نظمت نقابة الصحفيين المصرية ندوة خاصة بمناسبة مرور الذكري ال 40 علي رحيل الرئيس جمال عبد الناصر والتي أقيمت تحت عنوان "هل نستحق حمل اسمك بعد؟" فقد تبارت القوي السياسة المشاركة في التأكيد علي أن الأمة العربية لا تخرج أبدًا من التاريخ لأن تاريخ امتنا العربية أكبر وأعمق من أن يتهاون فقد ترتبك هذه الأمة أو تهتز أو حتي تنكر لكن حكمتها الكبري تكمن في قدرتها المؤكدة علي تعديل مسارات الانكسار إلي مسارات إيجابية متقدمة وخلاقة وفي قدرتها المذهلة علي الاحتمال والاختزان وعلي المقاومة والانتقام إن منظومة العداء التاريخي للأمة محددة في ذلك المثلث الدنس الذي يمثله الاستعمارالصهيوين والرجعية العربية ولذلك فليس من قبيل الصدفة عدم استقرار مرتكزات المشروع النهضوي الأكبر في التاريخ العرب الحديث إلا بعد أن جاهدت الثورة العربية الناصرية جهادًا مؤازرًا ضد أضلاعه الثلاثة فلم يجد الاستعمار أمامه إلا أن يحمل عصاه علي كتفه ويرحل. فقد أكد د.محمد السعيد إدريس رئيس مركز دراسات الخليج أنه بعد حرب أكتوبر بدأ الرئيس السادات بنشر الرخاء الذي إرتبط بمعاهدة السلام وجاء وزير الخزانة الأمريكية وقدم للرئيس السادات مطالب وأجندة أمريكية وكان علي رأسها بيع القطاع العام وحل الاتحاد الاشتراكي ووقف الصناعة العسكرية وامتدت إلي علاقة مصر بأحد أشقائها. وأكد إدريس أن نفس المطالب قدمت في عام 56 إلي الرئيس جمال عبد الناصر من خلال مذكرة أرسلها الرئيس جونسون للرئيس جمال والذي وقف إرسال القمح الأمريكي إلي مصر بعد رفض الرئيس جمال لهذه المذكرة التي تحمل ذات المطالب وبوقف مشوار التحرر العربي. ولكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض بيع القطاع العام لأن القطاع العام هو الذي يمكن مصر من أن تقاتل ضد أي عدوان وبدونه لا تستطيع مصر الدخول في أي حرب قبل 37 مصر لم تدخل أي حرب لأنها غير مستعدة لبيعها القطاع العام في هذا العصر. ومن جانبة أكد د. عاصم الدسوقي المؤرخ التاريخي أن عبد الناصر لا يزال حيا بيننا وسوف يظل لأنه كان تعبيرا صادقا عن آمال هذه الأمة في حياة حرة كريمة عادلة وأكد علي علاقة مصر بالعروبة وأن مصر عربية إسلامية وأفريقية ووضع لها إسما علي خريطة العالم والعالم كان يعمل حسابًا لمصر وعندما كان المصريون موجودين بالخارج كانوا يحظون بإحترام بسبب جمال عبد الناصر. ومن جهته أكد د.عبد الحليم قنديل مؤسس حركة كفاية أن مصر كان لها دور قيادي وريادي في المنطقة والمشكلة الآن هي أن مصر تنازلت عن دور الريادة إلي دور الوساطة فقزمت الدور المصري وجعلتنا في خلافات مع عدد من الدول العربية التي تريد القيام بأدوار أخري ومن ناحية أخري فالتعويض الذي أخذته مصر لتتنازل عن دورها هو لا شيء بل كسبت عارا وأخذته باعتبار أن المصري يعامل في الدول العربية علي أساس أنه الأفقر المحتاج إلي أي عمل ثم باعتبار أنه منتسب لنظام يعمل لخدمة الأمريكان والإسرائليين ففقد كرامة المعاش وكرامة الوجود فإذا ذهبت إلي أي دولة عربية وليست دول النفط مثل الأردن أو المغرب أو ليبيا فالمصري هناك يعامل معاملة سيئة جدا بعكس أيام عبد الناصر فالمصري كان بمعني ناصر . وأضاف عبد الحليم أن حرب 73 كانت خط النهاية لقوس النهضة وإن كانت القوات المصرية حققت نصرا في 73 علي طريقة النصر المقطوع وهو غياب عبد الناصر ذاته عن حربه الأخيرة وبين الحربين 48 -37 نشأت المعادلة التالية مع نشأة كيان الإقتصاد الإسرائيلي مع المؤسس بن جوريون وجري السعي باحتواء ظاهرة عبد الناصر بمزيد من التحرش علي الحدود ومحاولة احتواء لصور عبد الناصر ولم يكن الأمر بالسلاح فقط وإنما كان موقف من النهضة علي مر التاريخ وعلينا أن نؤكد أن بين الحربين شهدت مصر الحديثة والمعاصرة أوسع النهضات وأكثر القفزات في التنمية والتطبيع والاختراق التكنولوجي ويجب أن نعرف أن بين سنة 1956 إلي 1966 بأرقام البنك الدولي شهدت مصر أعلي معدلات التنمية في العالم كله أو ما يسمي بالعالم الثالث وحتي بعد هزيمة 67 وتوجيه غالب موارد البلاد للجمهود الحربي ظلت مصر تنمو بمعدلات عالية جدا وبعد أربع حروب مع إسرائيل كانت مصر رأسا برأس مع كوريا الجنوبية في معدلات التنمية والاختراق التكنولوجي والذي نريد أن نستفيده من هذه الملاحظة أن هذه المنطقة في محاولتها للنهوض تحاول أن تنهض تحت خط السيف الغربي ثم تحول السيف الغربي إلي خنجر مع إنشاء إسرائيل. وأضاف قنديل أن قبل حرب 73 كانت فلسطين هي القضية المركزية وبعد 73 أصبحت مصر هي القضية المركزية فرد اعتبار فلسطين هو رد اعتبار مصر واعتبار مصر يفضي إلي فكرة القومية العربية، ولم تكن القومية العربية موجودة فرضا وإنما خلقتها الوطنية المصرية.