رشحت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية فيلم "وداعاً بغداد" ليمثل دولتها في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2011، وأعلنت الوزارة أن اختيار الفيلم جاء بعد مُناقشات استمرت قَرابة الأسبوعين، ليستقر الخيار في النهاية ببن ثلاثة أفلام ذات صبغة سياسية، أولها "صياد السبت" للمخرج "شيخ طادي" الذي يدور حول الفكر اليهودي ووحشيّة جرائم المتطرفين اليهود ضِد الشعب الفلسطيني، أما الثاني فهُو "مُلك سُليمان" للمُخرج "شهريار بحراني" ويتناول القصّة القرآنيّة عن نَبي الله سُليمان، ويُبرز في جانبٍ منه تفنيد ادعاء "هيكل سُليمان" في نَفس المكان المقام به المسجد الأقصي، والفيلم الثالث الذي استقرت الوزارة في النهاية علي ترشيحه بالفعل هُو "وداعاً بغداد" للمُخرج مهدي نادري. ويَدُور "وداعاً بغداد" حَولَ علاقة صداقة تنشأ بين مُجاهِد عراقي يُدعي "صالح"، وبين جندي أمريكي يُحاول الهَرَب في الصحراء من جَحيم الحرب. ويقول مُخرج العمل: يعبر الفيلم عن الخلفية التي أتت منها الشخصيتان المحوريتان في أحداثه، فالجندي الأمريكي انضم للقوات العسكرية محاولاً الهرب من جريمة ارتكبها بالخطأ في موطنه، ليكتشف أن هناك جريمة أعظم قد تورط فيها بانضمامه لكتائب الحرب. وفِي المُقابل فالحرب نفسها دمّرت حياة المجاهد العراقي "صالح" وقتلت أسرته. فقرر مُحاربة الجيش الأمريكي في العراق ، ولكنه وسط كل هذا لا يريد سوي العودة لحبيبته "رقيّة" التي ما زالت تنتظره. ويقول "مهدي النادري" إن فكرة السيناريو واتته أثناء تصوّيره لفيلم تسجيلي بالعراق، حيثُ لاحظ الحالة السيئة للجنود الأمريكان، وعدم استيعابهم للسبب الذي يدفعهم لمهاجمةِ شعباً أعزل. كما لفت انتباهه العلاقة المعقدة بين هؤلاء الجنود والمواطنين العراقيين أنفسهم، مما ألهمه الفكرة التي طوّرها بعد ذلك عند العودة لإيران. ويعتبر الفيلم هُو أول فيلم روائي "للنادري"، الذي بدأ حياته في المسرح عام 88 ، قبل توجهه للسينما التسجيليّة في بداية الألفية. وهو ما أفاده أثناء صناعته للعمل، حيثُ يري أن المخرجين عادةً ما يحاولون صنع أحداث مبنيّة عن رؤاهم وخلفيتهم السياسية والثقافية، ولكن الأفلام الوثائقيّة علّمته أن يحاول نقل الحقيقة كما هيَ بصدق وحريّة، دون النظر لأي اعتبارات أخري. وعن كون الفيلم هو مُرشّح إيران الرسمي للأوسكار، قال حسين دركاهي وكيل لجنة الشئون السينمائية والبصرية بوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي.