هناك فطرة لا يستطيع اي مخلوق ان ينكرها وهى الامومة ومحتواها، فليس الانسان الوحيد الذى يستطيع أن يلد ويربى وان يكون حنوناً على اولاده فى وقت وقاسياً فى وقت أخر، بل ان الحيوان يمتلك تلك الفطرة مع اختلاف التفضيل الالهى للانسان، الحيوان يكون حنوناً ومدافعاً عن اولاده من الخطر، وقاسياً لكى يؤهلهم للبيئة الخارجية. مثلما حدث فى قصة ذلك الحوت الصغير الذى تركته امه لكي يمارس فطرته فى العيش داخل المحيط الامر الذى يلتزم الاعتماد على النفس، ولكن الحوت الصغير المدلل خرج باحثاً عن امه ليحتضن يخت لعمال فى استراليا، مما دفعهم لمحاولة انقاذ ذلك الحوت الصغير الذى ينتمى لفصيلة الاحدب . وكان العمال قد عثروا على الحوت الصغير فى بتووتر الى الشمال من سيدنى بعدما هجرته فيما يبدو أمه قبالة ساحل شرق استراليا، حيث اشارو الى انه قد يكون لجأ الى يخت راس ربما ظنا منه انه امه. من جهته أكد " كريس مكنتوش" المدير المحلى لخدمة المتنزهات الوطنية فى ولاية "نيو ساوث ويلز" ان الحوت الصغير قضى اليوم السابق او نحو ذلك في بتووتر ونعتقد انه كان يحتك ببطن المركب طلبا للبن متخيلا انها امه، مضيفاً ان فريق من العمال قاموا بقطر الحوت بيختهم الخاص الى البحر فى محاولة لاغراء الحوت الصغير بالدخول فى مياه اعمق املا فى ان يجد امه ولكنه رصد فيما بعد مرة اخرى قريبا من شاطيء بتووتر بالامس. وأوضح الخبراء ان الحوت الصغير لا يمكن ان يعيش دون لبن سوى ايام قليلة، حيث أضاف "مكنتوش" انه رغم ان المسألة مؤلمة الا انه من الطبيعى لبعض الحيوانات أن تهجر صغارها، موضحاً انه من الافضل رعاية الصغير على امل ان يظل فى المحيط. وجدير بالذكر أن اناث الحيتان وتلد صغيرا واحدا وتؤدي فترة الرعاية الطويلة التى تستمر اكثر من عام بالنسبة للعديد من الانواع الى اقامة علاقة وطيدة بين الام وصغيرها.