الأخير حماية النشاط الاقتصادي للمجتمع من أطماع الأفراد، وتطلعهم إلى الامتيازات المادية والمعنوية على حساب الصالح العام. وجون والستون سول مؤلف الكتاب يهتم بتحليل تاريخ الحضارة، وهيكل السلطة في الغرب، وما يتفرع من هذه الظواهر من قضايا ثقافية ومعرفية خصوصًا فيما يتعلق بما لحق هذه الأوضاع من فساد، تحولت به النظم السياسية إلى خدمة جماعات المصالح واحتكارات القلة على حساب الصالح العام لأوسع قطاعات المواطنين.