ضمّ المعرض 29 لوحة تشكيلية عبّر الفنانون البحرينيون الخمسة من خلالها عن خمسة أبعاد رؤيوية مختلفة لأسئلتهم الفنية والوجودية التي تشغلهم، ضمن مساحات أتاحت لهم رسم ما يمكن أن يعتبره المتلقي عتبة نصية لتفسير الرؤية المحتملة للأعمال، ولتكون أيضا اختبارا منهم لمعرض شخصي قادم، قد تشارك هذه الأعمال فيه ضمن مساحات أكثر اتساعا لتشمل المناطق التي يرغبون في البوح عنها بمزيد من اللوحات. الأبعاد الخمسة التي تجمّعت تحت سقف غاليري هند بالمحرق في أواخر ديسمبر الماضي كشفت عن مناطق مختلفة للاشتغال الفني من قبل الخماسي التشكيلي، فبينما اختارت كادي مطر المرآة عنوانا معبّرا عن حالات المرأة المشغولة بحواراتها الذاتية مع نفسها من خلال ثلاثة أعمال سعت أن تعمّق فيها رؤيتها للمرأة القوية المحاصرة، نجد سعيد المرهون يؤطّر المرأة في مساحات مضيّقة بالبرواز ليجعل المتلقي في مواجهة بصرية لنسائه المشغولات بدهشة الرسام نفسه في ست لوحات، وظف فيها شعر المرأة كحالة من حالات الفوضى الخلاقة في تواصلها مع الأشياء من حولها، ولم تفلت من بين هذه الحالات النفسية إلّا لوحة واحدة عبّرت عن رجل في حالة انكسار وتأمل. أما أيمن حاجي فقد اختار أن يقدّم تجربتين متجاورتين في سداسيته المشاركة في المعرض مبتهجا بالأرض وبالسماء وتفاصيلهما اللونية في التجربة الأولى، وراصدا لطقوسهما عبر المرأة في التجربة الثانية. في حين قدم حسين علي خمسة أعمال أطلق عليها “بروفايل”، تحاكي إلى حدّ كبير الكتلة البصرية للكرة الأرضية بما تحمل من احتمالات تأويلية وزّعها على شكل كتل لونية كبيرة مستديرة. وبين هذه المجموعة المشغولة بأبعادها المختلفة اختارت سيما باقي الطقس الموسيقي الصوفي منطقة لاشتغالاتها التكعيبية، محتفلة بالتأمل والإلهام في ثماني لوحات مليئة بالإيقاعات الموسيقية الداخلية. وعن تجربة “خمسة أبعاد” حدثتنا الفنانة كادي مطر: خمسة أبعاد معرض تشكيلي تضمن مساهمة خمسة من الفنانين البحرينيين، حيث تمّ ترشيحي من خلال الفنان القدير خليل الهاشمي، ومن ثم تم إنشاء مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بحثنا من خلالها عن الفكرة، وطريقة التقديم، وتم التوافق على اسم “أبعاد خمسة” من بين عدة مقترحات، لما يحمله هذا الاسم من أبعاد ورؤى تعني خصوصية الفنان، حيث تضمّن أبعادا لأعمال مختلفة لكل فنان. من جهته أعرب مدير غاليري هند الفنان علي المحميد عن تفاؤله بالتجارب المقدمة في المعرض، آملا أن تستمر الحركة التشكيلية على النطاقين العربي والمحلي بهذا المستوى، ومرحبا في الغاليري بجميع التجارب الشخصية والجماعية. يقول المحميد: اتفق الفنانون الخمسة على إقامة معرض مشترك، وعرض الأمر على إدارة غاليري هند، وتمت الموافقة عليه لكون جميع الفنانين في مستوى واحد من عمر التجربة والمشاركات.